مقدمه المقال الثاني من سبع مقالات تضع الرؤيه المنطقيه لسلوك وسياسات والي و البحر الاحمر د. محمد طاهر ايلا في ولايته الاولي والثانيه مسنوده بشواهد ملموسه من واقع ممارساته وافعاله فالمقال الاول يتمحور حول مقولته الشهيره عندما جاء واليا معينا حيث قال لخاصته ( لو استطعت تنفيذ برنامجي فلا يبقي لي الا العلم) وهنا ساله احد الحاضرين ماذا يعني بالعلم فقال (رئيس جمهوريه). فهل كان ايلا يخطط ويعمل منذ يومه الاول قي الولايه لينصب نفسه رئيسا لدوله الشرق الوليده او دوله البحر الاحمرعلي اقل تقدير وهل كانت سياساته وسلوكه في الحكم تمهيدا للارضيه لهذا الهدف لحين انتظار الفرصه المواتيه لذلك وهل كان ايلا يتوقع ويتحسب لانهيار الدوله والياتها او زوال حكم الانقاذ لما يعرف الرجل من اسرار لمفاصل الدوله وتنافس الانداد من الحاكمين وما نتج عنها من مجموعات متنافسه اضعفت المؤسسات الحاكمه وكرست الولاء للافراد والقبائل اضف لذلك المهددات الخارجيه المتسارعه والحاله الامنيه الداخليه المزمنه والتي ادت لتاكل الاقتصاد فالرجل له خبراته التراكميه في الحكم والوزاره والتي به يدرك الكيفيه التي يحكم بها السودان. فالي مضابط الترتيبات والسياسات التي قام بها ايلا في طريقه الي الجمهوريه. تعامله مع القيادات وتحالفاته الرجل افتعل معركه من غير معترك مع جميع القيادات من بني جلدته والمنتميه للمؤتمر الوطني والتي عرفت في عهد الانقاذ وعملت في مواقع قياديه سياسيه وتنفيذيه بل تعدي خلافه ليشمل كل القيادات البجاويه التي تتبؤ مناصب قياديه في المركز فلم يستثني احد والغريب ان الرجل اصتنع وصنع الخلاف بنفسه مع جميع القيادات من جلدته ومنذ بدايه عهده في الولايه وبما انه لا توجد اسباب او ارضيه لهذا الصراع ولا توجد قواسم مباشره تادي الي الصراع والخلاف بل كانت جميع القيادات البجاويه تطوق للمشاركه والمساهمه تحت قيادته بل رضيت ان تكون في الصف الثاني الا ان الرجل عمل قصدا ونيه علي تعميق الخلاف وديمومته وعمل علي افشال كل محاولات الخيريين التقريب بينه وبين اي من القيادات بل سعي ولازال علي طمس تاريخهم وادوارهم وتغييبهم بصوره متعمده عن جميع الفعليات السياسيه والاجتماعيه والثقافيه واظهر لهم قليل من الاحترام وكثيرا من النفور والاعراض ثم ان الرجل مازال يفتعل المعارك خفيه واعلانيه وينتهج سياسه الاقصاء والتهميش والتربص مع قيادات الصف الثاني المحتمله والمواليه للمؤتمر الوطني من ابناء جلدته ان هذا السلوك غريب ولا يجد له تفسير في المفهوم السياسي حيث ان السياسيون دائما يعملون علي كسب ود القيادات وتجييشهم خلفهم ليكونوا عونا لهم في معاركهم مع منافسيهم وانصارا مؤيدين لبقاعهم لاطول مده في كراسيهم والرجل سياسي مخضرم لا تغيب عنه ما تشكل له خلافاته مع القيادات من تهديد لمستقبله السياسي فلماذا اذن يسلك الرجل هذا السلوك وهو يدرك مخاطره وهو متشبس بكرسي الحكم و الجواب عندي ان لديه اليه اخري تضمن لم بقاءه في السلطه رغم انف القيادات مهما تعاظم تاثيرها وعلا صوتها بل هذه القيادات تمثل تهديد كبير لنجاح خطه الاليه التي تضمن له البقاء في السلطه وهم قد يكونون معيقين ومهددين للانفصال حيث انهم قد لا يتفقون معه علي خطته الانفصاليه ومن خلال تاثيرهم علي قواعدهم قد ياثرون سلبا علي مجرياتها والخطه لديه ان يصنع قيادات ضعيفه ومواليه له ويختلق الصراع مع القيادات الحاليه والمحتمله لاضعافها و تقليل تاثيرها علي قواعدها بتغييبها حتي اذا حانت اللحظه لا يوجد صوت او تاثير لها ويكون الصوت الاعلي للقيادات الجديد والمواليه له. كما تجلي هدفه الكبير في تحالفاته وتشكيل حكوماته المتعاقبه وانحصار اليه اتخاز القرارات بكل اشكالها في ذاته فلل الرجل خطه وهدف وللكل الذي حوله يجب ان يكون له اسهامات في تحقيق هدفه تاهله ليتبؤ منصبا ظاهريا في اجهزه الولايه السياسيه والتنفيذيه فالولايه كما يعلم الجميع تدار عبره و عبر اللجان الولائيه والتي يراسها . فالنائب المغامر تتمتع قبيلته بعمق استراتيجي مع الجاره ارتريا فبدا يتمدد نحو الولايه مستفيدا من التعداد السكاني الاخير واهله ان يكون لاعبا اساسيا معه في خطته فادام عليه الكثير من القوه والنفوذ مهما تعاظمت اخطاءه اوتمادي في استغلال نفوذه المستمد من سلطته ثم ان الرجل ابقي في جميع تشكيلات حكوماته المتعاقبه علي الجناح المعارض لاتفاقيه الشرق الامر الذي يدل علي انهم لهم ادوار يلعبونها الان وفي المستقبل والرجل جاء في اول تشكيل لحكومته بلواء قائد المنطقه العسكريه ثم عين منتسب للامن معتمدا الا انه لم يحضر للولايه لاستلام مهامه رغم شغر الوظيفه لاكثر من سته اشهر ثم اتي بضابط شرطه وزير فلماذا ياتري جيش وامن وشرطه هل الرجل من خلال قربهم منه يريد ان يعرف كيف تعمل هذه الاجهزه والتي قد يكون مواجهتها محتمله في سبيل هدفه واكتفي بذالك واترك للقارئ المهتم اكمال التحليلات في كيفيه اختياره لوزراءه ومعتمدي معتمديات ولايته. بناء العاصمه وسن القوانين انكب الرجل علي بناء عاصمه الدوله الستقبليه فحصر انفاق المال العام علي البنيه التحتيه لمدينه بورسودان فكانت مشاريع السفلته والاناره والانطرلوك والكرفستون كما لم تغيب عنه الاهتمام بعمل مباني تليق بالدوله الجديده للسلطه التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه فكانت مباني البرلمان الجديده بقبتها كما ان السلطه القضائيه انفقت مبالغ طائله في بناء وتجميل مبانيها والتي سارت معالم تليق بسلطه العدل وهيبتها الا ان هذا تم بعياذ ودفع من الرجل . كما ان مخطط مباني مجمع الوزارات قيد الانشاء بعد ما اكتملت كل الخرط وخصصت الارض التي سوف تقوم عليها . كما هومعلوم للدوله ثلاثه اركان اساسيه في المصطلح السياسي فهي تتكون من ارض وبشر وعقد اجتماعي ينظم التفاعلات وحراك البشر في ما بينهم وفي ما بينهم والدوله في معاملاتهم الاجتماعيه والدينيه والاقتصاديه والسياسيه . فان وجد مكونان هما الارض والبشر فاليكمل الرجل المكون الثالث فشهدت الولايه سباقا مهموما نحو عرض واجازه القوانين الولايه تحت غطاء نيفاشا فاجاز المجلس التشريعي اكثر من مئتان قانون محلي في جميع الميادين و تم تفعيل القوانين الولائيه السابقه حتي ترسخ واقع ان المركز وقوانينه ليس لها فاعليه في ظل وجود قانون ولائي مجاز يوازي لكل قانون اتحادي . فهل هذا العمل يتم بدون مقصد معلوم واراد سياسيه محفزه وهل هذا الجهد بلا هدف ؟. فاليكمل الرجل مكونات المصطلح السياسي للدوله الجديده انتظارا لاعلانها. ثم ان للدول يجب ان يكون لها مورد اقتصادي ياهلها ان تكون دوله تتمتع بسيادتها وتقوم بواجباتها تجاه رعاياها فلا تقوم دوله بدون مقومات اقتصاديه متجدده وحيث ان الشرق او البحر الاحمر يفتقر لمكون اقتصادي كبير ومتنوع مقنع للمجتمع الدولي لجدوي الدوله الوليده فاتي الرجل بفكره السياحه وهو يقول الا ترون ان هنالك دول يقوم اقتصادها علي السياحه ونحن نملك مقوماتها وان نقصتنا الخبره في ذلك ولكن ها نحن نبني الخبره ونقيم المقومات فكانت المهرجانات السياحيه الشتويه والصيفيه. يوسف المبارك علي E mail: [email protected]