3) مقدمه: المقال الثالث من سبع مقالات تضع الرؤيه المنطقيه لسلوك وسياسات والي ولايه البحر الاحمر د. محمد طاهر ايلا في ولايته الاولي والثانيه مسنوده بشواهد ملموسه من واقع ممارساته وافعاله فالمقالات السبع تتمحور حول مقولته الشهيره عندما جاء واليا معينا حيث قال لخاصته ( لو استطعت تنفيذ برنامجي فلا يبقي لي الا العلم) وهنا ساله احد الحاضرين ماذا يعني بالعلم فقال (رئيس جمهوريه). فهل كان ايلا يخطط ويعمل منذ يومه الاول قي الولايه لينصب نفسه رئيسا لدوله الشرق الوليده او دوله البحر الاحمرعلي اقل تقدير وهل كانت سياساته وسلوكه في الحكم تمهيدا للارضيه لهذا الهدف لحين انتظار الفرصه المواتيه لذلك وهل كان ايلا يتوقع ويتحسب لانهيار الدوله والياتها او زوال حكم الانقاذ لما يعرف الرجل من اسرار لمفاصل الدوله وتنافس الانداد من الحاكمين وما نتج عنها من مجموعات متنافسه اضعفت المؤسسات الحاكمه وكرست الولاء للافراد والقبائل اضف لذلك المهددات الخارجيه المتسارعه والحاله الامنيه الداخليه المزمنه والتي ادت لتاكل الاقتصاد فالرجل له خبراته التراكميه في الحكم والوزاره والتي به يدرك الكيفيه التي يحكم بها السودان. فالي مضابط الترتيبات والسياسات التي قام بها ايلا في طريقه الي الجمهوريه . تعامله مع القبائل ولعله من الغريب الذي لا يجد له المنطق تعليل شافي ان يصتدم الرجل بالمكونات القبليه منذ الوهله الاولي لقدومه برغم ما اتصفت به القيادات القبليه عبر العهود من خضوع وميول للسلطه وفي حالته اخضع واقرب فهل كانت من اولويات خطته ان يخلق صراعا مع النظارات يادي تفاعله في الاسهام في تحقيق جمهوريته المستقله ولماذا يديم الرجل الصراع وهو يستطيع ان ينهيه متي ما اراد مستندا علي جاهه وسلطانه وهم ميالون لذالك لموروثاتهم وقيمهم وهو مدرك لذالك.فلماذا هذا الصراع ولماذا اطاله امده. كما قلنا ان هذا لا يفهم كنه في اطار تحليلها مفرده ولكن يفهم في الاطار الكلي عندما تستدرك مكونات تحقيق هدفه النهائي. فالرجل عمل علي خلق نظارات جديده ومنح عموديه النابتاب نظاره وقد كانوا تحت نظاره البني عامر وسعي سعيا حثيثا لخلق نظاره للفضلاب وهم تحت نظاره الامرار فاتي بعمده قبيله الفاضلاب وزيرا لوزاره التخطيط العمراني ليستميل القبيله للانجراف نحو هدفه وقد كان ما اراد فتنامت الخلافات بين ابناء العمومه الا ان الامرار حتي الان نجحوا في ما فشل فيه البني عامر بالتجاعهم بالمركزوتهويلهم للامر و كما يقال انه غازل ناظر الهدندوه لانشاء نظاره للهدندوه بالولايه وكان رد ناظر الهدندوه عقد مؤتمر القاش الذي حشد له المركز واعيان القبيله وعمودياتها فسكت عنها . ولكن هل يخفي علي الرجل بخبرته السياسيه الطويله ومعرفته بالمكنونات الجهويه ان انشاء نظارات جديده هي خصم علي مكانه ورياده ونصيب قبيله الهدندوه التي ينتمي لها في السلطه علي المدي القريب والبعيد فهل الرجل يضعف قبيلته بيده والجواب طبعا هو لا ولكن هدف تكتيكي يملي عليه تحقيق الهدف الكبير. فاذا رجعنا الي الوراء قبل استقلال السودان نجد ان الانجليز قبل منح السودان استقلاله جاءوا لمقترح ان يكون شرق السودان تحت وصايه التاج البريطاني الا انه في مؤتمر اركويت اختار نظار قبائل الشرق ان يكونوا من ضمن السودان وقد كان. وقد قلنا ان الرجل كان يفكر ويتامل ويتحسب طيله الفتره التي قضاها وزيرا بالمركز فهل يجعل نجاح وفشل خطته يتوقف علي مواقف نظار القبائل والذين لا يضمن لهم ولاءا مطلق لهدفه اذا اتت احداث شبيه باحداث ما قبل الاستقلال متزامنه مع انهيار اليات الحكم او زواله او تدخل دولي وهذا غير بعيد عن سودان اليوم والرجل يراهن علي ذلك لاكمال تنقيذ خطته فانه من البديهي ان يتحسب لمواقفهم وهو يعلم لا محاله سوف يكون تاثير النظارات وعموديات القبائل كبير سلبا او ايجابا علي قيام جمهوريته المستقبليه والتي تتوقف لحد ما علي مدي التفاعل الايجابي للقبائل معه لمناصره وحشد التاييد الشعبي للاستفتاء او قبول وصايه مؤقته فاذا الرجل يريد ان تكون له نظارات ينشاها ويضمن ولاءها لتناصره في مثل هذه القرارات المتوقعه والتي تفضي الي جمهوريته . منير يوسف المبارك e mail: [email protected]