) مقدمه: المقال الرابع من سبع مقالات تضع الرؤيه المنطقيه لسلوك وسياسات والي ولايه البحر الاحمر د. محمد طاهر ايلا في ولايته الاولي والثانيه مسنوده بشواهد ملموسه من واقع ممارساته وافعاله فالمقالات السبع تتمحور حول مقولته الشهيره عندما جاء واليا معينا حيث قال لخاصته ( لو استطعت تنفيذ برنامجي فلا يبقي لي الا العلم) وهنا ساله احد الحاضرين ماذا يعني بالعلم فقال (رئيس جمهوريه). فهل كان ايلا يخطط ويعمل منذ يومه الاول قي الولايه لينصب نفسه رئيسا لدوله الشرق الوليده او دوله البحر الاحمرعلي اقل تقدير وهل كانت سياساته وسلوكه في الحكم تمهيدا للارضيه لهذا الهدف لحين انتظار الفرصه المواتيه لذلك وهل كان ايلا يتوقع ويتحسب لانهيار الدوله والياتها او زوال حكم الانقاذ لما يعرف الرجل من اسرار لمفاصل الدوله وتنافس الانداد من الحاكمين وما نتج عنها من مجموعات متنافسه اضعفت المؤسسات الحاكمه وكرست الولاء للافراد والقبائل اضف لذلك المهددات الخارجيه المتسارعه والحاله الامنيه الداخليه المزمنه والتي ادت لتاكل الاقتصاد فالرجل له خبراته التراكميه في الحكم والوزاره والتي به يدرك الكيفيه التي يحكم بها السودان. فالي مضابط الترتيبات والسياسات التي قام بها ايلا في طريقه الي الجمهوريه . تكوين قبيله الشماليين تحسب الرجل لما يمثل العنصر الشمالي الموجود بالولايه من تهديد حقيقي لانفاذ خطته الانفصاليه فهم الحاكمون للسودان وهم الذين ما فتئوا يعملون علي ترسيخ مفهوم الوطن الواحد وهم الخاسرون لاي تفكك محتمل لاقاليم السودان المتصفه بالخصوصيه الذاتيه لكل اقليم عنصرا وثقافه والتي عقدتها حديثا اشكاليات السلطه والثروه ومالات انفصال الجنوب . وخسارتهم اكبر واخطر في حال انفصال الشرق او البحر الاحمر لما يمثل لهم من اطلاله خارجيه و عمق جغرافي ومصالح اقتصاديه حيويه وارتباط تاريخي . فولاء الشماليون للسودان الواحد متجذر في ثقافتهم وسلوكهم عنصرا وحكاما حيث ما كانوا لاسباب عده منها التاريخيه والاقتصاديه ومنها قيم الاستعلاء ومفهوم السياده والرياده التاريخيه واحقيه تمثيل السودان المكتسبه فاذا لاغرابه في تماثل سلوك من انتهي به المطاف في ولايه البحر الاحمر ومن استقر به المقام بدارفور. والرجل مدرك تماما لهذه الحقيقه وما ينتج منها من سلوك بديهي مقاوم ومصادم لهدفه الانفصالي .وحيث انه لا يستطيع ان يخلخل هذا المفهوم في جيله من الشماليين. عمد علي تكوين قبيله الشماليين الجديده من الشباب فهم اكثر ميلا للمغامره والتغير والتكيف فكانت مجموعه الصين ومجموعه ارتريا المكونه صرفا من الشماليين الشباب فشملها برعايته وعطاءاته ومقاولاته وشاركهم في كل مناسباتهم وخصهم بشراكاته التجاريه وفتح لهم باب بيته وسار يتفقدهم باتصالاته وزياراته المنزليه وقرن علاقته بهم باسرهم وشكلهم في جميع اللجان الولائيه ثم انهم ساروا حاشيته عند كل زائر للولايه فهم حضور لكل مادبه يقيمها في بيته او خارجه. وهو بكل هذا يرسل لهم رساله واحده هي ( هل انا ام المركز افيد لكم نفعا فقد اعطيت ما استبقيت شيئا ؟ وفضلتكم علي اهلي وعشيرتي . وهل كسبت ثقتكم فالامر جلل والطريق شاق حين تحين الفرصه ويقترب الوعد فان يكن استفتاءا فقولوا نعم وان يكن وصايه خارجيه لحين فقولوا نعم الا ترون ان مصالحكم معي اشمل واعم فطمئنوا اهليكم وادفعوهم لذلك وقد يفعلوا لما رؤوه من مثال وهو بدوره يامل ويعمل لذلك.