[email protected] 1 - مقدمة ! نواصل أستعراض تقارير المراسلين الدوليين لاهم الصحف الدولية الذين غطوا حروب هجليج ... أسبابها ، ملابساتها ، وتداعياتها ! نختزل ، في هذه المقالة ، من حلقتين ، أنطباعاتنا ( وليس ترجمتنا ) عن تقرير : + مراسل صحيفة أفريكا كونفدنشيال ( عدد يوم الجمعة 27 أبريل 2012 ) ! صحيفة أفريكا كونفدنشيال صحيفة مهنية محترمة تصدر من كمبردج في بريطانيا ، ولها خبرة 80 عامأ متواصلة من التغطية الأخبارية المهنية الراقية لأفريقيا ومشاكلها ! وتمثل مرجعية ذات صدقية عالية في الصحافة الدولية ! + مراسل صحيفة القاردين البريطانية ( عدد يوم الجمعة 27 أبريل 2012 ) ! صحيفة القاردين صحيفة ليبرالية ، تصدر في لندن ، ومن أهم ثلاث صحف بريطانية ، بل من أهم الصحف العالمية ! 2 - صحيفة أفريكا كونفدنشيال ! في عدد يوم الجمعة 27 ابريل 2012 ، أستعرضت صحيفة أفريكا كونفدنشيال معركة هجليج وتداعياتها ! نختزل أنطباعاتنا عن تقرير صحيفة أفريكا كونفدنشيال في 7 محطات كما يلي : أولأ : أكدت صحيفة أفريكا كونفدنشيال أن قوات حركة العدل والمساواة ، مدعومة ببعض العناصر المنشقة من حركة التحرير والعدالة ( حركة السيسي ) قد قشت الدرب لقوات جيش الجنوب ، بأن نجحت في طرد مليشيات البشير ، وقوات الدفاع الشعبي ، والمجاهدين ( المسيرية ) من هجليج ، وأحتلت هجليج يوم الاثنين 19 مارس 2012 ! طاردت قوات حركة العدل والمساواة مليشيات البشير الفارة حتي قرية الخرسانة ، شمال هجليج ، حيث أوقعت بها خسائر فادحة ، وغنمت كثيرأ من الأسلحة والذخيرة ! في عصر يوم الأثنين 26 مارس 2012 ( أي بعد أسبوع من دخول حركة العدل والمساواة في هجليج ) دخل جيش الجنوب هجليج ! باوامر من الرئيس سلفاكير ( بعد أنذار أمريكي وأخر أثيوبي ) ، أنسحب جيش الجنوب ومعه قوات حركة العدل والمساواة من هجليج فجر الثلاثاء 27 مارس 2012 ، بعد أقل من 12 ساعة علي أحتلالها ! أرادت أدارة أوباما بأنذارها للرئيس سلفاكير بالأنسحاب الفوري من هجليج ، ضمان نجاح مفاوضات أديس أبابا حول الحريات الأربعة ، التي ترعاها ، كقابلة ، في ذلك الوقت ، أدارة اوباما في أديس أبابا ! وقد نجحت القابلة الأمريكية قي أستيلاد مولود الحريات الأربعة سليمأ معافأ ، يوم الثلاثاء 27 مارس 2012 ، وبرمجت أن تكون سمايته في جوبا يوم الثلاثاء 3 أبريل 2012 ، بحضور الرئيس البشير والرئيس سلفاكير ! ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفن القابلة الأمريكية ، ولم تتم حفلة السماية كما كان مبرمجأ لها ، ودخل طفل الحريات الاربعة غرفة العناية المركزة ، حيث أسلم الروح ، ولم يبلغ من العمر أسبوعأ ! ثانيأ : يقول جيش الجنوب أنه قتل حوالي خمسمائة (500 ) عنصر من عناصر مليشيات البشير في معركة هجليج الثانية ( الثلاثاء 10 أبريل 2012 ) ، وتقول مصادر أخري ، حسب صحيفة أفريكا كونفدنشيال ، بان جيش الجنوب قد قتل في هذه المعركة حوالي ثلاثة الاف وخمسمائة جندي شمالي ( 3500 ) من أصل ستة الاف جندي شمالي ( 6000 ) كانوا في حامية هجليج ! ثالثأ : تؤكد صحيفة أفريكا كونفدنشيال ، حسب تقارير خبراء عسكريين ، وبعكس ما يتوقع الكثيرون ، بأن جيش الجنوب مساو لجيش الشمال في التسليح والتدريب ، رغم أن جيش الجنوب لا يملك علي سلاح طيران بعد ! يفاخر الرئيس البشير بان مليشياته هي الاولي في افريقيا ، من حيث العتاد والجند ! ودقت النقاقير احتفالا بصناعة الطائرات ، والدبابات ، والراجمات ، والاسلحة الثقيلة ، وصناعة طائرات التجسس ، التي تم اطلاقها فوق سماوات بورتسودان ؟ وجاءت معارك هجليج ، وهروب مليشيات البشير مرتين ... أمام قوات حركة العدل والمساواة في المرة الأولي ( الأثنين 19 مارس 2012 ) ، وأمام قوات الجيش الجنوبي في المرة الثانية ( الثلاثاء 10 أبريل 2012 ) ، لتؤكد زيف هذه الأدعاءات الجوفاء ؟ رابعأ : ترد سعادة السفيرة المعينة علي أدعاءات صحيفة أفريكا كونفدنشيال ، المذكورة أعلاه ، قائلة : سجمي سجمي سجمي ، وكضب السواد واللواد ، يا أخواني ! الجاك والجاك والجاك ! اللواء كمال عبداللطيف ، قائد كتيبة تحرير هجليج ، أكد ان جيش الشمال قتل 1200 جندي جنوبي في معركة أسترداد هجليج يوم الجمعة المباركة 20 أبريل 2012 ! وانا دارعة كلاشي فوق رقبتي ، شفت بعيوني ديل اللي بيأكلهم الدود ، قبورهم الجماعية في هجليج ! خامسأ : فرت مليشيات البشير من هجليج أمام قوات الجنوب وقوات حركة العدل والمساواة مرتين في ظرف أسبوعين ... يوم الأثنين 19 مارس 2012 ، ويوم الثلاثاء 10 أبريل 2012 ! كما فشلت مليشيات البشير في أسترداد هجليج لمدة عشرة أيام طوال ، رغم قيامها بسبعة هجمات فاشلة ! وكان نظام البشير يوعد الشعب السوداني بأسترداد هجليج ، كل يوم ، في ظرف سويعات ، طيلة فترة عشر أيام الأحتلال ، الي أن أنسحبت قوات الجنوب من هجليج ، طوعأ وتحت الضغط الدولي ، يوم الجمعة 20 ابريل 2012 ! وبعدها وفي نفس يوم الجمعة ، دخلت مليشيات البشير هجليج علي صهوة المواتر ، كما تشدق بذلك الوزير الدباب عيسي بشري ! وبقية القصة ، وما صاحبها من فرقعة أعلامية مهولة ، وشحن علي الفارغ للشعب السوداني ، معروفة للكافة ! سادسأ : يمكن ذكر ثلاثة أسباب ، من بين عدة أسباب ، تفسر هروب مليشيات البشير من هجليج ( مرتين خلال 22 يوم ) ، وفشلها في أسترداد هجليج ( 7 مرات خلال 10 يوم ) ، كما يلي : السبب الأول : أجمع المراقبون العسكريون علي تدني مستوي تسليح مليشيات البشير ! يؤكد هذا الأفتراض رفض كتيبة الهجانة في الأبيض الأمر الصادر لها من القيادة في الخرطوم بالتوجه الي هجليج ! أدعت كتيبة الهجانة ان مجابهتها للجيش الجنوبي في هجليج يعد بمثابة أنتحار لها ، لتدني مستوي تسليحها العتيق مقارنة بالتسليح الحديث للجيش الجنوبي ! هجليج برهنت علي وهم حجوة مجموعة مجمعات مصانع التصنيع الحربي في الباقير التي تصنع من الدانة الي الدرونات مرورا بالدبابة دقنة ! قالت عنقالية من نواحي الخرسانة : الكوكة بتبين عند المخاضة ! في هذا السياق ، أعترف وزير الدفاع السوداني بفشل قواته في صد قوات حركة العدل والمساواة من الوصول الي أم درمان في مايو 2008 ، وتذرع بالمقاطعة الأمريكية ، التي تحرم علي ألياته الحربية ، من طائرات وأنت نازل ، قطع الغيار اللازمة لأستدامة التشغيل ! كما يعرف السابلة أن السيد وزير الدفاع صرف أعتمادات وزارة الدفاع المالية المهولة ، مقارنة بالقطاعات الأخري من صحة وتعليم ، في المباني الفخمة ( حيث كومشنات المقاولين ) ، وفي كسب ولاء قادة مليشيات البشير ( أصحاب الكروش ) بالعطايا المجزية ... وكل ذلك علي حساب تسليح مليشيات البشير ! السبب الثاني : تدني الروح المعنوية لمليشيات البشير ربما كانت السبب الثاني وراء الفشل الذي أظهرته مليشيات البشير في معارك هجليج ، وغيرها من المعارك ... تلودي ، وأم دافوق وغيرهم كثير ! ومؤخرأ ، وفي يوم الثلاثاء اول مايو 2012 أحتلال الجيش الجنوبي لمنطقة كفن دبي ، ومنطقة كافيا كنجي ، وقرية في بحر العرب ، وكلها مناطق تقع داخل حدود دولة السودان !ولم تحرك مليشيات البشير الاصبع السبابة للدفاع عن هذه المناطق الثلاثة ! تلاحظ أن المبادرة بالهجوم ( والإنتصارات المتتالية ) تكون غالبا من قوات تحالف كاودا ، ومن قوات جيش الجنوب ! مليشيات البشير وقوات دفاعه الشعبي ، والمجاهدون في موقف المدافع والخاسر لكل المعارك ، الأ في معركة الكرمك ، وذلك نسبة لتدني الروح المعنوية لعناصر قواته ، بعد أن اكتشفت زيف وأكاذيب وتدليس وإفك أبالسة نظام البشير ! فمن أظلم ممن أفتري علي الله كذبأ ؟ ( 17 – يونس ) وبعد أن عرف حتى الجندي النفر بفساد وزير دفاعه ، ضمن ملفات فساد أخرى ، في صفقة الدبابات المعطوبة ، وفي مباني وزارة الدفاع التي تقع بمجرد الإنتهاء من تشييدها ! ولكن سوف يكنكش الرئيس البشير في وزير دفاعه بعد صدور أمر قبض ضد وزير الدفاع لجرائمه في دارفور ! لن يسمح الرئيس البشير باقالة وزير دفاعه ، وإلا صار شاهد ملك ضده في محاكم لاهاي ! وزير الدفاع يمسك الرئيس البشير رهينة ، حتى يوم الدين ! بئس الراهن وبئس المرهون ! في هذا السياق ، خسرت الحركة الشعبية الشمالية معركة الكرمك لمشاحنات وملاسنات بين القائد مالك عقار ومساعده القائد صديق ، مما أدي لأنشقاق صديق وقواته في الدقائق الحرجة ! السبب الثالث : أجمع المراقبون ان معظم القوات الي يقذف بها الرئيس البشير الي ساحات القتال ضد قوات دولة جنوب السودان ، وضد قوات تحالف كاودا من الباشبوزوق ( قوات الدفاع الشعبي وقوات المجاهدين ) ! وهذه قوات متدنية التدريب ، خصوصأ علي اليات الحرب الحديثة ! أعاد الرئيس البشير بناء الجيش الوطني السوداني ، بعد أنقلابه في 30 يونيو 1989 ، وخصوصأ بعد مفاصلة رمضان 1999 ، ليكون بدون شوكة ... خوفأ من الأنقلاب عليه ، كما فعلها هو بليل الخميس 29 يونيو 1989 ! يعتمد الرئيس البشير علي قوات الدفاع الشعبي وقوات المجاهدين المؤدلجة ، في الدفاع عن نظامه ! نقل الرئيس البشير الموديل الليبي وطبقه في الجيش الوطني السوداني ، الذي صار الي مليشيات البشير ! عندما سقط القدافي ، اكتشف الناس عدم وجود جيش وطني ليبي ... مجرد كتائب عسكرية لحماية النظام وليس التراب الوطني ، ويقود كل كتيبة واحد من أبنائه ! كان القدافي يخاف من تسليح الجيش الوطني ، حتي لا ينقلب عليه ، كما فعلها هو ضد الملك السنوسي في اول سبتمبر 1969 ! صفي الرئيس البشير ، للطالح العام ، كل الضباط الوطنيين الأكفاء ، في يونيو 1989 ، وفي رمضان 1999، وأبقي علي الضباط المؤتمرأونطجية ، ولاعقي الأحذية من المنافقين ! كما طرد الرئيس البشير الجنود وصف الضباط من زرقة دارفور ، والنوبة والأنقسنا ، لانه لا يضمن ولائهم في القتال ضد أخوانهم المقاتلين في صفوف تحالف كاودا ! شلع الرئيس البشير الجيش الوطني السوداني ! الذي صار مليشيات تتخصص في خسران المعارك ، الواحدة تلو الأخري ! سابعأ : يمكن للقارئ الكريم زيارة الرابط ادناه لقراءة تقرير أفريكا كونفدنشيال كاملأ : http://www.africa-confidential.com/article/id/4435/All_or_nothing