الخوض في حديث عوده غرب كردفان , هو قرار خاطئ ,في الزمان الخاطئ .ولكني لا استغرب الاصدار, لان الذي ينوي هذا هو نفس الذي اوقع السودان في نؤره هلاك السياسات الخاطئه, فالذي اوقع النزاع بين الدينكا والمسيريه, وجعلهم يفتتنون في الموطن الواحد, جاء ليفعل الفتنه الاخرى, في احقيه الارض ممزوجه بجهويه الدين, وتمايز العربي على الافريقي. فالمسيريه كان الانفع لهم, الاتباع الى الجنوب ,لارطبات مصالحهم الاقتصاديه, ولكنهم مالوا الى الشمال بخدعه الدين ونقاء العنصر العربي, فصاروا يرون العروبه فخرا لا يضارعها مثيل, وان الدين مختصا بهم دون العالمين, ولهم الحق ان يمنعون غير العربي من دخول جنه الرب ,وما درو انهم بهذه الفعله, يقطعون الامتداد الى الجنوب ,والقلب الافريقي . تكريس العرقيه وربطها بالارض ,لا حصاد منها غير التيه في بقعه لا تتعدى بضعه الاميال, ومن ثم حجب حريه التنقل الذي قد يفرضه عوامل الدهر. فلماذ يريد المسيريه تقييد تحركاتهم بوضع المتارس بينهم وبين الجنوب, وبينهم وبين النوبه في الشرق النوبي. فان كان الامر مرتبطا بوعود الاستقرار الرعوي ,فان بلوغ تلك الاعتاب, تكون قبائل المسيريه, قد اهلكت ثرواتها بحثا عن الكلاء والماء. فلا الشمال كان جوادا لهم في العطاء, ولا المسيريه متجاوزون الاعفاء عن دفع الضرائب للشمال نظير كلمات الجهاد, وتملق العروبه ,واكازيب الرفاهيه. الشمال لايرى المسيريه, الا وهم تبعا له ,وتحت كفالته. فالمسيريه يرعون الماشيه, ولكن الخرطوم تحتكر تجارتها. وارض المسيريه تنبع البترول, ليتمتع به الشمال, فالشماليون يمدون الخطوط لانسياب البترول الى ابعد المسافات, ويتحايلون على كردفان, بالعجز عن مد انبوب من الماء لسقي الناس والدواب, وقوف المسيريه مع توحيد الصفوف, جميل قد يحصدون منه الانفع من شقها, والانفراد في زمان يحتاج فيه الشعب الى التوحد. فالمواثيق التي تربطهم بابناء الجنوب, استطاعت ان تكسر حواجز الانفصال, بين شمال السودان وجنوبه. فالمسيريه هي القبيله الوحيده, التي نالت حق الامتياز, في توفيق اوضاعها, دون مراعاه الحدود الجغرافيه. فلماذ لا يحافظ المسيريه على هذا الترابط, ويكونو هم القدوه للاخرين في التمسك بالوحده والاخاء. فالوعود بعوده غرب كردفان ,يكون الخاسرون اولهم فيها ,هم المسيريه .لان كردفان الكبرى, خير لهم من البقاء في غربها . والوحده وحريه التنقل ,تنتفع منها الدابه قبل انسان المنطقه. فلا معني للحديث عن غرب كردفان في هذه الاوقات, الا التشرزم ,والتشتت والخلاف, واشغال الشعب بالحروب الاهليه. فهلا تريث المسيريه قليلا.