[email protected] أهل فعلا نحن أمةَ ضحكت من جهلها الامم ؟؟ أم نحن نعيش فى عصر الغيبوبة الفكرية التى تُغلف فيها النواقف اللاوطنية برداء العفاف والشرف الوطنى؟؟. ولكن دعونا نفهم عقلية من رهنوا إرادتهم وعقولهم لكى لا يقع اللوم والخطأ على شخص الميرغنى فى مواقفه السياسية التى أزكمت أنوف الجماهير بروائحها التى تدعوا للغثيان. وفى هذا الزمان يترضع الإنسان لمن فى السموات بأن لا يعميه عن الحق لكثرة مزيينيه بالباطل السياسى. ولعل أزمة الوعى السياسى فى حزب الحركة الوطنية تكمن فى إمكانية فهم الطبيعة البشرية لقادته وخضوعهم للمحاسبة السياسية وتحملمهم لتبعات مواقفهم السياسية خصوصاَ بعد إئتلاف حزب الشعب الديمقراطى بحزب الوسط ( الوطنى الإتحادى) عام 1967. فالركود السياسى والهجرة المعاكسة لجماهير الوسط للأحزاب التى تدعى الدين بعد إنتفاضة أبريل 85 19 من حزب الحركة الوطنية سببتهما الهيمنة الحديدية القائمة على الإعتقاد الدينى الذى يسقط مبدأ المحاسبة للميرغنى وعائلته. وأصبح الحزب شبه ملكية خاصة به ويمكنه أن يدعو فية من يشاْ حتى ولو تعلق الامر بالمؤتمر العام للحزب كما حدث فى مؤتمرى القناطر الخيرية والمرجعيات وما تبعه من تعيينات لافراد أسرته فى مناصب حكومية وقيادية داخل الحزب. والامر والمقام هنا ليس مقام كشف ديكتاتورية الميرغنى داخل حزب ديمقراطى ولكن مما يدعو الى إراحة الحنك فى راحة اليد والتعجب هو ما نراه ممن نزروا حياتهم لنجارة الحجج والتبريرات الواهيه ووقفوا سدا لكل محاولة لإضفاء صفة البشر والمدنية على الميرغنى ومحاسبته سياسيا. حتى الهتافات السياسية للحزب الديمقراطى حّولًها هؤلا لهتافات تُمجد الميرغنى وحياته. ويستحصرنى هنا مشهدُ غريب جرت أحداثه أثتاء مخاطبة الميرغتى لجماهير الحزب عقب عودته ظافرا بعد أن سلم التجمع الوطنى للنظام وحقق هدفه المنشود فى إقتلاع مقاومة النظام من الجذور. ففى المشهد المقصود يسلم الميرغنى المايكرفون لاحد الهتيفة الذى يقود الصياح بإطلاق الصفات الحميدة والإتجازات ويصيح من خلفه بترديد عبارة " يا عثمان"، ولكن ما يدعو للغرابة هنا حينما بدأ قائد الهتافات بالصياح " أحد....أحد" ويرددها خلفه من فى المنصة. وحتى هذة اللحظة تعجز نفسى عن فهم المقصود بهتاف الأُحاديه الذى قابله الميرغنى بإبتسامات الزهو. ولا أجد أبلغ من كلمات القبانى فى وصف حال أولئك : و هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسيد المثقفين عنتره … يجملون قبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره … و يقرعون الطبل في حروبه المظفره … لا أحدٌ يجرؤ أن يقول : " لا " ، للجنرال عنتره … لا أحدٌ يجرؤ أن يسأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره … إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره .. لا شيء في مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى … تلاوة القرآن ، و السرادق الكبير ، و الجنائز المنتظره … لا شيء ،إلا رجلٌ يبيع - في حقيبةٍ - تذاكر الدخول للقبر ، يدعى عنتره … لم يكن يخطرببالى أن تتطأ هذة البلاد أقدام من يعتقدون فى الميرغنى إعتقادا يجعله الناهى والامر فى حزب ديمقراطى. لم أكن أتصور بأن نأتى لبلد فيها مبدأ المحاسبة السياسية من أصغرها وحتى رئيسها ثم نرحل إليها نحن لننشر سم الإعتقاد فى الأشخاص والرضا بجبروتهم وتوريثهم لابنائهم فى حزب من المفترض أن يكون فيه المعيار " كل نفس بما كسبت رهينه". وقديما قالوا " لم يكن فرعون يتفرعن لولا سدنته" ، وبكل أسف إن من بيننا من نذر حياته فى تجميل قبائح الميرغنى السياسية بعد إنتفاضة 85. وأصبح المعيار داخل الحزب الإتحادى هو ولائك للميرغنى ومدى تقربك منه . والولاء التقرب للميرغنى يتم بإلإستماته فى الدفاع عنه وتبليغه بمن يتحدث ضده ( تنتهى حرية التعبير بنقد الميرغنى وومارساته السيايسة) حتى قفز نفر اقيادات الحزب ممن إرتضاه الميرغنى وما دون ذلك فهو فاقد للشرعية، وإستشرت الدهنسة ونقل النمبمة وأصبح هنالك مؤشر يومى ( وكما مؤشر بورصة النقد) يقرب فيه الميرغنى من يشأ ويسخط ممن يشأ. وسط مناخ أشبه بالعصور الوسطى فى أوربا يطل علينا قيادى إتحادى فى بلاد العم كولمبس يدعى سيف اليزل محمد احمد وهو يخاطب مؤتمرا لإتحادى الاصل بتكساس بعد أن سمح عنترة ( الميرغنى) بعد عشرون عاما وأذن بقيام المؤتمرات هنا، ويرسل الميرغنى إبنه لكى يكون البيان الختامى للمؤتمرات لحن أخر من خربشات عنترة. يخطب هذا السيف فى المؤتمرين ويقول " كاشفاً عن ان مشاركة الحزب في السلطة القائمة لا تنم عن رضى الحزب بتوجهات وممارسات المؤتمر الوطني وإنما هي وسيلة من وسائل النضال المفترضة لانتزاع الحقوق السياسية والدستورية مثلها مثل وسائل النضال الأخرى" . أهل هنالك إنسان يمتلك مثقال ذرة من حياء ومصداقية يحاول أن يعمى الناس من رؤية الباطل السياسى ومحاولة تجميل من مات قلبهم سياسيا؟؟؟. أهل إعوج المنطق وأصبحت مشاركة الإنقلابيين فى جرائمهم هو وسيلة من وسائل النضال ؟؟. أهل مشاركة اللصوص وسارقى المال العام فى حكمهم هو وسيلة من وسائل النضال ؟ . كيف تشارك من تلطخت يده بدماء أبناء شعبنا فى جرائمه وتصافح يداه وتجاهلا لون الدم ، أهل هذا هو النضال؟؟. اليوم فقط قد فهمت أن الميرغنى بنى ملكه الظالم وطغيانه وإحتكاريته لحزب ديمقراطى على هذا الخواء والتشوه الفكرى.