أصيبت صناعة أمن الآنترنت بصدمة عنيفة جراء اكتشاف فيروس الشعلة الذكى الذى يملك القدرة على سرقة كميات هائلة من المعلومات السرية ولا يوجد حتى الآن برنامج يستطيع رصده أو ايقافه. يستهدف هذا الفيروس أجهزة الحاسوب التى تتحكم فى شبكة عالية الأمن والسرية، ويدخلها عن طريق خازن الذاكرة أو البريد الالكترونى أو عن طريق هجوم مباشر (تهكير). عندها يقوم الفيروس بمسح شامل لشبكة المعلومات لانتقاء الأهداف بعد تلقى الأمر بالهجوم من مركز التحكم. يستطيع الفيروس من سماع وتسجيل المكالمات عبر مايكروفون الحاسوب، واخذ صور من شاشة الحاسوب ورصد المراسلات الآنية وأجهزة التحكم عن بعد. بعدها يقوم بتشفير المعلومات الى قطع صغيرة يسهل ارسالها دون رصد من برامج الدفاع عن الفيروسات الى موقع التحكم ثم اعادة تشفيرها. ألمح موشيه يعلون نائب رئيس مجلس الوزراء والاستراتيجية اليوم بأن اسرائيل أطلقت هذا الفيروس الذى أستهدف ايران، فلسطين، لبنان، سوريا، المملكة العربية السعودية، مصر والسودان. وقد تم كشف هذا الفيروس فى مختبر كاسبرسكى الروسى الذى قال أن الهجوم بدأ منذ عام 2010، لكن الخبراء فى الأمن الالكترونى بجامعة بودابست الذين قاموا بتحليل الفيروس خلصوا بأنه قد اخترق آلات الحاسوب على مدى خمس سنوات. وفى هذا السياق اأتهمت ايران اسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية بتعرضها المستمر لهجوم الفيروسات والبرامج الخبيثة عبر الانترنت ضد برنامجها النووى واغتيال خبراء الهندسة النووية. ومن المعروف بأن اسرائيل قد هاجمت المفاعلات النووية الايرانية بفيروس ستكسنت وأدى ذلك الى تحطيم أجهزة الطرد المركزى لتخصيب اليورانيوم، واعترفت ايران بذلك الهجوم. وقد تمكن بعض الأذكياء فى برمجة الحاسوب من معرفة شفرة فيروس ستكسنت وأصبح بمقدرتهم على سبيل المثال، ايقاف مولدات الكهرباء عن مدينة بأكملها. وأدعت ايران بأنها طورت برامج ذكية قادرة على رصد وازالة الفيروسات الحديثة على الرغم من أن العديد من المحللين يشككون فى مثل هذه الادعاءات. ما يدعو للتساؤل هو لماذا استهدفت اسرائيل السودان مع الدول التى تشاركها الحدود والدول القوية فى المنطقة؟ يخطر بالبال سببان: الأول، ترى اسرائيل أن السودان أصبح أكبر مركز لحرس الثورة الايرانى فى المنطقة و يمتلك تقنية متقدمة لا يستطيع الأمن أو الجيش السودانى من مواكبتها ولذا يصول ويجول كيفما يشاء، ولهذا لابد من مراقبته عن كثب ومنع تهريب الأسلحة. السبب الثانى هوالسيطرة الكاملة على أجهزة الرادار ووسائل المراقبة الجوية السودانية و معرفة كل الأسرار الأمنية والعسكرية المرتبطة بشبكة المعلومات لتسهيل ضرب الأهداف فى أى زمان ومكان وبدقة متناهية لتلقين الدروس القاسية وارهاب العدو القاصى والدانى. وما الضربات المتلاحقة فى عمق السودان دون أى رصد أو حتى التكهن من أين أتت الصواريخ الا دليل قاطع على سيطرة الفيروسات الاسرائيلية على شبكات الحاسوب السودانية. ولا يملك السودان المقدرة التقنية أو المادية لرصدها أو ايقافها لعشرات السنين، وبهذا أصبح السودان كالقط فى حضرة الأسد. وأخيراً لا بد من طرح السؤال الأهم، هل تمكنت اسرائيل من السيطرة على الحاسوب والأجواء السودانية لدرجة تمكنها من توجيه وتغيير مسار الطائرات؟