يحكي ان مهندس شاب كان يعمل مع المتعافي حينما كان والياً للخرطوم ولكن المتعافي كان يكره ذلك المهندس الشاب حتى الثمالة لأنه عفيف نفس نقي السرائر نظيف لا يقبل الإكراميات برغم ضعف راتبه، وفي يوم من الأيام وجد نفسه بالمعاش المبكر بناءاً علي رغبة وأوامر عليا سامية.. لم يكترث الشاب للقرار ونفذه بصدر رحب، وطلبوا منه مراجعة الوالي للتصديق علي مستحقاته وبعد أسبوع ذهب إلي مكتب الوالي فلم يجده وطلبوا منه الحضور بعد شهر ثم ثلاثة وبعد ثلاثة أشهر وجد ان معاملته قد استقرت في مصلحة المعاشات،ولكنهم طلبوا منه الحضور بعد شهر او شهرين .. تقبل الشاب المعاكسات المقصودة وصبر عليها لانه كان يمتلك حفنة من الأموال نفدت كلها حتى أصبح صاحبنا خاوي الجيوب حتى من ابو النوم وفي صبيحة يوم صاحت واشتكت أمعاءه فتسلف جنيه من احد أصدقائه العاطلين وذهب للبقالة وطلب الفول لكن صاحب البقالة قال له ان صحن الفول بثلاث جنيها، ذهب بعدها لبائع الطعمية بحكم رخصها وتوفرها بكثرة إلا ان صاحب الطعمية رفض وقال ساندوتش الطعمية اصبح بجنيهين.. ثم ذهب لبائعة الشاي ولكن الجنيه لم يفي بالغرض، واخيرا وجد الحل وعاد مرة اخري لصاحب البقالة ان يعطيه طحنية بجنيه، وافق صاحب البقالة واخذ يشرع في وزن الطحنية ولكنه لم يجد كيسا ليعطيها له لكنه وجد جريدة فيها صورة المتعافي.. هنا صاح الشاب وقال لصاحب البقالة (لا لا لا) المتعافي دا بسف طحنيتي .. هذا وزير من وزراء هذه الحكومة الفاشلة الفاسدة وهناك فساد كثيف في بعض وزراء الحكومة وهؤلاء الفاسدين هم الذين طلبوا رفع الدعم عن المحروقات حتى تمتلئ كروشهم النتنة ولم ولن تمتلئ حتى ولو باعوا مصفاة الجيلي للقطريين باكثر من بليوني دولار امريكي واشياء اخري واخري كثيرة.. اتصل بي احد المسئولين الكبار في الدول وانتقدني في مقالي السابق والذي كان بعنوان (هل سيفعلها الرئيس البشير؟؟؟) وكان نقضه منصباً في ان المقالة تثير الرأي العام وتجعله يخرج في الشارع في مظاهرات عرمرمية.. سألته في ماذا يريدني ان اكتب؟؟؟ قال اكتب عن فساد الوزراء في الحكومة، وهاأنذا اكتب عنهم وان اللبيب بالإشارة يفهم.. عزيزي القارئ كل الوزراء فاسدين إلا القليل منهم لذا ندعو الرئيس البشير ان يحل الحكومة ويقلص الوزارات الي خمسة فقط كما يلغي المجلس الوطني ويسرح اعضاءه ويستفيد من المبني ويحوله الي جامعة تسمي (جامعة الشعب) .. كذلك الدستوريين بحيث تحول كل مخصصاتهم لرفاهية المواطن واولها المحروقات والتعليم والصحة والاكل والشرب.. فقط اربعة اشياء ياريس وبعدها الطوفان، ولكن الخوف الاعظم ان نصحو من نومنا ونجد ان هذه الحكومة الفاسدة قد باعت الشعب كله لاسرائيل بحفنة من الدولارات المزيفة.