عندما استفحلت الاوضاع الماسوية فى الوطن وبداءت الانقاذ فى العد التازلى لسقوطها وخروجها من دائرة السياسة السودانية بعدما سقطت فى امتحان الاخلاق الانسانية تذكرت شباب الانقاذ وهم اكثر شرائحها تسلطا وعنفاً لفظيا ممارسة للسياسة التى لم يؤهلهم اليها الا الانتماء الاعمى والقصور الفكرى والاحساس الزائد بالدونية تجاه سادتهم واولياء نعمتهم . اعتمدت عليهم الانقاذ منذ ازمنة الجمعيات الدينية فى ثانويات مدارسنا عندما استكانت لهم ادارات المدارس فسيطروا على اتحاداتها مستغليين تنظيمهم البائس فكانت الثانويات هى المحطة الاولى لانطلاق الوهم وبيع الضمير فى اسواق الرزيلة السياسية حتى طلت الخدمة الالزامية كاداة من ادوات القهر باسم الجهاد فكان شباب الانقاذ كضباط بلا رتب استحقروا زملاء دراستهم وتعالو عليهم بلا اخلاق ،مارسو التجسس بصورة لاتمت للشباب السودانى الاصيل بادنى صلة . امتدت ممارساتهم الى جامعاتنا فكانو نموزجاً للطلاب المتخبطين مارسوا السياسة بكل اسقاطاتها التى ينتهجها سادتهم وكانت اتحاداتهم المزورة بمثابة كتيبة عسكرية تحاك بداخلها كل مختلات العمل السياسى ، ربطتهم علاقة غير شرعية مع اجهزة الدولة الامنية والشرطية علاقة سمتها الخبث السياسى والاانسانية فتسممت الاجواء الاكاديمية فى الجامعات واغلقت الكثير منها بسبب منتسبى الانقاذ من الشباب . كان شباب الانقاذ خير ممثل لسياسة حزبهم فى الجامعات السودانية وفى الاحياء السكنية فتحول الخطاب السياسى العقيم الى منابر الجامعات وابتدعوا سياسة الضرب ب (السيخ - المنتوف) باياديهم الملوثة ،سيطرو على المحليات فى الاحياء السكنية بصورة تثير الغضب . فى خضم كل هذا العبث والتخبط وفى زحمة السياسة وضجيجها استغل الكثير منهم الاجواء العكرة فدخلو الاسواق بعدما امتلئت خذائنهم وارتفعت معدلات ارصدتهم المالية فركب الكثير منهم سيارات فارهة وتزوج الفقراء بينهم وسافر اخرون الى دول اخرى ابتعاثا اكاديميا لم تؤهلهم اليه شهادات جامعية ولا معدلات نجاح فقط سنوات الهوس التى قضوها فى الجنوب يقتلون باسم الدين ويستبيحون باسم الوطن . حينما يكون الحديث عن شريحة شباب الانقاذ تقفز الى الذهن الحناجر المشروخة التى ازعجتنا فى اركان النقاش والبذاءات التى اخجلتنا والتشفى وشخصنة القضايا والسباب والاغتيال السياسى والنميمة . فعبرهم تفشت سموم الانقاذ وتعالت اصواتها فكانو وقودااً لحربها فى الجنوب ومعاول هدم لفكرة قبول الاخر فسقط الوطن فى مخيلتهم ليحل محله حزباً اضاع البلاد ومن اجله بيعت الضمائر وفرت كل القيم الانسانية . محمد عبد الرحمن عبد المعروف