بسم الله الرحمن الرحيم.. في الأيام القلائل الماضية رقصت قبيلة الجلابة في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية على ايقاع وانغام التسريبات الاعلامية التي زعمت بأن الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت ارسل خطابا للادارة الامريكية يعتذر فيه عن كذبه بشأن دعم بلاده للحركة الشعبية قطاع الشمال ، واستمر الرقص والغناء حتى نهاية هذا الأسبوع ، دون أن يتأكدوا من صحة أو خطأ الخبر .. حتى أن بعضهم قذف الرئيس سلفاكير بكل شينة وقذرة لدرجة وصفهم له بالجنوبي " الكذاب " . الخطاب الذي قِيل إنه خطاب إعتذار من سلفاكير مارديت للرئيس الأمريكي باراك أوباما لكذبه مرتين عن دعمه للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال خطاب نفاه الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان ووزير الاعلام برنابا مريال بنجامين نفياً قاطعاً . وكانت صحيفة “مكلاتشاي” الأميركية، أوردت أن سلفاكير كتب خطاباً للرئيس أوباما يعتذر فيه عن إنكاره مرتين دعم بلاده لمتمردي قطاع الحركة الشعبية قطاع الشمال ما أغضب البيت الأبيض، باعتبار أن واشنطن لعبت دوراً بارزاً في استفتاء الجنوب ومن ثم الانفصال، كما أن الاستخبارات الأميركية لديها معلومات مؤكدة بدعم جوبا للحركة الشعبية شمال . إلآ ان الوزير بناجمين نفى ذلك في تصريحات صحفية في جوبا بحسب ما أوردت صحيفة (سودان تربيون) يوم الثلاثاء 7 اغسطس 2012 ، وقال ان التقرير مفبرك وعديم الصحة. واتهم الوزير الصحفي الامريكي الذي كتب التقرير بالعمالة للحكومة السودانية . وقال الوزير ان حكومته تتعاطف مع (المتمردين) وان الرئيس سلفا كير يمكن ان يساعد الرئيس السوداني اذا دخل في مفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال في حل الخلاف . على كل حال ، ومهما قِيل عن هذا الخطاب المزعوم ، وما إذا كان الرئيس سلفاكير كتبه أو لم يكتبه ، أرسله أم لم يرسله ، فهذا موضوع لا يعني الحركة الشعبية شمال بشيء ، لأنها أصلاً -أي الحركة الشعبية كانت لا تحصُل على أي دعم من حكومة جنوب السودان منذ اندلاع الحرب في السادس من يونيو 2011 ، بل دعمها كان دائماً يأتي من الغنائم التي يحصل عليها الجيش الشعبي في معاركه مع قوات وكتائب ومليشيات وجيش البشير .. وفي معركة الحمرة مثلاً في 30 يونيو 2011 وهي ليلة احتفالات اهل الأنقاذ بمناسبة إنقلابهم المشؤوم 1989 على الشرعية الحزبية ، استطاع الجيش الشعبي بإلحاق هزيمة قاسية وتأريخية على جيش العدو ، حيث غنم الجيش الشعبي في تلك المعركة عدد كبير من الآليات العسكرية الثقيلة والخفيفة وعربات رباعية الدفع وناقلات جنود وذخائر وغيرها من المعدات العسكرية . بعد معركة الحمرة توالت انتصارات الجيش الشعبي في كل من عتمور والأحيمر وسلارار والأحمر وطروجي والأبيض وجاو والعباسية والرشاد والنتل والحجيرات ..الخ ، وفي كل تلك المناطق تمكنت قوات الجيش الشعبي الباسلة الاستيلاء على عشرات الدبابات وهي في حالة جيدة ، ومئات الالاف من العربات العسكرية ، ومئات أخرى من المعدات العسكرية الجاهزة للإستخدام المعركي .. هذا بالإضافة الى استيلاءها على عشرات المخازن المليئة بالذخائر من مختلف الدول ( ايران - الصين - روسيا - دول الاتحاد السوفيتي سابقا - وغيرها ) . كما استطاعت طلائع الجيش الشعبي الاستيلاء على عشرات العربات المحملة بالمؤن والغذاء . إذن من واقع الموقف الميداني العسكري نستطيع القول ان الحرب التي فرضتها حكومة الخرطوم على جبال النوبة والنيل الأزرق ، وبالرغم من قساوتها وبربريتها ، إلآ أن أبناء المنطقتين استطاعوا أخذ نصيبهم من " السلاح " لأول مرة في تأريخ السودان ، حيث كان حِكراً على المركز وأعوانه من مليشيات الهامش . وبهذا السلاح يستطيع الجيش الشعبي الصمود عشرات السنوات أمام مليشيات وكتائب المركز دون أن يحتاج لأي دعم خارجي . الحركة الشعبية لتحرير السودان تفهم جيدا الدرس وحددت مطالبها بكل وضوح من هذه الحرب وهي أن يتم استنزاف جيش المؤتمر الوطني استنزافا كاملا يؤدي إلى سقوط نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يشكل خطرا حقيقيا على جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور ، لذلك لابد لهذه الحرب أن تستمر حتى تحقق الحركة الشعبية والجيش الشعبي انتصارا ساحقا على جيش العدو وتثبيت المبادئ التي ناضلت من أجلها . قضية المنطقتين ( جبال النوبة - النيل الأزرق ) قضية مصيرية ، قضية وجود شعب اسمه " النوبة " ، قضية لغة وثقافة وهوية وحضارة ، شعب مهدد بالإنقراض والزوال ، والذين حملوا السلاح يعرفون بالضبط لماذا حملوه ؟ ولا يرتاح لهم بال حتى تتحقق أهدافهم المنشودة . نعم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال لا تحتاج لأي دعم من دولة جنوب السودان أو اسرائيل أو غيرها من الدول طالما " المركز " يرسل جيشه ومليشياته الى ميدان المعركة لملاقاة أفراد الجيش الشعبي البواسل .. وستشكل المعدات العسكرية والآليات الثقيلة والخفيفة والأسلحة والذخائر التي يستولي عليها أبطال وأفراد الجيش دعماً اساسياً لهم طال عمر الحرب أو قصر ( يعني الحديث عن أن الحركة الشعبية شمال تحصُل على دعم من جنوب السودان وغيرها من الدول- ولو توقف هذا الدعم سينتهي قضية المنطقتين حديث لا يسنده أي واقع ! وليقول الجلابة ما يريدون قوله ، وليحلموا بنهاية الحركة الشعبية شمال كما يشاءؤن .. لكن الحركة الشعبية عازمة على هيكلة الدولة السودانية وبناءها بناءاً جديداً يسع الجميع ) . والسلام عليكم..