لأبناء النوبا قضية على المستوى القومي والإقليمي ، قضية قديمة قدم تاريخيهم. لقد أوصولوا قضيتهم ورفعوها إلى أعلى المستويات الإقليمية والدولية ، وأسمعوا العالم مظالمهم ومطالبهم المشروعة. لست بصدد طرح القضية وشرحها ، لأن القضية قد وصلت إلى القمم وطبقت شهرتها الآفاق . ولكني بصدد قضية شغلت الكثير من أبناء جبال النوبا ، بالطبع كل بقية الإثنيات التى تكوّن النسيج الإجتماعي ل ساكنة إقليمجنوب كردفان . القضية هي قضية أزمة القيادة ، لمن تكون القيادة ؟ ولماذا تعدد القيادات المصحوبة بالأيديولوجيات ؟ تعرضت إدارة الإثنيات النوباوية منذ الأستعمار بأزمات كثيرة ، منها أزمة المناطق المقفولة ، وسياسة فرق تسد بتمييز قبائل على أخرى ، وأفضلية تقديم الخدمات . بعد الإستقلال نشط أبناء النوبا سياسياً وإنضموا إلى أحزاب سياسية قومية مختلفة ، كل حسب قناعته ، حتى تأسيس كيان سياسي لهم باسم إتحاد عام جبال النوبا بقيادة الأب فيلب عباس غبوش وآخرون . لقد أجتهد الأب فيلب عباس في قيادة الحزب ،وبدأ يعرف أعضاء هذا الحزب طريقهم إلى البرلمان ، ليحتل الحزب مرتبة التأثير في البرلمان القومي. ولكن بعد وفاة الأب فيلب عباس غبوش ، أصبح حزبة حزباً إنشطارياً ، يتجازبه أبناء النوبا ، وكل أخذ نصيبة لينشطر الحزب إلى أكثر من حزب ، وبالتالي ذهب أثرهم بذهاب القائد الأب المؤسسس . أزمة قيادة . وظهر السيد الأستاذ يوسف كوه - رحمه الله - بحركة ( كومولو) وأختار العمل المسلح مع الحركة الشعبية ، حتى توفته المنية ، وواصل بقيته حتى إتفاقية السلام ليشاركوا الحكومة المركزية كعكتها إلى حين . ومن الحركة الإسلامية ، يخرج الأستاذ مكي علي بلايل مغاضباً ليكون لنفسه حزباً قوامه أبناء النوبا ، ويكون أحد قيادات أبناء النوبا . حسناً ، فالنعد كم هم عدد هؤلاء القيادات النوباوية (الأموات يرحمهم الله - منهم الأب فليب عباس ، الأستاذ يوسف كوه ، الأستاذ على حسن الماحي ، ، الأستاذ مكي على بلايل / أما الأحياء الذين يرزقون ، القائد عبدالعزيز الحلو ، الأستاذ تليفون كوكو ( فك الله أسره ) الأستاذ منير شيخ الدين ( الحزب القومي المتحد )، الأستاذ محمد أبو عنجة ، الأستاذ أزرق زكريا ، والأستاذ أمين فلين ، الدكتور أمين زكريا ( الرابطة العالمية ) وآخرون من أصحاب الرأي وحملة الأقلام ). فكل هؤلاء الذين ذكرتهم والذين لم أذكرهم ليسوا سواء على قضية جبال النوبا ، كل له رأيه ورؤيته في الأزمة . فحتى المنية التي تخبط خبط عشواء وتعمل عملها في ابناء النوبا لم توحد رؤية هؤلاء ، وقديماً قال أحمد شوقي : أن الماصائب تجمع المصابينا . فهل هناك مصيبة أكبر من مصية الموت ؟ هذه المصيبة التى خطفت الأستاذ مكي علي بلايل ، أحد أبناء النوبا وجنوب كردفان المميزين ، المخلصين ، فرح بها بعض ابناء النوبا ، وطرب لها ، متناسين للرجل أية فعلة خير أو خدمة قدمها لأهلة في جنوب كردفان وإن بعضهم بدأ وصفه بأقزع الأوصاف وأشنعها . فمتى يبلغ هؤلاء الفطام ، ويتعلمون حرمة الأموات في التعاليم السماوية كلها على أن نذكر أمواتنا بالخير ، وليس هناك شماته في الموت ، وكل ينتظر أجله . وكذلك متى نتعلم على أن من ليس معي ليس بالضرورة هو عدوي .