حركة العدل والمساواة السودانية وأزمة القيادة الجديدةوانشقاق مجموعة دبجو مما لاشك فيه أن حركة العدل والمساواة السودانية هى تنظيم ثورى سياسى عسكرى مسلح وهى كغيرها من التنظيمات السياسية الحزبية القائمة فى السودان سواء فى الداخل الحكومى او الخارج المعارض وهى أيضاء تمتلك رؤية سياسية خاصة بها يشكل لها برنامج من خلاله ترى هو الامثل لنظام الحكم فى السودان وكيف يحكم السودان (نظام الاقاليم ) ولكن لايمكن الجزم بانها حركة وطنية قومية كما يتشدق بهذا القول كثير من الهتيفه وكسارى الثلج وحتى لانظلمها يمكن القول بأنها تحاول أن تبرهن بالدليل الشكلى وبالصورة المخجلة بأنها قومية ووطنية ولكن لايخفى علينا أن مسالة الوطنية والقومية والهوية والثقافة السودانية من المسائل الشائكة فى أجندة الشعب السودانى ولكننى أؤكد بأن الغالبية العظمى من أنصار هذه الحركة يصعب عليهم فهم مدلولات هذه المسائل لأن معظم أنصار هذه الحركة هم من ذوى الانتماء العاطفى بالحب الاجتماعى لآل البيت فهؤلاء كنا فى دارفور نطلق عليهم لفظ هو (ناس دموك.............. ناس مقفولين....... ناس مطاميس ) أى أنهم متطرفين تطرف تقليدى وهو من أسوأ انواع التطرف (انتماء قبلى ) لقد ذكرت مرارا وتكرار بأن رحيل الاخ خليل سيترك خلل وفجوة كبيرة سواء على مستوى الحركة او المقاومة او دارفور وفى السودان وهنا اؤكد بانه ايضاء اصاب الاخوة فى المؤتمر الشعبى فى مقتل وطالما هو رمز من رموز دارفور المناضله فهو سيظل خالد فى تاريخ دارفور الحديث لكن للاسف نؤكد ان كثير من كسارى التلج لايفهمون شيئا عن قولنا بان حركة العدل المساواة الام تمر بأزمة جديدة فى ظل قيادة جديدة اذا أخفقت فان الحركة الام تزول وتتحول الى نادى سياسى او ملهى ثقافى فى شوارع لندن فلن تعود لها قدرتها العسكرية خلال فترة الراحل خليل وهذا امر طبيعى ان تتحول الامور من بين قوة ضعف ومن ضعف الى قوة ففى يوم من الايام كانت قوة الحركة العسكرية كلها فى الميدان لاتتجاوز عدد20 مقاتل حول منطقة (بامنا) الحدودية مع تشاد وعندما دخل الراحل خليل الى الميدان لاول مرة كانت قوة الحركة كلها 108 عسكرى والفرق كبير مابين دخول امدرمان واليوم بعد الاعلان عن انشقاق مجموعة دبجو ومحمد بشر فالحركة اليوم فقدت كل قدرتها العسكرية وكل العربات والاسلحة الثقيلة وفى الجانب السياسى بدأت مجموعات مختلفة تتحرك فى اتجاه المخارج الآمنه حول حلبة الصراع البينى بين آل البيت والمريدين والمنتمين بإلحاقهم بشجرة النسب وهذا يجعلنا نؤكد بان القيادة الجديدة لاتتمتع بحماية من لوبيات بعينها حيث ان كل اللوبيات تعيش حالة من الانعزال حول مايجرى حول الحركة وداخلها فهذه اللوبيات فهى ليست للرئيس جديد مؤيدة وهى ليست لانشقاق مجموعة دبجو رافضه ولكنها ارسلت رسائل تطميين تقول للمجموعة (إنا معكم ولكن نحن هاهنا قاعدون ) ولكن هنالك اجماع شبه كامل حول عدم قدرة القيادة الجديدة فى تسيير الامور بسبب الرحيل المفاجىء للراحل خليل وماخلفه رحيله من انشقاقات حول طلب الانتقام والثار فكلما تعالت الاصوات تدعو الى الانتقام والثار للراحل خليل فان روح الانتقام والثار تشتعل فى نفوس أسرة الاخ عزالدين يوسف بجى وآخرين لايعلم عددهم الا الله المهددات حول الحركة والتى قد تشكل حجر عثره فى طريق صمودها لمواصلة المشوار النضالى كقوة عسكرية فاعلة فى دارفور ضد المركز فى الخرطوم …...... هذه المهددات لايختلف حولها الا الجاهلون فى صفوف الحركة ليس هنالك اقتراح ديمقراطى ياتى برئاسة للحركة من غير الاخ دكتور جبريل ابراهيم فهنا لاتزال الازمة مستمرة وهذه الاستمرارية تضعف الحركة وتقودها الى زوال واذا صمدت فانها تتحول الى نادى سياسى لندنى وقد يكلفها الكثير فى بناء قدرتها العسكرية واذا اتجهت نحو استراد القدرة العسكرية فانها تفقد الجسم السياسى المتماسك فكثير من الكفاءات والمكاتب الخارجية لن تصمد طويلا ولن تتفرج على فليم( قتال الاخوة السبعة كما ان شروط المجموعة المنشقة ليست من السهل الاذعان لها او القبول بها ولن تنجح الوساطة فى صياغة قرارات يكون مضمونها وتنفيذها هو مبدأ لاغالب او مغلوب ولايكون مفاجئا اذا صدر بيان من لجنة الوساطة بالانضمام الى المجموعة المنشقة وعزل الرئيس اذا تعنت بقبول شروط المجموعة المنشقة والمهدد الاكبر هو أن الحركة ستفقد وزنها فى الجبهة الثورية السودانية وتصبح كرجل افريقيا المريض كما توصف بعض الدول فى ضعفها فى المجتمع الدولى واذا ما فقدت الدعم المالى المخصص لها من ميزانية الجبهة الثورية فانها ايضاء تفقد الدعم السياسى من انصارها فى المكاتب الخارجية ومن المهددات هو تململ كثير من القيادات من ظاهرة الانشقاقات داخل الحركة وهى دائما تحدث من ذوى آل البيت ومن المقربين للقيادة ومراكز القرار هذه القيادات قد صبرت اكثر من صبر ايوب هذه القيادات اخلصت للحركة اكثر من اخلاص سيدنا يوسف لعزيز مصر هذه القيادات تمسكت باهداف الحركة وبرنامجها اكثر من تمسك فرعون بفتاوى هامان ولكن اليوم قد أنزلنا عليهم الهدى من بعد الضلال وعليهم أن يطلعوا على ماجاء فى مضمون المذكرة التصحيحية(2006م التى صدرت من قيادات الصف الاول من الحركة الذين خرجوا عنها قبل ختام مفاوضات ابوجا ومن المهددات التى تواجه الحركة استمراريتها فى تنظيم الجبهة الثورية وخروجها من بيئة دارفور التى يعشقها مقاتلوا الحركة (خيرات الدرت واكل المرين وتلميس الشخول المر فى سوق الاربعاء ) كما أن معركة هجليج كشفت الكثير للرفاق المقاتلين وهذا جعل المجموعة المنشقة تستجيب لرغبة المقاتلين وتتحرك بكل العربات والاليات الى دارفور الحبيبة حيث ان الراجل فيها يموت واقف مابدفن دقن ومن المهددات غياب الدعم المالى والمعنوى والاعلامى وعدم انفتاح الحركة على دول الجوار بعد إنحسار مساحة ليبيا وتشاد واريتريا فمن جنوب السودان الدولة الوليدة يصعب ان تعانق حنجرة الاخ احمد حسين فضاءات قناة الجزيرة فالحركة اليوم محصورة فى منطقة نزاع حدودى بين الشمال والجنوب وبالقرب من مناطق البترول الملتهبة وتتلاصق مع مناطق تتواجد حولها فلول جيش الرب كما ان مفاوضات المتشاكسين من نيفاشا تؤثر فى مستقبل بقاء حركات دارفور فى المنطقة برمتها ومن المهددات الكبرى تغير المزاج الدولى الذى يدعم حركات المقاومة المسلحة لتغيير الانظمة بعد قيام ثورات الربيع العربى فالمزاج تحول الى قيام مظاهرات فى الداخل وتستمر وتموت اعداد مقدرة من جموع المتظاهرين ويقع دمار شامل على كل البنيات التحية للدولة ومن ثم تصدر جملة قرارات لاتنفذ ومن بعد كل هذا يتم الدعم العسكرى لانشاء جيش وطنى من المتظاهرين يقود معركة النضال وهذا يؤكد ان فرص التغيير من الداخل وبالعمل السياسى اكبر فى المرحلة الاولى واما العمل العسكرى فياتى متاخر وليس من السهل على الحركة ان تحتفظ بقوة عسكرية وتقوم بتمويلها الى اجل مفتوح فرسالتى الى قيادة حركة العدل ان تلجأ الى تكوين جسم سياسى من كوادر ذات كفاءة عالية فى معرفة ادارة الصراع السياسى ضد الدولة وان تلجأ الى تحالفات سياسية مؤهلة لتحريك الشارع السودانى وان تتفرغ لبناء الحركة داريا وتنظيميا بعد الصدع الذى شق ظهرها وكثيرا انى تساءلت اين اجهزة استخبارات الحركة والمتبرعين بجمع المعلومات خلال عام كامل وهذه المجموعة المنشقة تخطط لهذا الخروج الآمن بهذه القوة الكبيرة والعربات التى لايمكن حصرها حتى الآن على الرغم من ان المعلومات تفيد بان الحركة الام تبقى لها فقط عدد 8 عربات عليها اسلحة لاتقوى على تحرير محلية من محليات دارفور رسالتى الى قيادة الحركة هى الاسراع فى حل لجنة الوساطة لان لجنة الوساطة سوف يصدر عنها اقتراحات يصعب قبولها وانه ليس من السهل تشكيل لوبى جديد حول القيادة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها الحركة وختامى اكرر أسفى البالغ والعميق للحالة التى وصلت اليها حركة العدل والمساواة وسبق ان ذكرت مرارا وتكرارا بان هذه الحركة كانت تتمتع بكفاءات عالية من الشباب من مختلف الاتجاهات والانتماءات وكنت معهم اجد كل التقدير والاحترام ولكن دائما كانت الحركة تدار شئونها ظاهريا عبر المكتب التنفيذى وفعليا وتنفيذيا كانت القرارات تتخذ بواسطة قلة من آل البيت وكانت اللوبيات ذات الانتماءات المختلفة سواء بعقيدة المؤتمرالشعبى او بعقلية القبيلة هى كانت ذات التاثير والمهدد الاكبر لاستمرارية الحركة كما ان موارد الحركة المالية وصرفها كان سراً عظيما لايطلع عليه الا أهل الغيب ورغم ان الحركة تمتلك نظام اساسى لو اطلعت عليه ظننت ان العدل والمساواة لايحتاج الى انصاف من احد منهم ولكن تعينات الحركة ومناصبها ظلت تشكل خلل كبير فى مصداقية مقولة انها حركة قومية وطنية فلن يتجرأ احدا فى ان يأتى برئيس لها من غيرهم وهم انفسهم لن يقبلون بمن هو من غيرهم فمسألة رئيس المجلس التشريعى هى لعب على الدقون كما هوكان الحال زمان ابراهيم يحيى وحتى الآن يعتبر منصب ديكورى فقط حتى الآن فقدت الحركة مجموعة كبيرة من ابرز قياداتها الذين يصعب التعويض عنهم مهما كانت التشدقات بتبخيسهم او التشكيك فى اخلاصهم للحركة وهذا جعل الحركة تتخبط سياسياوعسكريا وتفشل فى اتخاذ القرارات الصائبة وتدخل فى ازمات متمرحلة الى ان وصلت اليوم الى هاوية السقوط المدوى ولكن نؤكد سقوطها هذا يترك اثر كبير وبالغ فى صفوف المقاومة فى دارفور والحركة كان مشهود لها بسجل نضالى كبير لايمكن ان يتجاوزه التاريخ ولكن فشل القيادة يقود الى تشويه سطور التاريخ اسماعيل احمد رحمة المحامى والاختصاصى فى شئون حركة العدل والمساواة فرنسا