تعتبر حركة العدل والمساواة السودانية واحدة من أشد أذرع المقاومة المسلحة ضد النظام فى السودان فى مرحلة المواجهة والمعارضة بالقوة لسياسات وتشريعات السلطة الانقلابية الحاكمة فى السودان حيث ان نشأة الحركة وتنظيمها وتكوينها والاعلان عنها كان متزامنا مع رصيفتها الاخرى فى طريق النضال والمقاومة (حركة تحرير دارفور ) والتى تطورت فى خطابها الثورى الى (حركة تحرير السودان ) ولهاتين الحركتين الاساسيتين يرجع الفضل الى نشر ثقافة المظاهرات والمصادمات والمواجهات المسلحة ضد السلطة المتمركزة فى مركز الاستبداد والاستعباد القائم فى الخرطوم مما ساعد ذلك على نشر ثقافة رفع الظلم والغبن السياسى والتنموى والاقتصادى ومعالجة جزور التهميش فى أقاليم السودان المختلفة شمالا وشرقا وغربا ووسطا وجنوبا قبل انفصال دولة الجنوب الحبيب للشعب السودانى الاصيل ؟ تعرضت حركة العدل والمساواة خلال مسيرتها النضالية لمشكلات كثيرة فى دولابها السياسى وبيتها الاجتماعى وجناحها العسكرى وهذه المشكلات والازمات تركت تأثير واضح وكبير فى ارشيف دولاب عملها التنظيمى والادارى ولكننى هنا أدلف الى أهم الازمات التى تعرضت لها الحركة والتى شكلت تهديدا خطيرا فى مواصلة مسيرتها للنضال كجسم ثورى متوحد حول القيادة والبرمامج زتحقيق الاهداف المعلن عنها منذ نشأت الحركة قى بدايات العام 2002م وحتى اليوم مرت عليها مراحل من الانفصالات والانشقاقات والانقسامات سواء على مستوى الجماعات أو الافراد فى المجال العسكرى أو السياسى كل حسب تأثيره ولكن مما لاشك فيه فان الاجماع يقوم على أن هنالك مؤثرات داخل الحركة ومؤثرات خارج الحركة هى التى تساعد على تلك الحالة الانشطارية داخل الحركة والعامل الاساسى الذى يساعد على تكرار الانقسامات هو تبخيس القيادة لكل حالة خروج من بين صفوف الحركة وإصباغ حالة الخروج بأنها مؤامرة مدبرة مع اجهزة أمن النظام وفى المقابل فإن كل بيانات الانقسام من الحركة الام لاتخلو من اتهام قيادة الحركة بانها جناح عسكرى للمؤتمر الشعبى وانها شركة مساهمة عائلية خاصة وكثير من المغالطات المالية أهم الانشقاقات التى كان التاثير الواضح فى مسيرة الحركة وتصنيف كل انشقاق حسب الفترة التى صدر فيها بيان الانشقاق والاسباب المبررة له فان هذه الانشقاقات هى ثلاثة فقط كان لها تاثير بالغ الاثر على مسيرة الحركة (الانشقاق الاول كان من مجموعة جبريل تيك وهو انشقاق عسكرى ويفتقد للدعم السياسى وهو ما يعرف بمجموعة حركة التنمية والاصلاح الوطنية هذا الانشقاق كان فى آواخر العام 2004م ووقتها كانت مراحل المقاومة ضد النظام قد بلغت اقصى مراحلها بعد الهجوم على مطار الفاشر 25\4\2004م وقد اعقيه تحركات جادة من المجتمغ الدولى فى مطاردة النظام عبر المحكمة الجنائية الدولية فان هذا الانشقاق هو اول انشقاق يضعف الحركة عسكريا وتنحسر ميدانيا لدرجة أنها كانت توصف فى المحافل الدولية والمحلية والاقليمية بانها حركة سياسية لاوجود لها عسكريا ولكن للاسف فان هذا الانشقاق لم يستمر طويلا ولم ينجح فى تصفية الحركة رغم غياب قيادتها عن الميدان منذ الاعلان عنها والسبب هو ان للحكومة أيدى خقية وواضحة وذلك من خلال لقاءات باريس (عطا المنان وحسن برقو ) مع يعض قيادات الانشقاق ومن خلال الدعم العسكرى المتوافد على جبل مون يغرض مواجهة الحركة الام وتصفينها وهنالك من الشواهد والادلة والمحاضر سوف يكشف عنها التاريخ الانشقاق الثانى والخطير كان عقي انعقاد المؤتمر العام الاول التاسيسى للحركة فى بدايات العام 2005م والذى عقد فى طرايلس عاصمة ليبيا من خلال لقاءات ملتقى ابناء دارفور بالحركات المسلحة هذا الانشقاق كان بقيادة الباشمهندس محمد صالح حربة هو الاخر كان ذو طابع عسكرى وميدانى ولكن كان تاثيره هو ان المنشقين فيه كانوا قد اخذوا معهم كل العتاد العسكرى آليا وحركياً ومعدات قتال وكانت الحقيقة الغائبة للجميع هى ان الجركة الام كانت تعيش اصعب حالة عسكرية وميدانية لها حيث تدهورت قوتها العسكرية بسبب الانشقاق الاول عسكريا وبسبب الاخفاقات على المستوى العسكرى والميدانى التى كانت يمارسها المدغو \ بحر ادريس ابو قردة يعد اختياره امينا عاما للحركة فى لقاء طرابلس المشار اليه وكان هذه الاختيار هو واحد من اسباب انشقاق المنهدس حربة ولاحقا اتضح ان الرجل المنشق كان على صواب فيما ذهب اليه من نقد فى حق الامبن العام المنتخب حديثا للمنصب والحقيقة الغائبة للجميع هى ان الحركة الام خلال فترة المدعو بحر ابوقردة تحولت الى مجموعة من قطاع الطرق وقيادات نهب من دول مجاورة وشهدت صدامات بينية مع حركة تحرير السودان قيادة الاخ منى اركو مناوى كما ان عمليات الاستثمار والاتجار نشطت حول الدول المجاورة وكانت يعثة الحركة فى الاتحاد الافريقى تشكل مصدر دخل ثابت يدر مبلغ 15 ألف دولار شهريا للسيد الامين العام للحركة خصما من مرتبات المراقبين من عضوية الحركة فى البعثة كما ان مصادرة اللوارى التجاريه وبيعها فى الخارج من أسوأ ممارسات القيادة الميدانية للحركة يرئاسة الامين العام المدعو ابوقردة فان انشقاق المهندس حربة جاء فى وقت كانت الحركة الام فيه سيئة السمعه ثوريا وضعيفة ميدانيا وتعيش حالة فوضى عسكرية لغياب رئيسها من الميدان رغم كل ذلك لم يستمر انشقاق المهندس حربة طويلا رغم انه بذل جهدا مقدرا فى المشاركة فى مفاوضات ابوجا فى الجولة الخامسة لكن الاخ احمد تقد والمدعو ناج الدين نيام بذلا جهدا ماليا كبيرا لصالح الامن النيجيرى ولوكالات الاعلام والصحافة السودانية لتشوية صورة الباشمهندس وانشقاقه وقد نجحا فى ذلك فلو كان قد قدر الله ان شارك الباشمهندس فى مفاوضات ابوجا فان الحركة الام تصبح يومها فى خبر كان الى الابد حيث كان وقتها الجهاز السياسى للحركة يعيش حالة من التذمر والتململ الواضح وابرز المعلنيين عن غضبهم الاخوين دكتور ادريس ازرق والاخ نصرالدين حسين دفع الله ابرز المؤسسين للحركة فى لقاء هولندا مع دكتور خليل الراحل المقيم الانشقاق الثالث والاخير عسكريا وميدانيا هو يعتبر من احدث الانشقاقات داخل صفوف الحركة وفى تقديرى سيكون اخر انشقاق فى صفوف الحركة الام اذا قدر لها ان تصمد فى مواجهة هذه الصدمة العنيفة والمفاجئة حتى الى ألد أعداء الحركة (النظام) هذه الانشقاق له صفة تميزه عن سابقيه وهو جاء بعد رحيل قيادة الحركة المفاجىء من ارض الميدان وفى مواجهة النظام هذا الانشقاق جاء يعد اكتمال بناء القدرة العسكرية للحركة واختبارها فى معركة امدرمان هذا الانشقاق جاء بعد التعزيزات العسكرية والماليه المستجلبه من ليبيا بعد خروج قيادتها من كنف الاقامة الجبرية ولكن الحقيقة الغائبة للجميع هى ان هذه الانشقاق ايضاء تزامن مع اجواء الحزن وحدة العاطفة داخل البيت الاجتماعى للحركة وهو يعيش حالتين مختلفتين من الانتقام وهما حالة الانتقام لرحيل الدكتور خليل رحمه الله رمزا للقيادة والنضال وهذه الحالة ساعدت على تنصيب الاخ دكتور جبريل ابراهيم رئيسا للحركة ولكن هذه الخلافة نور ونار على الحركة وأما الحالة الثانية وهى روح الانتقام والثأر فى حق من ساهموا فى تصفية الاخ العقيد شرطة عيدالعزيزيوسف بجى والذى خرج على الشرطة السودانية والتحق بقيادة الحركة ولكن شاءت الاقدار ان تقفز الحركة قفزة الصحراء فى غياب الاخ عبدالعزيز بجى وقد صمتت قيادة الحركة عن الافصاء فان انشقاق مجموعة دبجو ومحمد بشر لن يبشر على الاطلاق بان قيادة الحركة الجديدة ستنجح فى بناء مؤسسات الحركة من جديد ولدينا من الاسباب والدلائل والبراهين يمكن صياغتها فى مقال آخر انشاء الله ولكن من الواضح ان هنالك مجموعة من بعض قيادات الحركة الام تؤيد ماذهب اليه المنشقون فى مجموعة دبجو كما ان من اخطاء القيادة الجديدة هو الاسراع فى تكوين لجنة للمصالحة فان هذه اللجنة هى اول مسمار يعمق شقة الخلاف والايام ستكشف لنا حقائق هى ان اللجنة ذاتها أما ان تفوز برئاسة الحركة او يستمر الخلاف بين الفرقاء من العشيرة وهنا سوف يقرر يعض الاعضاء فى صفوف الحركة وجهة انتماءهم وتأييدهم للمنشقين كل هذا يؤكد لنا ان الرجل فى ورطة قيادة جديدة وأزمة حديدة وحتى الآن ننصح بان لاتكون هنالك مواجهة عسكرية بين الاطراف فان حدثت هذه فان الحركة الام تزول من الخارطة لفترة من الزمن وأن المنشقون هم ايضاء سيتعرضون الى انشقاق اخر يضعفهم وهذه حالة تعيشها حركات الهامش فى بلدان افريقيا اليوم ختامى هو ان رسالتى هى اللجؤ الى صوت العقل والحكمة وهو العمل على تاسيس عمل سياسى يقود الى التغيير لان العمل العسكرى فى دارفور لمواجهة النظام يعيش خالة ركود دولى بسبب ثورات الربيع العربى فى الدول المجاورة للسودان وهذه الثورات هى الاخرى كتبت عمر جديد للنظام القائم فى السودان ومنحته فرصة للاستمرار فى دورات مفتوحه فهل ينجح النظام فى اجراء انتخابات عام 2015م اسماعيل احمد رحمة المحامى والاختصاصى فى شئون حركة العدل والمساواة فرنسا0033652137179