تعتبر قبيلة المورلى آحدى القبائل الجنوبية ، التى تعتنى وتهتم بتربية الماشية ، )الابقار( بصفة خاصة لدرجة التقديس فافراد القبيلة يستطيعون تقديم حياتهم فى سبيلها ، وكعادة اغلب القبائل الجنوبية التى لا ترضى بالزل وإلاهانة . صوتوا للانفصال كاخوانهم الجنوبين الآخرين ، آملاً لحياة آستقرار افضل . كان من الطبيعى جداً ان تدخل القبيلة ، فى صراعات حول المراعى مع القبائل المجاورة ، لسؤ طالع المورلى أنها جاورت بعض المجموعات القبيلية التى تعيش وتفتخر بتقليد يشجعها للاستحواز على ممتلكات الآخرين . ظهرت هذه القبيلة الى الوجود بقوة عند حرق البيبور موطنها واكبر مدنها، ليس بقذف جوى من طائرات الانترنوف القادمة من الشمال ، بل من آخوة لهم من الجنوب ، تحكمت بهم ظروف القربة . كان تحرك المجموعة المعتدية بعلم الاجهزة الامنية والمخابرات ، التى وقفت عاجزة مكتوفة الايدى تراقب القتل و التعذيب والتشريد عن بعد دون ان تحرك ساكناً ، لانها تنتظر التعليمات والاوامر من السلطات العليا . التى ذهبت لتفاوض الجيش الغازى للبيبور ، تجاوز عدد الغزاة الخمسة الاف نفس من شباب ورجال ونساء واطفال ، مسلحين بالاسلحة النارية والبيضاء والعصى ، بعد ان خرجوا عن بكرة أبيهم أنتقاما لمقتل بعض أفرادها . باءت محادثات المسئول رفيع المستوى بالفشل ، وصارت كالمحداثات ما بين الجنوب والسودان التى لا تصل لحلول لتعقيدات يعجز الوفود بحلها دائماً ، عاد المسئول الى المركز صفر اليدين ليس ذلك فحسب فقد حدد المعتدين المسئول رفيع المستوى بالقتل اذا ما حاول منعهم من تنفيذ مخططهم . الامر الذى ادى بالمسئول للنجاة بجلده تاركا خلفه نساء واطفال المورلى ، نفذ المعتدين رغبتهم فحرقوا كل القطاطى التى لاقواها بطريقهم ، وقتلوا من قتلوا وهجروا وشردوا النساء العجز والاطفال ، فى ظاهرة سيئة لم يشهد الجنوب لها مثيلا منذ خروج الانجليز منه . ثم جاءت الاوامر متاخرة بعد فوات الاوان تحت ضغوط دولية ، اًتهمت المركز بممارسات قد تصل لمستوى الابادة ، جاء التحرك لجرد السلاح متاخراً وخجلاً ، لا آحد ساوى الايتام ولا آحد داوى الجراح . بل كانت التعليمات لجمع وجرد السلاح ولو باستخدام القوة المفرطة ، لاحديث للتعويض ولا يحزنون الجميع يسلم سلاحه ، ومن لا يفعل فلا يلومن المرء الا نفسه ، الحاضر ليخبر الغائب أنتهى القرار . بدلاً ان تعترف السلطات والحكومة بتقصيرها فى حق حماية المورلى )الاعتراف بالذنب فضيلة(، وتصالح الخصمين جاءت لجمع السلاح ، وكان عملية الجمع فى غاية التعقيد لان كلا الطرفين كان يسعى لكى يخبئ الاسلحة بعيداً عن المساكن حتى لا تطالها ايادى القوات التى اتت لحصدها ، وذلك لانعدام الثقة . أنتهز البعض هذه الفرصة الثمينة فكونوا مجموعة مسلحة بحجة حماية القبيلة التى طالما فشلت الحكومة بتوفيره لها ، واستطاعت بغفلة ان تنصب كمين لغافلة جنود كانت فى مهمة رسمية جمع السلاح ،ادى بمقتل 24 جندى جنوبى ، ازعج السلطات هذا التصرف الغير مسئول واللا أخلاق أتجاه جيش يسعى لبسط الامن بالمنطقة ،وبدأت تخطط لعملية كبرى للقضاء على المسلحين على ما يبدوا ، لكن ينبغى ان نضع النقاط على الحروف قبل البدء بتلك العملية لمعرفة الدوافع وراء ذلك الهجوم الغادر ، نعم جيش الجنوب خط احمر لا يمكن تجاوزه ، ولكن ما حدث لديه خلفيات متشابكة فيها القبلى والرعوى والاجتماعى ، وفساد يمارسه بعض افراد الجيش الذين يتستر عليهم قادتهم . فهولاء يرتدون ثياب الجيش خارجياً ، اما داخليا فثياب القبيلة التى يصعب على الكثيرين تميزها لكونها داخلية ، نحن نحتاج لما حدث بهذه الفترة التريث وضبط النفس ، ودراسة الامر بتانى حتى لا نجعل الجيشفى ان يكون طرفاً فى الصراع القبلى بالمنطقة . جيش الجنوب ينبغى ان يكون موسسة قومية ، تجمع وتوحد العباد ، تحمى حدود البلاد ، يجب ان تكون مدرسة اخلاقية انسانية كما كانت فى نضالها ، سامية فوق كل صغائر الامور ، واضعة نصب اعينها الانسان الجنوبى كمواطن . كما يجب علينا تفعيل القوانين العسكرية والعقوبات للمنفلتين والمخالفين ، فبسبب تلك المخالفات وعدم الجزاءات يموت العشرات يومياً ، باستخدام السلاح العشوائي ، وما يغيب عنا ان جيش الجنوب يضم عدد ضخماً من المنضمين اليه من الحركات المسلحه التى كانت تقاتله بالامس القريب ، يستغل بعض وجوده بهذه المؤسسة الشامخة ،لذلك على تفعيل القانون ثم القانون فالقانون حتى لاتصبح بلادنا الجميلة روندا آخرى . اللهم أنى بلغت فاشهد