[email protected] زيارة البشير للقاهرة سببت للكثيرين حالة يطلق عليها في السودان (أم هللا هللا ) ، أي حالة من الجقلبة والتوهان ، هذه الحالة إعترت الكثيرين من المحسوبين على المعارضة السودانية والحركات المسلحة ، فاتحاد مصر مع السودان يقلق مضاجعهم بل بالأحرى يقلق مضاجع سيدتهم أمريكا التي تتوجس من تحالف الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي خاصة بعد نجاح ثورات الربيع العربي وما تمخض عنها من وصول للإسلاميين لدست الحكم بدعم شعبي كاسح... فمركز مغمور كمركز ما يسمى بدراسات السودان المعاصر الكائن في القاهرة والذي يتولى أمره حفنة من الموتورين والعنصريين المحسوبين على دارفور والذين إتخذوه واجهة لكسب الدعم الدولاري من (C.I.A) ، هذا الدعم الذي كشفه الأمريكان أنفسهم خلال شبكة الإنترنت ، هذا المركز المشبوه الذي يحاول مؤسسوه القلة تبديل تاريخ السودان وتزويره لصالح إثنية معينة على حساب الإثنيات السودانية الأخرى متناسين حضارات السودان التليدة والباذخة القدم ، كل ذلك يتم بأساليب سطحية وساذجة بغرض الإستعراض أمام الأسياد بأنهم يعملون بجد وإجتهاد حتى ينالوا المعلوم ، آخر ترهات هذا الإستعراض من هذا المركز المشبوه هو مطالبة الحكومة المصرية بالقبض على الرئيس البشير أثناء زيارته للقاهرة ومحاكمته كما حاكمت مبارك ، ألم أقل لكم أن هذا المركز والقائمين عليه سذاجتهم فاقت حد الخيال؟ ، لو كان مطلبهم هذا أيام الرئيس المخلوع مبارك لوجدنا لهم بعض مسوغ لبيانهم هذا ولكن أن يتم تصريحهم في عهد مرسي وإستلام الأخوان المسلمون لدفة الحكم في مصر ، فهذا الغباء بعينه ، هذا من جانب الجانب الطريف والمضحك من البيان المطالبة بمحاكمة البشير كما حوكم مبارك ، هل مصر هي لاهاي؟؟؟ عجبي. البروتوكول المصري في إستقبال الرؤساء يحتم إستقبال الرئيس الضيف بواسطة رئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو أي مسؤول يكلفه الرئيس المضيف ، ثم يتم زف الرئيس الضيف في موكب رسمي إلى القصر الرئاسي حيث يكون في إستقباله الرئيس المصري ، هكذا يقول البروتوكول الحرفي لإستقبال الرؤساء عند زياراتهم الرسمية لمصر وهذا ماحدث مع البشير وقبله تم ذلك مع أوباما رئيس الولاياتالمتحدة في زيارته الأخيرة لمصر وفي ذلك إحترام وتقدير للرئيس الضيف والتطبيق الكامل للبروتوكول وإبرازاً لرسمية الزيارة وليس إنتقاصاً من مكانة الرئيس الضيف كما أخذت (تردح) بعض الأقلام ، وكأنما البشير ذهب لمصر في زيارة مجاملة وصداقة شخصية لرئيسها محمد مرسي ، لم يكلف أصحاب هذه الأقلام (الرادحة) أنفسهم بالكتابة عن حفاوة الإستقبال التي لقاها البشير هناك والتي تناقلتها القنوات الدولية والوكالات ، لم تتحدث الأقلام عن القرار الفوري لمرسي بإطلاق سراح 129 سوداني ظلوا لشهور مسجونين في السجون المصرية لدخولهم الأراضي المصرية دون إذن أثناء تنقيبهم عن الذهب شمال السودان، (ربما قبل نشر هذا المقال يكون السجناء قد وصلوا أرض السودان ) ، لم تتحدث الأقلام عن تفعيل إتفاقية الحريات الأربع بين البلدين التي ظلت معطلة لسنوات بسبب مراوغة نظام مبارك وقتها ، هذا وسيحضر رئيس الوزراء المصري إلى السودان خصيصاً الخميس القادم لهذا الغرض ، لم تتحدث الأقلام عن حجم التبادل التجاري بين البلدين وعن الإستثمارات المصرية التي تدفقت مؤخراً على السودان ولم تتحدث عن حجم صادر اللحوم لمصر والذي صار شبه حصري للسودان دون سائر دول العالم ، لم تتحدث الأقلام المرجفة عن الطرق الرابطة بين البلدين ولاعن التنسيق والإتفاق بين رئيسي البلدين حول مياه النيل ووووو.... زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة سادتي تعد من أنجح الزيارات إلى مصر ، ليس بسبب العلاقات التاريخية والثقافية وووو ولكن هذه المرة بسبب التوافق السياسي والأيدلوجي بين الحكام هنا وهناك وبسبب الإنعتاق هناك من العبودية الأمريكية التي دعت أوباما للتصريح علناً بأن مصر أصبحت ليست حليفاً لنا ، وكما ناح صحفيو أمريكا وكالوا التهم لأوباوما بأنه قد تسبب في فقدان حليف (عميل) من أقوى الحلفاء لأمريكا في الشرق ألا وهو المخلوع مبارك والذي بسبب الإطاحة به كما يقول صحفيو أمريكا أصبحت السفارة الأمريكية في القاهرة تهان وسفيرها تصطك أسنانه إرتعاداً بعد المصير الذي آل إليه رصيفه الذي سحل على أرضية القنصلية الأمريكية في بنغازي.. أخوتي أصحاب البيان المطالب بالقبض على البشير في القاهرة وأصحاب الردحي المحاولين التقليل من أهمية زيارة البشير للقاهرة ، شوفوا ليكم شغلة تانية وسيناريو تاني لإقناع سادتكم في (C.I.A) للدفع لكم ، شغلكم دا الأمريكان زاتم تلقاهم بضحكوا عليكم فيهو. تخريمة: مسؤولين من الخير إنتوا منعم سليمان رئيس مركز دراسات السودان المعاصر (إياه) ، المصريين فكوهو من سجنو وللا لسة؟ كلامي دا ليس من باب الغمز واللمز ولكن حتى يقابل أهله ومعارفه الرئيس البشير في القاهرة ، للتوسط لفك سجنه أسوة بسجناء الذهب.