هبة الشباب قادمة ! وتواصل رمال الإنقاذ تسربها الى قاع ساعة الرمل ! كيف تعارض المعارضة نفسها ؟ [email protected] ملحوظة الرجاء التكرم مشكورين بوضع الرسم الكاركاتيري في موضعه في متن المقالة ! الرسم مرسل منفصلا ب الايميل ! شكرأ 1 - كلامات عنقالية ؟ الاجابة على السؤال المفتاحي ( بلاد السودان .. الى أين ؟ ) ، تجدها عند عنقالية من أطراف ودنوباوي اختزلت الوضع الكافكاوي في بلاد الجن ، عندما تمتمت مستغربة وهي تخرج من مسجد السيد عبدالرحمن : ( المتظاهرون ضد الفيديو المسيء للإسلام خرجوا في مظاهراتهم في مصر وتونس وليبيا وحتى اليمن وهم ماكلين شاربين ، أما عندنا في بلاد الجن هذه فقد أخرجهم رباطة الإنقاذ ، كالقطعان ، وهم جعانين لا يجدون قوت يومهم ، ولا يجدون حق الطماطم ؟ فالعيش ( الرغيف ) ، 4 صغار زي اللقيمات بجنيه ، وكمان بدقيق مستورد ( نأكل مما نستورد ؟ ) ! والعيش ( التعايش السلمي بين السودانيين ، زرقة وعرب ، مسلمين وغيرهم ) معدوم وسط الحروب الأهلية في أطراف بلاد السودان ! والعيش ( بكرامة وحرية ) صار حلما بعيد المنال مع عمايل الرباطة الذئبية ، وأقلها أغتصاب الفتيات وحراير النساء ! والعيشة ( العدالة الإجتماعية ) صارت محصورة في الصدقات ، وينظر إليه أبالسة الإنقاذ على أنها منة منهم ( ولا تمنن تستكثر ) ، وليس حقا أصيلا من حقوق المواطنة ! كما يقول صديق محيسي فقد طبق الابالسة العدالة الأجتماعية علي سلالاتهم فقط ؟ سقط أكثر من 90% من السودانيين في حفرة الفقر في دولة الإنقاذ الفاشلة ، أكثر من نصفهم يرزحون تحت خط الفقر المعدم المدقع ، حيث لا يجدون ما يأكلون كل يوم ! وسياسات نظام البشير البئيسة تضاعف من فقر السودانيين وتغرقهم أكثر في مستنقع هذا المرض الإجتماعي الوبيل ! ويأكل هذا المرض الخبيث ( الفقر ) كرامة الإنسان السوداني ويمرغها في التراب حسب المقولة المشهورة ( لا حرية لجائع ولا كرامة لعريان ) ! من النتائج المباشرة لظاهرة الفقر ، الارتفاع المهول في حالات الاصابة بمرض السل ، والالتهابات الرئوية والمعوية ، ونقص المناعة ... الأمراض القاتلة التي تقود الي الاف الموتي كل يوم في بلاد السودان ! فعلا لو كان الفقر رجلأ ، لقتلناه ؟ والسبب وراء كل هذه المحن والأحن هو سياسات نظام البشير البئيسة ! ) ؟ انتهت كلامات العنقالية ! 2 - ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربان ! توقفت الوقفات الإحتجاجية والمظاهرات لأسباب عديدة منها ذئبية قمع الرباطة والجنجويد المؤدلجين ( وليس الشرطة ) للشباب المتظاهرين في كافة ربوع السودان ، وكمثال ليس للحصر ، فقد قتلوا في نيالا 19 تلميذا ثانويا دون سن العشرين ، فقط لأنهم تظاهروا سلميا ضد الغلاء الفاحش ، والجوع الكافر ! وقد رأى الشاعر الرفاعي في بركة السودان الراكدة حاليأ ، وجوما كالضباب مصورا ، ما فى قلوب الناس من غليان ! وقال : ومن العواصف ما يكون هبوبها = بعد الهدوء وراحة الربان إن احتدام النار في جوف الثرى = أمر يثير حفيظة البركان فهل يا ترى تتابع القطرات ينزل بعده ، سيل يليه تدفق الطوفان ! فيموج الطوفان يقتلع الطغاة مزمجرا ، اقوى من الجبروت والسلطان ! نعم ... سوف يموج الطوفان وتتواصل المظاهرات ، فأسبابها ومسبباتها قد ازدادت سوءا على سوءها ، وتواصل رمال الإنقاذ تسربها الى قاع ساعة الرمل ! شاهد ساعة الرمل الانقاذية : شباب ( حركة التغيير الآن ) واثقون من قدرتهم على مواصلة الكفاح ، ومؤمنون بأن مسلسل انتفاضتهم الوليدة في يوم السبت 16 يونيو 2012 ، والتي استمات الأبالسة في وأدها دون جدوى ، سوف يشهد حلقات أخرى أكثر قوة ومناعة ، سمها هذه المرة : هبة ، أو صحوة أو سمها فورة ... لبلوغ أهدافهم النبيلة في الإطاحة بنظام البشير وتحرير المواطن السوداني ، واسترداد كرامته المسلوبة ، واستشراف فجر جديد كله قمحاً ووعداً وتمني ، ( والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي ... باسمك الشعب انتصر ) ! 3 - كيف تعارض المعارضة نفسها ؟ ولكن للاسف المعارضة التقليدية ( السياسية والحاملة السلاح ) منقسمة على نفسها ، والصراع داخلها في حدة الصراع ضد النظام! تحالف كاودا الحامل للسلاح متشاكس مع قوي الاجماع الوطني ! بعض مكونات تحالف كاودا الثوري في حالة حرب مع مكونات اخري في نفس التحالف ! بعض مكونات تحالف قوي الاجماع الوطني في حالة حرب مع مكونات اخري في نفس التحالف ! بعض العشائر والفرقان في بعض مكونات تحالف كاودا الثوري قد انشقت من المكون الأم ، وفي حالة حرب ضده ! بعض العشائر والفرقان في بعض مكونات تحالف قوي الاجماع الوطني قد انشقت من المكون الأم ، وفي حالة حرب ضده ! الكل في المعارضة في حالة حرب ضد الكل ! ثم هل هي معارضة ، أم دقشة معارضات متدابرة ومتشاكسة فيما بينها ؟ هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين ! + البرنامج الديمقراطي البديل لم يتم الاتفاق عليه من تحالف كاودا الثوري ؟ + البرنامج الدستوري البديل لم يتم الاتفاق عليه من تحالف قوي الاجماع الوطني ؟ المعارضة في حالة معارضة عبثية ضد المعارضة ؟ 4 - قرني الثور ؟ السياسة والإقتصاد مرتبطان ارتباطا لا فكاك منه ... يحاكيان قرني الثور ! السياسة هي الشجرة ، والإقتصاد أوراقها ! إذا سقيت الشجرة وضمنت لها السلام والإستقرار من عجاجات التشليح والحرق ، أينعت أوراقها واخضرت وأزهرت ! والعكس صحيح ! تظبط السياسة ، ينظبط تلقائيا الإقتصاد ! كيف يزدهر الإقتصاد وسياسة نظام البشير مبنية على شن حروب أهلية ضد شعوب النوبة وشعوب الأنقسنا وشعوب دارفور ، وافتعال أخرى مع دولة جنوب السودان ، مما يولد حلقة عبثية ؟ معظم موارد الدولة المالية والإقتصادية سوف تكون موجهة لتغذية هذه الحروب العبثية ليضمن نظام البشير بقائه على السلطة ! فيزداد العجز في ميزان المدفوعات ، وتتفاقم الضائقة وتقفز الأسعار وتزداد البطالة ، وبالتالي معدلات الفقر ، ويخرج الناس في مظاهرات ظاهرها البطالة والفقر والجوع ، وباطنها الأزمة السياسية التي أوقع النظام البلاد فيها ! 5 - الحساب ولد ؟ دعنا نمسك ورقة وقلم ، ونحسب بهدوء ! ميزانية الدولة تتكون من داخل وخارج ! إذا تساوى الداخل مع الخارج تكون الميزانية متوازنة ! وإذا زاد الخارج عن الداخل يحدث عجز ... وهو مرض مزمن وعضال في الحالة السودانية ! الداخل يتكون من داخل خارجي وآخر محلي ! الداخل الخارجي يتكون بدوره من الآتي : + صادرات ريعية كالبترول والذهب . + صادرات زراعية وحيوانية . + صادرات صناعية . + خدمات كالسياحة وبيع أصول . + تحويلات مغتربين وقروض ومنح وهبات ! قبل انفصال الجنوب ، كان البترول يمثل أكثر من 90% من الداخل الخارجي من العملات الصعبة وتمثل بقية الصادرات وغيرها أقل من 10% ! بعد انفصال الجنوب وزوال بتروله ، فقد الداخل الخارجي أكثر من 90% من مكوناته الدولارية وصارت بلاد السودان تعيش على أقل من 10% من مكونات الداخل الخارجي ، وبالأخص تحويلات المغتربين ! الأمر الذي أحدث عجزا وفجوة عميقة بقيمة 2 مليار و400 مليون دولار في ميزانية عام 2012 ! لم تنجح الحكومة في ردم هذه الفجوة من خلال القروض والمنح وبيع الأصول وتصدير الذهب ! وانعكست هذه الفجوة في ارتفاع سعر صرف الدولار ، لأنه لا توجد دولارات واردة للبلد من الخارج ، كما في السابق من تصدير البترول ! ونتج شح الدولار في زيادة سعر صرفه ، وعزوف المغتربين عن تحويل مدخراتهم عبر المسار الرسمي ! وكانت النتيجة الحتمية ازدياد الأسعار ، وازدياد معدلات البطالة والفقر ومظاهرات الجوع والمسغبة ! + الداخل المحلي يتكون من الجمارك والضرائب والجبايات بالعملة المحلية ! اضطر نظام البشير في محاولة لردم الفجوة المالية في ميزانية عام 2012 المذكورة أعلاه ، لزيادة تعريفة الجمارك وفرض ضرائب اضافية على المحروقات وغيرها من المواد الإستهلاكية ! ترجمة ذلك بلغة السوق هي تحميل المواطن السوداني الزيادات ، لأن الترتار يقف عنده في نهاية المطاف ، فهو الذي يشتري وهو الذي يدفع من جيبه هذه الزيادات ! كانت بداية الزيادات في أسعار المحروقات وغيرها من الخدمات في يونيو 2012 بداية خجولة ، وتمثل المقدمة لزيادات اقسى قادمة في الطريق في الشهور المقبلة ... حيث أنه لا يوجد أمام نظام الإنقاذ حل آخر لزوال بترول الجنوب ! فالخبراء الإقتصاديون يؤكدون أن اتفاقية النفط مع دولة جنوب السودان ( إذا تمت اجازتها في يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ) سوف تحاكي وضع اللصقة على جبس الرجل المكسورة ... فهي بالكاد تغطي مصاريف الترحيل والمعاملات النفطية الأخرى ! لن يكون هناك بارقة حل ، ونظام الإنقاذ مصر على اهدار الموارد المالية الشحيحة في حروبه الأهلية ، وزيادة الصرف على أمنه الداخلي لضمان استمراره في الحكم ! 6 - الهيكلة ! أصدر الرئيس البشير فرمانات في يونيو 2012 لهيكلة بعض مؤسسات الدولة ، أعفى بموجبها بعض الدستوريين ، وحول الحكومة العريضة الى حكومة رشيقة ، ولكن هذه الإجراءات تمثل نقطة في بحر المطلوب عمله ! يتكون بند الرواتب ( أكبر بند في الميزانية ) من مكونين : + المكون الأول يحتوي على رواتب عناصر الأمن والدفاع والقوات النظامية وغير النظامية من مجاهدين وجنجويد ورباطة ! ويمثل هذا المكون أكثر من 70 % من الرواتب في الميزانية ! لم يمس الرئيس البشير هذا المكون بفرمانات يونيو 2012 الهيكلية والتخفيضية ! + المكون الثاني يحتوي على رواتب بقية العاملين في كل مؤسسات وقطاعات الدولة السنية ! ويمثل هذا المكون أقل من 30 % من الرواتب في الميزانية ! الفرمانات التي أصدرها البشير في يونيو 2012 لإعفاء بعض الدستوريين وترشيق الحكومة العريضة ، وما صاحبها من فرقعة اعلامية مهولة ، تقع في المكون الثاني ( أقل من 30% ) من بند الرواتب ! إذن لا تعدو أن تكون هيكلة مؤسسات الدولة ، والإجراءات التقشفية بصخبها الإعلامي ، ذرا للرماد في العيون ! ذلك أن الموفر من هذه التعديلات مجرد تبش ( وفول حاجات ) بالمقارنة مع رواتب منسوبي الأمن التي لم ( يهبشها) الرئيس البشير بفرماناته في يونيو 2012 ! ثم أتضح أن معظم الأجراءات التقشفية والهيكلة لعب علي الذقون ، وذر للرماد في العيون ! مثل من بين مئات في المركز والولايات : تمت هيكلة معالي المستشار الرئاسي الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل فصار وزيرأ في المجلس الأعلي للأستثمار ، بنفس المخصصات المالية ... زيتكم في بيتكم وكأننا يا عمرو لا رحنا ولا جينا ؟ المحصلة النهائية أن الشعب السوداني موعود بزيادات مهولة في الأسعار خلال الشهور بل قل الأسابيع المقبلة ! نواصل ...