*اسراء الزاملي الزيارة المرتقبة لرئيس النظام الايراني أحمدي نجاد للعراق، زيارة تثير الکثير من الشکوك و تبعث على قلق کبير من وراء تزامنها مع مرحلة حساسة تمر المنطقة بها و الاجواء الملبدة بالغيوم التي تخيم على إيران. هذه الزيارة التي تتم في ظاهر الامر تحت غطاء الحضور في مؤتمر دولي لمکافحة الارهاب، لها أهداف أخرى غير معلنة يمکن تحديدها في المحاور التالية: الاستفادة من العراق للإلتفاف على العقوبات و فتح ثغرات فيها. السعي لإمتصاص النصر الذي حققته منظمة مجاهدي خلق بخروجها من قائمة الارهاب الامريکية، من خلال تهيأة أجواء خاصة في سبيل ممارسة الضغط على سکان أشرف و ليبرتي. التنسيق المکثف من أجل مساعدة دکتاتور سوريا للوقوف بوجه ثورة الشعب السوري. تکثيف الجهود من أجل دعم نوري المالکي للإحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء و عدم السماح لخصومه و مناوئيه بإزاحته مهما کلف الامر. الاوساط السياسية العراقية ولاسيما تلك التي تحاول الوقوف بوجه السياسات المشبوهة و غير المسؤولة لرئيس الوزراء نوري المالکي، تتوجس ريبة من هذه الزيارة و لاترى في توقيتها أي خير او فائدة للعراق، بل وان العديد من الشخصيات و الاحزاب و الاتجاهات الوطنية العراقية ترى أن الزيارة ليست في صالح العراق و لاتخدم أمنه و استقراره، ولاسيما وان هناك إتصالات و تنسيقات ملفتة للنظر للتمهيد للزيارة بالصورة التي تعطي إنطباعا بأنها ليست مجرد زيارة عادية. من المهم جدا هنا الترکيز على أن أحمدي نجاد سيبذل کل جهده و إمکانياته من أجل تشديد المزيد من الحصار و إثارة المزيد من المشاکل و المتاعب أمام سکان أشرف و ليبرتي و محاولة التقليل من أهمية شطب منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب بالترکيز على جرائم مزعومة إرتکبتها المنظمة بحق الايرانيين و العراقيين، وهو زعم باطل و هراء ليس بعده من هراء تمکن النظام من خلاله خداع الادارة الامريکية لأکثر من 15 عاما عندما قامت وزارة الخارجية الامريکية بوضع المنظمة في قائمة الارهاب عام 1997. أحمدي نجاد المحاصر من قبل خصومه و الذي يواجه موقفا حرجا جدا على أثر الازمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها إيران، يحاول من خلال هذه الزيارة تقوية موقفه أمام خصومه عبر الحصول على مکتسبات و منجزات جديدة على حساب العراق و شعبه و مستقبل أجياله، وان من الاهداف الاساسية للزيارة الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظامه من خلال المزيد من استغلال الاراضي و الاجواء العراقية و کذلك الخدمات المصرفية العراقية، ويجدر هنا الاشارة الى أن العراق كان دوما خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الايراني امكانية الالتفاف على العقوبات، ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعا کبيرا. لکن، يجب الانتباه جيدا بأن الانظار الدولية مصوبة على العراق وان هذه الزيارة مرصودة و أن إنسياق المالکي خلف سياسات نجاد المشبوهة، سوف يکلف العراق کثيرا و أن الثمن في النهاية سيدفعه شعب العراق، ومن هنا، فإن مختلف القوى و الشخصيات الوطنية العراقية ترى في هذه الزيارة عاملا جديدا من عوامل إثارة القلاقل و المتاعب للعراق، ومن أجل کل هذا فإنها زيارة غير مرحب بها بالمرة.