طبعاً إذا كان فاقدُ شئٍ لا يعطيهِ إذاً فاقدُ منطقٍ لا يبديه،السيد عبد العظيم أحمد أسهب كثيراً في وصف الفساد ووصف قادتنا بالمفسدين وهيمنة قبيلة جنوبية بعينها علي بقية القبائل الأخري...عن تفوق الجيش الشمالي قبل وأثناء التوقيع علي وثيقة نيفاشا ..عن فقر دولة الجنوب وفقدانها للمقومات الاقتصادية الأساسية،...عن الهالك جون قرنق وحلمه بشرب فنجان القهوة في المتمة ......الخ .وهذه المواضيع حقيقة لم يتحدث مقالنا عنها البتة ويبدو أن السيد عبد العظيم قرر أن يبادر من تلقاء نفسه أن يحدثنا بها ولسنا من بدأنا وطالما هو كذلك فما الذي نخشاه ويمنعنا دخولَ مدخلٍ قد فتحه هو.. ولو جاز لنا أن نرد علي بعض ما أثاره السيد المذكور فمن الواجب أولاً عليّ شخصياً كفرد وعلي كل جنوبيّ الدفاع عن عزيزنا الشهيد البطل العسكري البارع الفريق أول والمفكر والسياسي الفذ الدكتور جون قرنق دي مبيور أتيم فوصفه من قبل هذا المذكور بأنه هالك كونه اختلف معه في بعض المسائل السياسية دون مراعاة عدم إمتلاك الدكتور في مرقه حق الرد عليه فهذا مسلك يرفضه ويستهجنه كل ذي دينٍ و لبٍ ومخيخٍ...فنرجو من الأخ أحمد مراعاة مثل هذه الحقائق وإلا ليعلم هو ومن مثله أن للحلم منّا أوقات وللجهل منّا مثلها ومن المؤكد أن لكل قوم رجال تاريخيون و شهداء أعزاء من يعزونهم...دكتور قرنق لنا بمثابة النبي موسي لدي اليهود فإن يسئ إليه كائنٌ كان وهو تحت التراب فقد يكون قد فتح الباب علي مصرعيه دون أن يدري من خلاله يكون قد اعطانا حق الإساءة الي من هم أيضاً إعزاءهم ونحن هنا لن نعلن جهاداً دموياً ضد أحد بل لنا معه في معركة الدفاع عن أنفسنا حجج وفيها سوف نجتهد و في حوزتنا من سيئات اعزاءهم ما نعرفه ونرجو ألا يحرجنا فيجبرنا أمثال السيد أحمد لندخل مثل هذا المعترك الذي نحن في غني عنه... وأما موضوع الدينكا المهيمنة علي الجنوب فليعلم أحمدُ وغيرُ أحمدَ أن أول حكومة شكلت لتحكم الجنوب بعد إعلانه أستقلاله تولي معظم الوزارات السيادية فيها عناصر غير منحدرة من اثنية الدينكا علي سبيل الذكر لا الحصر:نائب رئيس جمهورية(وبالمناسبة ما عندنا نائب أول ونائب ثاني ونائب نوني بلا سلطة أو بلا مهام -منصب صوري لتصفح الجرائد وحل كلماتها المتشابكة-) الدفاع،المالية ،الداخلية،الامن الداخلي، وحكام الولاية لابد أن يكون من أبناء تلك الولاية حسب الدستور وفي الجنوب عشرة ولايات ،توجد أثنية الدينكا بنسب متفاوتة ما يتراوح من 99 الي 15% في سبعة ولايات فهل فعل الجلابة هذا في السودان الذي كان؟ والدينكا مثلها مثل الاثنيات الجنوبية يعرفها اعداءها جيداً قبل اصدقاءها لم تكن من المتفرجين بل شاركت عسكرياً في الحرب الأخيرة مشاركة فعالة يقر بها جيش الخرطوم قبل غيره وأما سياسياً تفاوضاً وتحاوراً فليراجع كل متشكك المواثيق الفرعية التي كونت اتفاقية السلام الشامل ليخبرنا باسماء الذين وقعوا عليها ... الجدير بالذكر هنا للسيد أحمد ومن يفكر تفكيره أن إستقلال الجنوب لم يأت بهذه السلاسة التي ذكرها أعني أن جلوس الطرفين علي مائدة نيفاشا لم يكن بهذه الاخوية والاريحية ولا اعلم إذا كان يجهل هذه الحقيقة أم يتغافل عنها...حكومة المؤتمر (الجبهة الاسلامية) عندما جاءت الي سدة الحكم بالطريقة الليلية التي يعرفها الجميع كان خيارها الأول هزيمة من سموهم بالتمردين أولاً لإذلالهم وإجبارهم علي التوقيع علي وثيقة استسلامية لا تجلب للجنوب من خلالها أي مكسب سياسي إجتماعي إقتصادي يذكر وقد عملت وفقاً لهذا المبدأ ردحاً فكانت تجريدات صيف العبور و مسك الختام وعد الحق وكانت فسبحانه الذي بدل عقول آل الإنقاذ لتحترم من أرادوا أولاً إذلالهم لتحترمهم اخيراً وهل بين من هذا وذاك من يفهم ماذا جري ؟!! ......كان لابد من مجابهة تلك الحكومة بهذه العقلية بالذي تفهمه وهو الوقوف في وجهها بصلابة فكان ما كان من موت ودمار من الطرفين وهل ينكر محدثي مقتل الشباب الشماليين من الجامعات وبعض أساتذتهم الذين خدعهم أباليس الإنقاذ أن يدخلوهم جنان وفراديس أبوابها مفتوحة بأرض جنوب السودان!!!! ومنهم علماء: مثل د. محجوب حاج نور عميد كلية القانون جامعة الخرطوم ،د. محمد عمر أحمد والوزير السابق ،د. محمود محمد شريف مدير الهيئة القومية للكهرباء وآلاف الطلاب رأحت أرواحهم ضحايا في محرقة الإنقاذ مثل أبو دجانة عبد الرحمن و علي عبد الفتاح والقائم يطول ويتمدد ومن العسكر ضباط كبار كالعميد طيار مختار محمدين في عهد ود المهدي ومن الجنوب مثلهم قد قتلوا... فقط الفرق بين موت هؤلاء واؤلئك هو من اجل ماذا قتل الإنقاذيون في المقام الأول لو كانوا يعطون الناس حرياتهم علي طبق من الذهب الخالص كما يتوهم أخونا عبد العظيم أو كما يخدعه كتاب و إعلام الخرطوم الذي يضلل مواطنيه بكرة وعشية!!!.... . وأما الفساد فلا نكر أبداً ولا نقول أن ليس هنا فساد ومفسدين بل أزيدك علما أن فينا هنا مصابين بمرض الأيدز وفينا من يشربون الخمر ويسكرون لأنهم غير ملتزمين بقواعد الدين والضوابط المجتمعية ..هذه كل حقائق وأمراض نعترف بها ونقر أنها موجودة في مجتمعنا ونحن نتحدث عنها جهاراً نهاراً في كل منبر اعلامي متا ح لنا وبالتحديد جريدة المصير التي تصدر من جوبا وكذا الموقع الالكتروني لنفس الجريدة ...نقر بهذا وذاك لأن بلادنا تُحكم بقوانين وضعية كتبناها نحن بأيدينا وليست قوانين تدعي القدسية وخلوها من معصية ويتقمص منفذوها نفس القدسية فإن انتقدهم الرعية قالوا:كيف يكون هذا ونحن من نحكم بشرع الخالق الحكيم الذي لا يخطي ولا عن صائبِ عملٍ وقولٍ يميلُ أو يحيدُ !!!!..في ظل هذه الشريعة تمارس حكومتكم العنصرية العربية البغيّضة فتغتصب إنتقائياً النساء الافريقيات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق،في ظل دولة الشريعة هذه إباحيات تداني ما يمارسه الأوربيون في باريس او لندن، في ظل دولة ظل الله علي الأرض تمتلئ دورٌ رعاية إجتماعية بأطفال لقطاء مجهولي الأبوين،في دولة ... يخشي الناس الحديث عن هذه المشاكل علناً لأن الدولة تدعي العفة والإيمان والطهر ويمدون فيها في المقابل ألسنتهم ليتحدثوا عن عيوب الآخرين كثيراً ويملأون الدنيا القريبة والبعيدة بها ضجيجاً ... لو تعيبون علينا عدم قدرتنا الآن علي توفر المقومات الاساسية لدولتنا الوليدة فهل كانت هذه الرقعة الجغرافية المسماة حينها بالجنوب قادرة علي توفيرها أيام سلطان الخرطوم عليها وإذا كانت الايجابة بلا فمن كان مسؤولاً عنه..ما أنطبق علي الجنوب ينطبق الآن علي الاقاليم للسودان المتبقي وأكيد لو قدر الله أن ينفصل أي منها ستكررون نفس السيناريو وستعيبون عليه ضعفه الذي هو ضعف واضح و ناجم عن ظلم الجلابة له من الخرطوم من لم يوزعوا موارد البلاد علي كل اركانها بتساوي... ,اما حماقة زعمائنا وبالتحديد فيما اشرت اليه وهو قفلهم صنابير البترول فأنت أيها السيد الكريم لم تذكر لنا لماذا فعلوا ذلك؟ وأعرف لماذا لم تتطرق الي السبب لأنك خشيت وتحاشيت ذكر عملية سرقة البترول المقرونة بالقرار و التي بها أقدمت عليه طقمة الإنقاذ فقط في بحر شهور معدودة بعد أن اجبرتهم علي فعلهم هذا الضائقة الاقتصادية بعد خروج ايرادات النفط الجنوبي من موازنة دولتهم،نعم واجهتنا بعض الصعاب الإقتصادية بعد وقف ضخ البترول ولكننا والله لم يجبرنا ظرفنا علي سرقة دجاجة أحد ناهيك عن آلاف الأطنان من بترول غيرنا!!!! مؤخراً تم الاتفاق ألا يسرق أحدٌ برميلَ نفطٍ لأحدٍ وإلا فسوف يعتبر من يقوم بذلك مجرم حرب مثله مثل الذين أتهموا من قبلهم من قبل المحاكم العدلية الدولية !!!! أما أن الحركة لم تكن تحتل أي مدينة في جنوب السودان عند التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل فلست أدري ماذا أقول للأخ أحمد ولكن مجرد استفسارات بسيطة تمر ببالي الآن وهي: ماذا يقصد السيد أحمد بالاستيلاء والاحتلال علي المدن؟ هل يقصد نفس المعني الذي نعرفه كمدلول لهذه المفردة وهو دخول جيش ما مدينة ما او موقع ما بقوة السلاح واحكام السيطرة عليها/عليه؟ لوقال نعم هذا هو؟ فماذا سيقول عن وجود جيش الحركة الشعبية حينه ليس فقط في المدن الجنوبية بل في المدن الشمالية كهمشكوريب،الكرمك والقيسان وكاودا.....وأما في الجنوب فنحن هنا نتحدث عن ولايات كاملة كانت تحت سيطرة الحركة الشعبية كولاية غرب الاستوائية التي لم يُدفن واليها المعين من قبل الخرطوم فيها والذي ظل يحكم ولايته من علي بعد ( اللواء ازايا بول) لأنهم لم يسيطروا علي شبرٍ واحدٍ ليواروا جثمانه الثري بها!!! وأما عن مدينة ياي فحدث ولا حرج :ما يقارب ثلاثة آلاف جندي في معركة ليلة واحدة يؤخذون عنوة وإقتداراً اسري حرب ...بالله سِلْ الطيب سيخة ناطق حكومة الخرطوم الرسمي في ابريل عام 1997 عن ياي وما ادراك ماذا حدث في ياي..وأما أن اليهود في اسرائيل والامريكان أسيادنا نقول لك أخي احمد اذا كنا نقبل بالآخرين أسيادنا لنا فلماذا لم نقبل بالجلابة اسيادنا وأوصياء لنا وعلام كانت الحروب وبحور من الدم بيننا وبينهم ولو نحن خدام لأسرائيل فقط لأن لنا معها علاقات دبلوماسية مثل ما لدينا مع الخرطوم وسائر دول العالم فماذا يسمي حكام الخرطوم الذين زودوا اليهود بقوة بشرية ضاربة( اليهود الفلاشا) من تستخدمهم الآن إسرائيل لقمع عرب غزة في فلسطين ،عيب الكثيرين من أهل زاوية عبد العظيم ،كما نري نحن سكان هذا الركن ، خوفهم الدائم من ذكر الحقائق ودفنها وتركهم لأذيالها خارجاً ؟!! ... وأما بلاوينا التي أرادت حكومة البشير التخلص منها والي الأبد كما ذكرت فنعتقد أن أولي بلاوينا هي قولنا لا للظلم والإضطهاد وحشر اصابعنا في اعين من لا يسمعون،من يتجرأون علي ظلمنا..نحن ذهبنا ببلاوينا فهل خلت الخرطوم من البلاوي من بعدنا ؟وإذا كان البلسم الناجع والشافي الذي لا دواء بعده لعلاج البلاوي في يد الخرطوم هو بتر هذا الجزء أو ذاك من السودان فهلا حدثتنا أحمد متي ستدخل كل من دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان عيادة نطاسكم الذي يعالج كل بلوي بأستئصال وبتر وقطع...... وأخيراً يبدو أننا قادرون علي رد كل إساءة منك مستر أحمد بطريقة حضارية ما استطعنا إليها سبيلاً حد المطلوب ومع اختلافنا في هذا أو ذاك فسوف يبقي المعترك في إطاره السياسي الضيق وبيننا (جنوبيين وشماليين عاديين) الكثير والكثير جداً ما يجمعنا ويقربنا