· رغم معرفتي القديمة بالاستاذة شيخة بنت عبدالله المسند رئيس جامعة قطر وقد اجريت معها مايو 1998 حوارا مطولا ضمن سلسة حوارات لجريدة الشرق بعنوان " القيادات النسائية " بصفتها رئيس لمجلس امناء اكاديمية قطر الوليد البكر " لمؤسسة قطر للتربية والثقافة والعلوم " قالت فيه ان للاكاديمية منهاج يمازج بين المعاصرة والارث الحضاري ومسعاها الاستجابة لمستزمات التنمية السليمة ببرانامج متخصصة لحل صعوبات التعليم ورعاية الموهوبين وفي 2001 حازت المسند درجة الاستاذية وهي نائب لمدير جامعة قطر للبحوث وخدمة المجتمع فبعثت لها برسالة تهنيئة جاء فيها " هي سانحة لنقول لكم انه ومن خلال متابعتنا لجهودكم لبناء قاعدة تربوية وتعليمية تزيد قناعتنا ان المرأة القطرية مؤهلة لإتيان النجاحات لصالح مجتمعها ". · خلال الاربعة عشر عاما ويزيد لم يتجاوز دخولي للجامعة قاعة ابن خلدون ومتابعة الفعاليات والانشطة العامة وفي الاسبوع الماضي رافقت مؤسس كلية ام درمان للصحافة وتكنولوجيا الطباعة الاولي بالسودان وربما على مستوي الشرق الاوسط وفي آخر الدرج المؤدي لمكتب الرئيسة لفت نظري صور للمدراء السابقين د.عبدالله بن صالح الخليفي د. ابراهيم النعيمي د.عبدالله الكبيسي د. محمد الكاظم وكان ذلك دليلا لتأطير فلسفة إن الانطلاق للامام يعتمد على تراكم الخبرات والاعتراف بتوالي الخطوات وان البناء الناجح يعتمد على قوة دعاماته الاولية وامتداد ارث العطاء العلمي والجهد الانساني . · لم يكن بالممرات حراس وسكرتارية وجوه مكفهرة استقبلتنا بوجهها الصبوح المساعد التنفيذي مها فيضي وما ان دلفنا لمكتب " شيخة " إلا وكانت بابتسامتها الخجولة وتواضعها الحميم تستقبلنا وتقدم لضيفتي بكلمات مؤجزة هذه " جامعة قطر ومساراتها " وللحقيقة لم أكن مندهشة لمتابعتي لكثير من الانجازات في صرح الجامعة الوطنية التي تأسست العام 1973 وما حققته من تطورات إن كان على صعيد مناهجها وادواتها وكوادرها الفنية والادارية ونوعية طلبتها واساتذتها . · ولست في مجال رصد نجاحات او اخفاقات ولكن ما لمسته ان المسند لها همة عالية وارادة قوية وتواضع ملموس تكاد تشق سقف المستقبل للاتيان بالنجاحات وتتمتع بجدية والتزام تحسد عليه في زمن كثرت فيه الهلاميات وزادت الانزلاقات وتراصص المنظرون . · ان حقل التعليم لا ينتج سريعا وهو زرع لا يحين قطاف محصوله باكرا خاصة مع المتغيرات المتسارعة في عالم المعرفة والاكتشافات العلمية وقطر تشرئب بعنقها وبقوة بناتها ورجالها الخلص وارادتهم وعملهم الدوؤب لتفسح لنفسها مجالا واسعا رصينا في محيطها العربي والاقليمي العالمي وبحراك متسارع في صناعة التعليم والصحة يصنعه ذو الهمة العالية .. · إن المؤسسات التعليمية العريقة تقوم على الاستراتيجيات والبحث العلمي المنضبط وبناء شراكات اصيلة بين الاساتذة والطلبة وبينهم واركان المجتمع والمتعلمين وبين بعضهم البعض وشيخة حاملة درجة الدكتوراه من جامعة دورام بالمملكة المتحدة عام 1984 عن رسالتها " تطور التعليم الحديث في دول الخليج خصوصا تعليم المراة " ونشرت ابحاث واوراق عمل بدوريات علمية عالمية معروفة والكثيرون يتابعون مساهماتها العامة في حقول التربية والتعليم والقضايا المجتمعية وتأصيل العادات والتقاليد الخ مما يجعلها المرأة المناسبة في هذا المقعد الرفيع المحتاج للجهود المتصلة ووفق قيم اكاديمية متعارفة .. فقط مددوا اياديكم لاجل هذا وكثير غيره بالمؤسسات التعليمية والعلمية واتركوا رمي الاشجار المثمرة بالحجارة فقد تجاوز الزمن مثل هذه الافتراضيات لان القطارات تتحرك سريعا تاركة الاوراق المتساقطة. · كان لابد من القيام بجولة سريعة بين اروقة المباني وتوسعات ستلبي الحاجة المستقبلية للجامعة وخرجت بقناعة بان " المسند " تقود دفة سفينة تمخر العباب وسط عواصف وعثرات لكنها أهلا للقيادة المنضبطة طالما الاروقة والممرات وحجرات المحاضرات تعج بالعقول النيرة المتطلعة لعناق قرص الشمس وغدا لناظره قريب .. ووعدا للقراء ان ننقل من وقت لاخر نبض هذه البقعة " جامعة قطر " طالما ابوابها مفتوحة للجميع والصلاحيات وبحسب رئيسة الجامعة بايادي عمداء الكليات ورؤساء الاقسام ووفق خطط واضحة المعالم وتطلعات مشروعة لجيل الغد. · · عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : كم انا عاتبة على قلمي مرور 14 عاما ما بين حواري الاول وهذا اللقاء السريع لكنها سانحة لاقول بيض الله وجههكم " شيخة " وسدد خطاكم لبناء مؤسسة تبني العقول بعلمية وتصقل الشخصية بالارادة انه تحدي حقيقي .