! ولو كان خليل فرح حاضراً بيننا هذه الأيّام ، لأنشد محرّضاً للنضال ضد العدوان الإسرائيلى ومُنافحاً فى حبّ الأوطان ، وفى الدفاع عن الحقوق، بما فى ذلك الحق فى حريّة الصحافة والتعبير. ولأطلق " الخليل الفرح " عقيرته الصدّاحة بالغناء الصدوق : " غزّة فى هواك ...غزّة نحن الجبال ...وللبخوض صفاك ...غزّة نحن النبال " .. وصفاء غزّة الذى خاض فيه العدوان الإسرائيلى وعربد هو المؤسّسات الإعلاميّة التى شنّ عليها غاراته البلهاء ، قبل أيذام فدمّرت (الآليات ) الإعلاميّة وأصابت ما لا يقل عن تسعة صحفيين ( فى مقتل ) ومنعت وسائل إعلاميّة محليّة ودوليّة من العمل !. وهذه الجريمة النكراء،ليست الأولى من نوعها - ولن تكون الأخيرة - فقد سبقتها وستلحقها إعتداءات تؤكّد - فى كل مرّة - أنّ إسرائيل وجيشها لا يفرّقان " بين كاميرا التصوير التى يحملها صحفى مُحترف ، وبين منصّة الصواريخ التى ينصبها مقاتل فلسطينى "، كما حدث لمصوّر وكالة رويتر فضل شناعة قبل أعوام وغيره من الصحفيين !. وقد شهد العالم أجمع وعاش فظاعة وصدمة ، وصول الصواريخ الإسرائيليّة لأهدافها ( المدنيّة ) لعدة مؤسسات إعلاميّة فى أحد المبانى فى غزّة من بينها مقار ( سكاى نيوز أربيا) و( التلفزيون الألمانى آى آر دى ) ومكاتب قنوات ( إم بى سى ) و( العربيّة ) و( تلفزيون أبوظبى) و(روسيا اليوم ) و( وكالة أنباء معاً) وغيرها من مؤسسات ووكالات أنباء فلسطينيّة ودوليّة ... وهذا الإعتداء - مهما كانت دوافعه ومبرّراته - مُحرّم و مُجرّم بموجب القانون الدولى الإنسانى لكون المؤسسات الإعلاميّة المُستهدفة و " المقصوفة " تحظى بالحق فى ذات الحماية التى يتمتّع بها المدنيون، ولا يمكن ولا يجوز إعتبارها " أهدافاً عسكريّة "، حتّى وإن كانت المؤسّسات المُستهدفة " مقرّبة " من حركة ( حماس ) كما تدّعى إسرائيل فى حالة (فضائيّة الأقصى) فالهدف من هذا القصف الوحشى- بإختصار- هو إسكات وسائل الإعلام ومنعها من أداء واجبها وحقّها المشروع فى نقل الأخبار!. على العالم وحكوماته وشعوبه ومؤسساته الدوليّة العمل الجاد على إلزام إسرائيل بإحترام مبدأ حماية الصحفيين ووقف إستهداف الصحفيين والمؤسسات الصحفيّة فى غزّة وغيرها.وعلينا فى المجتمع الصحفى مواصلة رفع الصوت عالياً ضد كافّة الإنتهاكات ضد الصحافة وحُريّة الصحفيين ضد الإعتداءات الإسرائيل و غير الإسرائيليّة ، والإصرار على مواصلة القيام بدورنا كاملاً غير منقوص مهما كانت التضحيات والتحدّيات. وإيّاك أعنى يا " إسرائيل " فى "غزّة " ، فأسمعى يا جارة فى جنوب كردفان أوالنيل الأزرق !. وتبقى ( غزّة ) كما ( عزّة فى الفؤاد ...دوا يشفى الوبال ) !.