القاهرة أكد السفير أنتونى كون سفير جمهورية جنوب السودان بالقاهرة حرص جوبا على تطبيع العلاقات مع الخرطوم والدفع بها نحو الأمام لجهة الوصول الى جوار آمن وتبادل للمنافع تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين، وأشار خلال حديثه في ندوة نظمها أمس الثلاثاء المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط بالقاهرة حول تطورات الاوضاع فى دولتى السودان الى أن مصالح الدولتين مرتبطة ببعضها، وقال أن جنوب السودان سيعمل على تنفيذ إتفاقية أديس أبابا الموقعة بين الدولتين في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي، مبيناً أن جوبا كانت قد قررت إستئناف ضخ النفط في الخامس عشر من الشهر الجاري إلا أنه تأجل بسبب ظهور موقف جديد من الخرطوم ربطت خلاله مرور نفط جنوب السودان عبر أراضيها للتصدير بحسم الملف الأمني فيما يتعلق بفك الإرتباط مع الحركة الشعبية شمال السودان، وذكر أن جنوب السودان في إنتظار رد كتابي من الخرطوم حول هذا الأمر. ونفى السفير أنتوني وجود أزمة هوية في جنوب السودان، وقال : ( هويتنا أفريقية ومتجسدة في ثقافتنا وتركيبتنا) مؤكداً إعتزاز جنوب السودان بهويته الإفريقية. وأقر سيادته بوجود فساد في جنوب السودان إلا أنه عزا ذلك الى حداثة الدولة وعدم إكتمال أجهزتها، وأكد سعي الحكومة لإيجاد الحلول لهذه القضية، مبيناً أنه تم إنشاء مفوضية لمحاربة الفساد والرقابة الإدارية، كم أقر بوجود أزمة إقتصادية نتيجة فقدان موارد البترول الناجم عن وقف ضخ النفط للتصدير عبر دولة السودان، إلا أنه أكد سعي حكومته لإيجاد موارد أخرى. وأكد السفير أن المشاركة السياسية في جنوب السودان أفضل بكثير من المشاركة السياسية في العديد من الدول التي سبقته في الإستقلال، مشيراً الى مشاركة كل القبائل وكذلك المرأة والأحزاب السياسية المختلفة. وجدد السفير أنتوني حرص جنوب السودان على التعاون مع مصر في مجال مياه النيل، وأوضح أن تنفيذ مشروع قناة جونقلي سيحدث تغييرات بيئية يمكن أن تجبر القبائل التي تعتمد على الرعي وصيد الأسماك الى البحث عن مصادر أخرى باللجوء الى أراضي قبائل أخري زراعية مما سيسبب مشاكل ونزاعات فيما بينها فضلاً عن فقدان الثروة الغابية، نافياً وجود أي دور لإسرائيل في عدم تنفيذ مشروع قناة جونقلي كما يروج في بعض وسائل الإعلام. وأكد الدكتور حلمى شعراوى خبير الشئون الافريقية أهمية التعاون بين مصر وحكومة جنوب السودان باعتباره بوابة مصر لأفريقيا، وأضاف أن التعاون الوثيق مهم جداً، ونبه الى أهمية أن تكون هناك نظرة جديدة من مصر تجاه حكومة جنوب السودان. وأقترح الدكتور سيد فليفل العميد الأسبق لمعهد الدراسات والبحوث الافريقية تعيين مبعوث رئاسي خاص لمياه النيل يكون متفرغاً لمهمته من أجل تحقيق التعاون فى مجال الأمن والتنمية، مشيراً الى حدوث تغييرات وتحولات فى دول حوض نهر النيل، ونبه إلى أهمية أفريقيا بالنسبة لمصر، وقال انها تمثل الكيان والبنيان وان مياه النيل هى الوجدان لمصر، مؤكداً أن مصر ليست وسيطاً بل هى شريك. إعلام سفارة جمهورية جنوب السودان بالقاهرة