بسم الله الرحمن الرحيم آن الآوان لكى تردوا الأمانات لأهلها ! اليوم خمر وغدا أمر ! بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس جاء فى حلية الأولياءوطبقات الأصفياء للحافظ أبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى المتوفى سنة 43 هجرية الأتى : أبو الدرداء : ومنهم العارف المتفكر العالم المتذكر عرف المنعم والنعماء وتفكر فى صنائعه السراء والضراء وأمق العبادة وفارق التجارة داوم على العمل إستباقا وأحب اللقاءإشتياقا تفرق من الهموم ففتح له الفهوم أبو الدرداء صاحب الحكم والعلوم . وقد قيل : إن التصوف مكابدة الشوق إلى من جذب إلى من فوق ! عبد الله بن عباس : ومنهم اللقن المعلم فخر الفخار وبدر الأحبار وقطب الأفلاك وعنصر الأملاك البحر الزخار والعين الخرار مفسر التنزيل ومبين التأويل المتفرس الحساس والوضئ اللباس مكرم الجلاس ومطعم الناس عبد الله بن عباس رضى الله عنه . وقد قيل : إن التصوف المنافسة فى نفائس الأخلاق وفض النفس عن أنفس الأعلاق . هذان النموذجان من الصحابة العلماء الأجلاء فيض من قيض ولاحقا سأتناول الأمام مالك بن أنس والأمام أحمد بن حنبل إن شاء الله أما علماء اليوم وبالذات بعض علماء السودان نراهم يتسابقون ويتبارون فى كسب ود الرئيس البشير والتقرب إليه زلفى بدلا من أن يسعى إليهم طلبا لمشورتهم ونصيحتهم هم يهرلون إليه ونسوا أن العالم يزار ولا يزور حقيقى إن العلم يزار ولا يزور ولنا فى إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس أسوة حسنة هاكم قصته مع الخليفة هارون الرشيد : يروى من أن الخليفة هارون الرشيد قدم إلى المدينةالمنورة وكان قد بلغه أن الإمام مالك يقرأ الموطأ على الناس فأرسل إليه البرمكى وقال له : أقرأعليه السلام وقل له يحمل إلىً الكتاب فيقرأه علىَ فأتاه البرمكى فأخبره فقال الإمام رضى الله عنه أقرأ على أمير المؤمنين السلام وقل له : إن العلم يٌزار ولا يزور وإن العلم يٌؤتى ولا يأتى . فقصد هارون الرشيد منزل الإمام مالك وأسند إلى الجدار فقال له الإمام مالك : يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله صلعم إجلال العلم . هذا هو الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وهوالذى بشر به النبى صلعم بقوله : { يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة } . وقال النضر بن شميل سمعت هارون الرشيد يقول : ما رأيت فى العلم أهيب من مالك ولا أروع من الفضيل . أما الإمام أحمد بن حنبل فقد أبتلى فى موقف شهير وخطير وهو موقفه من فتنة خلق القرآن فصمد وصبر وأخيرا إنتصر وظفر . أما الخليفة هارون الرشيد فكان دائما منصتا ومستمعا للنصائح والمواعظ وكان كثير البكاء جم التواضع فقيل له : إلى ديان يوم الدين نمضى وعندالله تجتمع الخصوم فعش ما با بدا لك سالما فى ظل شاهقة القصور يسعى إليك بما إشتهيت لدى الرواح فى البكور فإذا النفوس تقعقعت فى ظل حشرة الصدور فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا فى غرور قال إبن حبان : { وكان نقش خاتم هارون الرشيد } بالله ثقتى . كان حال علماء الأمس الخوف والهروب من الدنيا ولا يطلبونها بل يفرون منها أما بعض علماء السودان اليوم يحبون الدنيا ويطلبونها ونقول لهم القرآن حكم بيننا هاهو يذكركم : [ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله ] 165 البقرة الجزء الثانى . أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر إذا كنتم أكثر حبا لله قولوا الحق للرئيس البشير ولا تأخذكم فيه لومة لائم صحيح اللهم لا شماتة فى المرض فأنه إبتلاء وبلاء وفى ذات الوقت إنه إشارة فإن كان ذلك كذلك قولوا له اليوم قبل الغد : آن الآوان لترد الأمانات لأهلها فقد إنتهى زمن الرقيص ماعاد اليوم خميس صفقه ورقيص اليوم خمر وغد أمر! أيها العلماء إختشوا من الله ولا تختشوا من البشير [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ]28 سورة فاطر . والعلماء ورثة الأنبياء . ألا هل بلغت اللهم فأشهد . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس