* ليس أمامنا الا أن (نرمي لقدام) من أجل إبقاء الأمل في غد أفضل مضيئاً في دواخلنا يشع بنوره للآتين من بعدنا وهم يبنون مستقبلهم بعيداً عن الضغائن والفتن والكراهية المصنوعة. * لن نمل السعى من أجل مد جسور المحبة والسلام والأخاء خاصة مع أولئك الذين خرجوا من رحم السودان القديم ، تماماً كالأبناءعندما يكبرون ويشرعون في بناء أسرهم الخاصة دون أن تنقطع أواصر الصلة بينهم وبين أبائهم. * كان هذا موضوع الندوة التي نظمتها أمس السبت جمعية الأخوة السودانية الشمالية الجنوبية بقاعة الشارقة بالخرطوم تحت عنوان (دور الإعلام في تطوير العلا قات الشمالية الجنوبية) التي إبتدرها أستاذنا الكبير محجوب محمد صالح رئيس الجمعية - بارك الله في أيامه وأعماله - وهو يؤكد أن ماتم نتيجة إنفصال الجنوب ليس سوى ترتيبات دستورية تم بموجبها إنشاء دولتين في وطن واحد ، لكن العلاقات المجتمعية بين السودانيين في البلدين لم تتأثر، وأن هدفنا وسعينا في جمعية الأخوة السودانية الحفاظ على هذه العلاقات وتمتينها وتطويرها. * الندوة عبارة عن لقاء ابتدائي تشاوري لتأسيس برامج وخطط لتعزيز العلاقات الأخوية التي تربط بين أبناء الشمال والجنوب ومد جسور الثقة والتعاون والتكامل والإعتماد المتبادل والتحضير للقاء قادم مع بداية العام الميلادي المقبل يضم صحفيين وإعلاميين من البلدين لدفع الحراك الصحفي والإعلامي نحو هذه الأهداف والبرامج والمصالح المشتركة من أجل الإنسان السوداني في بلدينا. * قدمت في الندوة أوراق مهمة وغزيرة بالإضاءات للصحفيين والإعلاميين وهي ورقة الدكتور الطيب حاج عطية عن(إلتزام المهنية الإعلامية في التعامل مع أطراف النزاع) وورقة الأستاذ عمر شمينا حول (ضوابط حرية التعبير والإعلام) وورقة الأستاذ فيصل محمد صالح عن(دور الإعلام في مجتمعات ما بعد النزاع) وورقة الأستاذ محمد محجوب هارون حول( إتفاقية التعاون بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان - الآفاق المستقبلية للتعاون). * لن أستعرض هنا هذه الأوراق المهمة ، يكفي أن أقول هنا أنها أضاءت الطريق للحراك الصحفي والإعلامي المطلوب لصالح الإنسان السوداني في الشمال والجنوب ، إضافة للمداخلات الثرة التي قدمها الحضور النوعي للمساهمة في إنجاح هذا المسعى الطيب للحفاظ على العلاقات الإنسانية والإجتماعية الطبيعية التي لا إنفصام لها بين السودانيين الذين فرقتهم الأطماع الجهوية وتشاكس الحزبين الحاكمين في بلدي السودان اللذين إقتسما (كيكة) السودان وما زالا يتشاكسان دون إعتبار لأثر ذلك على وحدة وسلام ومستقبل الإنسان السوداني في بلديهما. * رغم أسباب التشاؤم القائمة - حتى بعد إتفاق التعاون بين حكومتي دولتي السودان في سبتمبر من هذا العام - تسعى جمعية الأخوة السودانية للبناء على هذا الإتفاق ودفعه وإستكماله مستهدفة دفع الحراك الصحفي والإعلامي وتبني مشروعات شراكة إقتصادية إستراتيجية وإحياء علاقات ثقافية وفنية ورياضية وتمتين أواصر صلات التداخل الأسري الإجتماعي القائمة أصلا في مناطق التمازج بعيداً عن الضغائن و الكراهية والعنف التي يغذيها الإنفصاليون من الجانبين. * نساند ما إستطعنا الى ذلك سبيلاً هذا المسعى الطيب وكلنا يقين أننا نستطيع بمشيئة الله ثم بعون المخلصين في البشمال والجنوب رغم دعاة الكراهية والعنف وإشعال الحرب بين بلدي السودان وتقسيم السودان الباقي.