*لاقتناعنا بأهمية الحراك الثقافي والسياسي والمجتمعي لبلادنا خاصة في هذه المرحلة التي تنامت فيها العصبية الفكرية والسياسية والقبلية والجماعات الانكفائية .. ندفع اية مبادرة نحو الاتفاق اللازم لحماية النسيج الاجتماعي والحفاظ على ما تبقى من السودان بعيدا عن ادعاء الوصاية ومحاولات اقصاء الاخر بالقوة. *ضمن هذا الحراك الايجابي تجيئ المبادرات الرامية للاتفاق حول الدستور ، ومن بين هذه المبادرات مبادرة المعهد الاقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الانسان بجامعة الاحفاد للبنات التي نظمت ندوة نهار امس بالتعاون مع طيبة برس بمقرها بالخرطوم بعنوان بناء السلام والدستور ونظام الانتخابات. *بعد كلمة الترحيب التي قدمتها الدكتورة بلقيس بدري مديرة المعهد تحدث الاستاذ عمر شمينا المحامي الذي استعرض تطور النظام الدستوري في بلادنا منذ دستور 1953م وحتى دستور2005م اوضح كيف ان الدساتير لم تستطع مخاطبة الواقع بما فيه من معضلات تتعلق بادارة التنوع وعلاقة المركز بالهامش الامر الذي افرز الجهوية المغلظة. *خلص شمينا في ورقته التي استعرضها في الندوة الى ضرورة تنادي اهل السودان للتفاكر حول النظام الانتخابي الامثل الذي يستوعب التنوع الموجود في المجتمع ويعالج اختلال علاقة المركز بالهامش وان يضمن كل ذلك في الدستور المنشود ، ودعا شمينا الى قيام محكمة انتخابات للنظر في الطعون في حيدة ونزاهة. *الدكتور الطيب حاج عطية طاف بنا في سياحة فكرية حول المفاهيم الدستورية واوضح الخلل الذي افرزته الممارسة في السودان نتيجة لتطبيق النظام الانتخابي ومحاولات معالجته عبر ادخال دوائر الخريجين ثم اعتماد نظام التمثيل النسبي ، وقال ان المشكلة الاساسية التي ما زالت تهدد السلام الاجتماعي هي غياب ثقافة الديمقراطية التي تبدأ منذ بدء علاقة الأنا بالآخر ، مؤكدا اهمية اشاعة ثقافة الديمقراطية الاهم لبناء السلام الاجتماعي وقبول الاخر بكامل حقوق مواطنته ، وقال ان الخلاف سمة طبيعية في المجتمعات لكن المعضلة تظهر عندما يدخل العنف كوسيلة لحسم الخلاف. *خلص الدكتور الطيب الى ضرورة الاتفاق على نهج التعاقدية السلمية التي تتطلب تفاهم الحاكمين والمحكومين والجلوس حول مائدة مشتركة للاتفاق على دستور يستوعب واقع التنوع والخلاف،ونبه الى خطورة انسداد وسائل الاعلام امام الاخر وان يتحول الحوار المتاح الى (حوار طرشان) *القت ندوة بناء السلام والدستور ونظام الانتخابات بحجر مهم في بركة الساكن السياسي والتشريعي المشحون للاسف بالعصبية الفكرية والسياسية والقبلية التي افرزت كيانات وجماعات رافضة للاخر ومعادية له..باتت تهدد وحدة وسلام وامن ومستقبل السودان. //////////////////////// بله