السكران خلاف الصاحى،والسكر نقيض الصحو،وبالامكان تقسيمه الى ثلاثة : 1/ سكر الشراب 2/ سكر المال 3/ سكر السلطان .فى الأحوال الثلاثة يعتبر المرء مدمن لشىء منهم، ومن الصعب تحديد مفهموم الأدمان،لأنه يختلف من الناحية اللغوية،فمنها اساءة الاستعمال ، الاستعمال الخاطى ، الاستعمال الطبى والاستخدام القهرى. ويختلفها باْختلاف من يعرفها - رجال القانون ،أصحاب الطب النفسى ،علماء الأدوية ،علماء الأقتصاد وعلماء الأجتماع. فالادمان بالنسبة للطبيب : مشكلة صحة عامة يؤدى الى أمراض جسمية كالكبد،والجهاز المعوى والتنفسى والهضمى ....الخ، أما لرجال القانون : مخالفة وخروج عن القوانين والأعراف التى ارتضاها المجتمع كالمجتمع السودانى، وبالنسبة لأصحاب الطب النفسى : اعتماد قهرى على السموم يستوجب العلاج للتخلص منها، وحالة عقلية تنتاب انماط معينة من الناس الذين لهم شخصيات معتلة. وبالنسبة لرجال الاقتصاد : نقص فى الانتاجية،وسوء فى توزيع الدخل وتعطيل للقوى البشرية المنتجة. أما الادمان : فهو اضطراب خطير فى الشخصية، يجعل الفرد يفضل الاشباع العاجل على الاشباع الآجل،ومشاعر احباط اجتماعى ومعاناة من المرض النفسى،وقلق حاد واضطراب عقلى لفترة طويلة، والادمان مشكلة أساسية من مشاكل الصحة النفسية،وسوء التوافق،ونوع من حل الصراعات والتخلص منه هو اعادة لتنظيم الشخصية أو تقويتها. من هو المدمن؟ · هو شخص فى المجتمع غير متزن – غير واضح وغير مستقر ومتناقضاّ مع نفسه. · أنانى يركز على ذاته دون أدنى اهتمام بمصالح الآخرين، ولايهتم الا بمشاكله وأموره الخاصة به. · يفتقر الى النظام الذاتى وقدرة الارادة والطموح، ولاتتوافر لديه الثقة بالنفس، ولا الايمان بشخصيته ويتجنب المسئولية. · شخصية انسان يحب نفسه فقط ويكره المجتمع، وله سلوك انحرافى واجرامى، مادام يخدم أغراضه الخاصة، ولايشعر بأى ذنب فى اساءاته للمجتمع ، لايخاف ولايخجل على حسب المثل (الاختشوا ماتو) ،عدوانى ، مرتشى.....الخ. الصادق المهدى سكران ديمة ومدمن الفشل ويمارس الدعارة السياسية على اسلوب الدنيا مهدية !! هو رئيس حزب الأمة وزعيم أنصار المهدى ، وهو حفيد محمد أحمد المهدى مفجر الثورة المهدية فى السودان عام 1885،ولقد أستغل هذه المكانة المرموقة لدى السودانيين بأعتبار أنه من سلالة المهدى الكبير ليدخل بها فى دنيا السياسة الغزرة التى تمارس فى وطن أسمه السودان. وكان أولى لمساته السياسية،عندما تم تعينه رئيس حزب الأمة فى نوفمبر 1964 ، كما تم تعينه رئيساّ للوزراء عن حزب الأمة فى حكومة ائتلافية فى يوليو 1966- 1967 خلفاّ لمحمد أحمد المحجوب،كذلك رئيس للجبهة الوطنية بين عامى 1972- 1977 ، وأخيراّ رئيس وزراء السودان 1986- 1989. قبل الديمقراطية الثالثة عام 1986، لم يعرف الشعب السودانى الكثير عن الصادق المهدى، باعتبار أن الديمقراطية الثانية عام 1966 والتى كان هو أيضاّ رئيس الوزراء فيها كانت قصيرة ، أى أقل من العام ، وهى فترة قليلة لتقييم أدائه آنذاك. فبدأ خراب الديار عندما تسلق لقمة السلطة ليصبح رئيساّ للوزراء للمرة الثانية، وفى أقل من العام خان الأمانة التى أعطيت له من قبل الشعب السودانى الكريم، بما أن النظام الحاكم المتمثل فى المؤتمر الوطنى هو المسئول عن دمار وتفتيت السودان،الا ان الصادق المهدى هو نواة الدمار والانهيار للسودان، فالصادق المهدى منافق مع "أحترامى الشديد لعامل سنه" فهو لم يتطرق ولا مرة لهموم ومشاكل الوطن ، فعمل على مصادرة أراضى وممتلكات الوطن بحجة أنها تتبع للمهدى وأنصار المهدى ، بل ذهب بعيداّ اذ جاءت فكرة المليشيات فى عهده – عندما تم تسليح البقارة والمسيرية لقتال النوبة وتهجيرهم من أراضيهم ومصادرتها ، بواسطة فضل الله برمة ناصروزير الدفاع سابقاّ والقيادى فى و حزب الأمة حالياّ، وفى عهده أيضاّ تفككت المؤسسة العسكرية وانتشرت المحاباة والعنصرية،ناهيك عن الأنهيار الاقتصادى وبداية العد التنازلى لجمهورية السودان.زد على ذلك الخيانة العظمى عندما سلم السلطة للعسكر والإنقلابيين فى يونيو1989 . يتحدث الصادق- كثيراّ عن التغيير واسقاط النظام بالفم المليان،فمواقفه الضبابية الغير واضحة المعالم لاتحصى فهو المدافع الأول لأستمرار النظام ، لأنه جزء من النظام بمشاركة إبنه عبد الرحمن الصادق المهدى كمساعد لرئيس الجمهورية فى شئون الأمن ،وهذا الأبن اليافع لولا مكانة أبيه فى رئاسة حزب الأمة وزعامة الأنصار، لما حلم بهذا المنصب، لأن خبراته السياسية والعسكرية - لا تأهله بتقليد ذلك المنصب، والصادق المهدى نفسه، إذا لم يجد مصلحة ومنفعة من هذا النظام، لما أشرك أبنه نيابةّ عنه وعن حزب الأمة، ولكان أختار المنفى لمعارضة النظام من الخارج كما عودنا سابقاّ. يراوض الشك الكثيرون الذين مهتمون بالشأن السياسى حول- إنتماء المهدى الى التيار الأسلامى، وأنه إسلامى فى ويشاطر الأسلاميين فى السراء والضراء،والدليل على ذلك- زيارته للمرشد الأعلى للأخوان المسلمين فى القاهرة ليتشاورا حول سياسة الإسلاميين فى كل من البلدين،و"عند لقاءه التفاكرى مع مجموعة من الصحفيين السودانيين بالقاهرة،قال: إن صلاح قوش المتورّط فى الانقلاب الأخير عند زيارته له بمنزله بعد إعفائه من مستشارية الأمن،قال له: (النظام بلا رأس تعال قودنا) " المصدر- أفريقيا اليوم. فى الظاهر لاتوجد أى علاقة بين المهدى وصلاح قوش، فالأخير كان مدير جهاز الأمن السودانى عن حزب المؤتمر الوطنى،بينما الصادق المهدى معارض للحكومة عن حزب الأمة، أما فى الخفاء فهما شريكان فى السلطة والتوجه العام لسياسات الحكومة والإسلاميين.فالرجل خارج البلاد يقول عكس مايقوله بالداخل ،وعندما يأتى يقول كلام آخر يرضى النظام، فدائماّ حديثه له وجهين مع النظام وضده فى آن واحد،يصدر بيان مناهض للنظام ويكلف آخر يوقع عنه،أو ينفى تماماّ ما قاله جهاراّ نهاراّ . أصبح المهدى وحزبه - مثل الجوكر فى لعبة الكوتشينة،ويتفنن فى الأدوار ولعبة الكراسى، وهو شريك كل التيارات السياسية فى السودان، فمثلا مع النظام بأبنه عبد الرحمن،ومع المعارضة الآيسكريمية (قوى الأجماع الوطنى) بشخصه ، ومع المعارضة المسلحة (الجبهة الثورية) بأبنته مريم، وإلا كانت مذكرة التفاهم التى وقعها حزب الأمة مع حركة تحرير السودان القصد منها- تفاهم فى العلاقة العاطفية بين مريم ومناوى !!.