[email protected] في كل العالم لا تتهاون الدول في ردع الخارجين عن القانون وثوابت الدولة الوطنية ولا تستحي ولا تتردد في إستخدام أقسى العقوبات بل وشن الحروب المسلحة لأجل الحفاظ على هيبة الدولة وتماسكها ، رأينا النموذج الروسي عندما احتل بعض النواب مبنى البرلمان هناك معتصمين ، فما كان من السلطات الا تهديدهم بنسف المبنى فوق رؤوسهم ان لم يعودوا لرشدهم وقد كان أن عادوا .. شاهدنا النموذج الصيني في إعتصام بعض الشباب الصينيين داخل (الميدان الأحمر) بأن ضربوا بمدافع الدبابات فلم تقم لهم قائمة مرة أخرى ، قرأنا في الاخبار مؤخرا عن الحكم بالسجن المؤبد لمعلم صيني قرع جرس المدرسة قبل موعده بدقائق معدودة فسبب إرباكا للطلاب وللمدرسة.. سجن مؤبد بسبب قرع جرس!!! ونحن في السودان .. مجموعة من (النهابين) وقطاع الطرق يشكلون جبهة أسموها (ثورية) و(معارضة) ، يعتمدون في تمويلها و(تشوين) متحركاتها العسكرية على نهب الاطواف والأسطولات التجارية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.. مجموعة من (النهابين) الذين يقتاتون من معاناة وتشرد أهل السودان وتعطيل تنميته ونهضته بالإرتماء في أحضان الغرب بدليل تغيير خطابهم كل الفينة والاخرى فكلما نضبت (دولاراتهم) بدلوا وريقاتهم بأخرى ، فتارة يدعون للسودان الجديد و أخرى لاعادة هيكلة الدولة وأخيرا وليس آخرا الفجر الجديد !!! ... إنها وريقة صفراء أخرى ليتكففوا بها أسيادهم في الخارج مثلما يتكفف بعض المحتالين ب(روشتات) دوائية مضروبة لاستدرار عطف الناس ليمنحونهم المال . ان الوريقة الصفراء الأخيرة التي سموها هذه المرة بالفجر الجديد وبنظرة سريعة لها وبطرفة عين يتضح للقارئ مدى ركاكتها مضمونا وصياغة .. يقولون وعلى إستحياء بفصل المؤسسات الدينية عن الدولة دون أن يقولوا بعلمانية الدولة على الوجه الصريح ، لأنهم يعلمون بأن دعواهم هذه لا يؤمن بها الا من لف لفهم وهم قلة من الشيوعيين واهل اليسار الذين لا زالوا يواصلون دورهم الإنتهازي رغم صفعات الحركة الشعبية المتتالية لهم ، فهم لن يستطيعوا تقديم طروحاتهم الا من وراء جدر ، الركاكة تبدو واضحة في قولهم بفصل المؤسسات الدينية عن الدولة ،هل يقصدون دور العبادة ؟ هل يقصدون الوزارات المعنية بالشؤون الدينية والاجتماعية والاوقاف؟ ماذا يعنون بفصل المؤسسات الدينية؟ هل تبنى دور العبادة خارج المدن مثلاً ؟ هل يعني نفض الدولة يدها عنها والا توليها رعاية من بناء وصيانة وخدمات ووو؟ .. ركاكة في المبنى والمعنى.. وهاكم ركاكة أخرى يقولون في جزء آخر (تشجيع التعليم المختلط)!!! ..هل يعنى ذلك ان كل مشاكل التعليم في السودان في كونه غير مختلط؟ وهل الإختلاط مطلب شعبي ملح؟ ماهذه الأفكار (الفطيرة) والسطحية التي يفاجئنا بها كل مرة هؤلاء (النهابين)؟؟؟ دعك من الركاكة نذهب لجزئية أخرى من وريقتهم الصفراء لننظر في مستقبل السودان الغاتم الذي يبشرونا به ففي محور الجيش قالوا ) حل الجيش القومي وانشاء جيش جديد تكون نواته قوات الجبهة الثورية مع احتفاظ كل حركة بقوتها) .. سبحان الله ..هدم هيكل الجيش القومي ذو العقيدة القتالية الراسخة وبامكاناته البشرية والمادية المهولة وبتاريخه الناصع ليتحول لمليشيات حزبية كما كان يحدث في لبنان والان في سوريا والصومال!!! أي عاقل رشيد يوافقكم على هذا أيها (المخابيل)؟؟!! ، وهل وصلت بكم الحماقة لإستغفال الشعب السوداني الذي إنتفض عن بكرة أبيه لمجرد عدوان ولايام محدودة على مدينة طرفية إسمها (هجليج)!!! هل تريدون من ذات الشعب أن يوافقكم على ان تحلوا جيشه (ركازة) البلد لتعيث مليشياتكم فسادا في شوارع الخرطوم كما حاولت قبل قبل ذلك مليشيات خليل التشادية ومليشيات الحركة الشعبية الجنوبية؟؟؟!!!.. ألا تتعظون من هبات الشعب السوداني في مواجهة تلكم العداءات السابقة؟! ونأتي لبيت القصيد .. إذ قالوا في وريقتهم الصفراء بجعل (ميزة) لأبناء الهامش على أهل المركز و(أبناء الهامش) هو (إسم الدلع) لزنوج السودان ، فاذا كان خطابكم ودعوتكم موجهة لكل أهل السودان فلما التمييز؟ خاصة وأنكم تدعون بظلم (الجلابة) لكم!! فاذا كان خطابكم بهذه العنصرية الصارخة ما الذي يجبر (أبناء الجلابة) للتحالف معكم؟ وهم يعلمون انكم في المرحلة القادمة ستميزون الزنوج عليهم!!! مقالي هذا أيها السادة ليس تحليلا ولا تعقيباً ولا تفنيداً لما جاء في وريقة الفجر الجديد فهي أضعف من أن نريق فيها مدادا وكاتبوها والموقعون عليها (أهيف) من ان يتصدى لهم بالكتابة ، مقالي هذا موجه لحكومة السودان التي وعدتنا بأن عامنا هذا هو عام الحسم وقد صرح نافع علي نافع قبلا بأن لا يبقى شبر واحد من أرض السودان تدنسه أقدام (النهابين) والخارجين عن القانون .. فيا حكومتنا الرشيدة ابطشي بيد من حديد فلا يعجزنك هؤلاء الخوارين ومن تبعهم من إنتهازيين (خايبي رجاء) ، السودان في حاجة للنهضة والتنمية والعمران وهذا لا يتحقق الا بالإستقرار وفرض القانون وهيبة الدولة ، فلا تضيعوا ثانية من الزمن في مفاوضات او خطابات سياسية واعلامية ..دحر هؤلاء الشرازم المأجورين الذين إستمرأوا تقديم (الوريقات الصفراء) لأجل التسول باسم السودان ، دحرهم هو الأولوية الآن.