10/1/2013م (الباقر أحمد كرار- مركز حِرَاك للخدمات الصحفية) تشهد الساحة السياسية السودانية حراكاً حقيقياً عبرت عنه مجموعة التفاعلات الجارية بين الأطر التعبوية المعارضة، والتي تمخض عنها مؤخراً ما عرف بميثاق الفجر الجديد، والذي وقعت عليه الجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني في العاصمة الأوغندية كمبالا منذ بضعة أيام.. التقينا بالرفيق/ نصر الدين كشيب ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان بجمهورية مصر العربية ليحدثنا عن آخر المستجدات على صعيد المشهد السياسي السوداني عامة، والتفاعل السياسي والمدني السوداني بمصر على وجه الخصوص، فإلى مضابط الحوار.. س- كيف تنظرون إلى وثيقة الفجر الجديد؟ ميثاق الفجر الجديد يشكل قفزة نوعية في المشهد السياسي السوداني، وخطوة أولى نحو إسقاط نظام الخرطوم، فلقد اجتمعت الجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني بهدف بلورة مسار جديد يستقرئ عثرات الماضي في سبيل صنع الفارق السياسي، فلأول مرة تجتمع الحركات المسلحة والأحزاب السياسية الصرفة على هدف إسقاط النظام. وبهذا تثبت الجبهة الثورية المعارضة في كمبالا أنها ليست كما ادعى البعض جسماً دخيلا، حيث لعبت الدور الأكبر في الوصول إلى هذا الميثاق من أجل بلورة رؤية تجمع عليها كافة الأطراف. س- في رأيكم، هل شكل حفل تأبين د. خليل إبراهيم، والذي أقيم في القاهرة منذ نحو 10 أيام، فرصة لتوحيد صف المعارضة السودانية على اختلاف أطيافها؟ الاحتفالية أقامتها الجبهة الثورية بمشاركة عدد من القوى السياسية والمدنية السودانية بمصر، في إطار التأكيد على وحدة الغاية، وتوحيد كافة القوى السياسية المعارضة، وكانت احتفالية فريدة من نوعها ضمت العديد من القيادات البارزة، مثل القيادي علي حسنين والأستاذ كمال عمر، ولعل أبرز ثمرات هذه الاحتفالية تتمثل في ميلاد جسم موحد يضم كافة القوى السياسية والمدنية السودانية بمصر، سيعلن عنه خلال الأيام القادمة. س- كيف تفسرون عمليات القمع والاعتقال التي يمارسها نظام الخرطوم ضد كل من يجاهر بمعاداته؟ الحراك الذي يجري في السودان يؤذن بنهاية النظام، والاعتقالات التعسفية التي طالت ناشطين وحركيين تشي بأن النظام على وشك ان يلفظ أنفاسه الأخيرة. س- ما ردكم على اتهامات نظام الخرطوم بأن الحركة الشعبية- شمال ونظيرتها في الجنوب لم تمضيا بجدية فيما يسمى بعملية فك الارتباط ؟ تلك شماعة أخرى يعلق النظام عليها أخطاءه، نحن أتممنا عملية فك الارتباط منذ الفترة السابقة على انفصال جنوب السودان. أليس من العجيب أن تطالب دولة أجنبية بالتدخل لنزع سلاح حركة مسلحة تعمل داخل أراضيها؟! كل ما في الأمر أن نظام الخرطوم أراد أن تتم عملية فك الارتباط وفقاً لرؤيته. س- أحرزت قوات الجبهة الثورية انتصارات عدة خلال المعارك التي خاضتها ضد القوات النظامية، بماذا تفسرون هذا التراجع من جانب القوات النظامية ؟ هذا عائد إلى ضعف قوات النظام واليأس الذي دب في صفوف كوادره علاوة على غياب الغاية والرؤية الواضحة. فالجبهة الثورية تقاتل من أجل غاية. كما أنه لا يمكن للحكومة أن تقاتل على جميع الجبهات، والخلافات التي تدب في صفوف المؤتمر الوطني والضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد جميعها عوامل تسهم في إشاعة التذمر في صفوف الكوادر العسكرية النظامية. س- كيف تنظرون إلى وضع الحركة الشعبية بمصر ؟ الحركة الشعبية هي مكون رئيس من مكونات الحراك السياسي السوداني في مصر ونحن متواجدون هنا ولدينا قاعدة عريضة ونلعب دورًا محوريًا في كافة الفعاليات من ندوات ومؤتمرات ولقاءات جماهيرية، وكوادرنا تشارك بفعالية في الوقفات الاحتجاجية. س- ما تعليقكم على إعلان الحكومة رغبتها في إقامة ولاية غرب كردفان؟ إعلان إنشاء ولاية غرب كردفان جزء من استراتيجية النظام لخلق الفتنة بين أبناء الإقليم الواحد، كانت هناك دعوة لإدماج هذه الولاية باعتبار أن أبناء هذه المنطقة يتبعون للمؤتمر الوطني، إخراج هذه المنطقة من المفاوضات القادمة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني سيضر بالمنطقة ناهيك بحالة الفراغ الدستوري التي قد يتمخض عنها. س- هل هناك تعارض بين المفاوضات المزمع عقدها بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وبين الخط الذي تنتهجة الحركة الشعبية في إطار الجبهة القورية ميثاق الفجر الجديد؟ هذه المفاوضات الجارية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بموجب القرار 2046 من مجلس الأمن، وتركيزنا ينصب على المسار الإنساني، وإلا فلا حاجة لنا بالدخول في مفاوضات مع النظام. س- نظرتكم للقوى الشبابية التي بدأت في احتلال موقعها في المشهد السياسي السوداني؟ الشباب هم أمل الأمة وعمادها، ونحن في الحركة الشعبية نؤمن بأهمية الدور الذي يلعبه الشباب في السياسة، دونكم أحداث الربيع العربي، والتي أشعل جذوتها شباب يؤمن بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وكما ذكرت آنفا، سيكون هناك اجتماع موسع في القاهرة سيضم كل القوى السياسية والمدنية بهدف تكوين جسم معارض، وبطبيعة الحال ستكون الحركات الشبابية في طليعة القوى المشاركة. س- كيف تنظرون إلى العلاقة مع مصر؟ علاقتنا بمصر علاقة تاريخية. هناك الكثير من الاتصالات التي تجري مع القوى السياسية المصرية، وجميعها أبدت ترحيبًا كبيرًا بالتعاون مع الحركة الشعبية وتدرك أن المؤتمر الوطني لا يمثل لشعب السوداني. س- كيف تنظر إلى المفاوضات الجارية بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان؟ نتمنى أن تمر المفاوضات بين الشمال والجنوب بسلام بما فيه صالح الشعبين، هناك بند في قرار مجلس الأمن يربط مسار الاتفاق مع الجنوب بالحركة الشعبية (شمال) ، خاصة إذا علمت أن الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال يسيطر على 80% من المناطق الحدودية. س- هل هناك مجال للعودة إلى المشورة الشعبية؟! ومن يتحدث عن هذا المصطلح حاليا؟! هذا مصطلح عفّى عليه الزمن، ولقد أزلناه من قاموس الحركة الشعبية. س- يتحدثون في الخرطوم عن مشاريع تنموية من شأنها أن تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي السوداني؟ لا مجال للحديث عن تنمية حقيقية في السودان استنادا إلى مشاريع وهمية فاشلة، دونكم مشروع سد مروي، حيث اعترف أحد المسؤولين مؤخرًا بوجود مشاكل تقنية وفنية في بنية السد من شأنها أن تعيق عمل السد. حتى سد الروصيرص الحالي ستظهر فيه مشاكل مستقبلا حيث لم يتم تعويض أبناء المنطقة. موارد البلاد كلها تذهب في جيوب المتنفذين أو لتغطية نفقات أمن النظام، أكرر أمن النظام لا أمن الوطن. س- وأخيراً، ما موقفكم من الأنباء المتواترة عن محاولات انقلابية على نظام الحكم في الخرطوم، قام بها بعض ممن كانوا يحسبون على النظام في السابق مثل صلاح قوش؟ انقلاب قوش يدخل ضمن الديناميكيات الداخلية لبنية النظام، ولا يعنينا في شيء، ولن تشغلنا مثل هذه الأنباء عن غايتنا المنشودة والمتمثلة في الإطاحة بالنظام.