. فرح الناس البسطاء بما جرى في كمبالا وصدقوا ان الأحزاب الخرفة الصدئة قد أفاقد ودب فيها الروح الوطنية ولكن سرعان ما تبدد ذلك الحلم الجميل الذي يراود الملايين من شعب السودان في ان ينزاح عن كاهله هذا النظام الدموي الظالم الذي يأكل لحم الشعب السوداني ويستنفد قوته ويستهلك ثروته فسادا في مرضاة أسياده من المنظرين وأصحاب المشاريع الصهيونية والمؤتمر الوطني اضاع الوطن وشرد ابناءه كنا كغيرنا فرحين بحذر بما تم من توقيع للوثيقة موضوع الجدل السائد اليوم لكن شممنا فيها رائحة الخبث ينبعث من ثنايا التكوين وعزز شكنا فيها اشتراك الأحزاب الكبيرة ( حزب الاتحادي الديمقراطي - حزب الأمة – والمؤتمر الشعبي – الحزب الشيوعي السوداني ) وهم مواطنين داخل السودان ؟؟؟؟؟ وتلك الأحزاب إن كان تبدو معارضة للنظام جهرا ولكنهم يكنون له الولاء سرا وقياداتهم في واقع الأمر شركاء مع المؤتمر الوطني في خراب السودان. فحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي هو الذي سلم السلطة لجماعة الترابي 0 الجبهة الأسلامية القومية ) في 30/6/1989م واتت بمجموعة من العساكر في شكل ثورة اوهمت به الشعب السوداني اسمتها ثورة الإنقاذ هذا الاسم البطن يعني إنقاذ الوطن من الأخرين يعني عدم السماح لأبناء السوداني الآخرين ( أبناء الهامش وعلى وجه الخصوص الجنوبيين ) والعمل على منعهم عن المشاركة في حكم السودان وأن يظل هولا مواطنين من الدرجة الثانية وبلا حقوق. والإنقاذ كلمة أطلقت على ثورة وهمية قصد بها قطع الطريق على تنفيذ اتفاق الميرغني – قرنق 26-11-1988م حيث قيام المؤتمر القومي الدستوري يوقف الحرب ويسود السلام الدائم ولكن الجبهة الإسلامية في السودان وبفكرها عنصري المتأصل لم ترضى بذلك وتم اجهاض الاتفاق الوطني التأريخي في سيناريو طويل عريض تم تأليفه داخل البيوت التي ارضعت ابناءها العنصرية من ثدى امهاتهم تنظيرا وتطبيق فيما كان زعيم حزب المؤتمر الشعبي الشيخ الترابي هو العقل المدبر وصاحب التوجه الحضاري الفاشل . ورويدا رويدا اتضح لحزب الأمة أو قياداته العليا أن المؤتمر الوطني ينفذ جل اطروحاته العنصرية ونظرياته الإقصائية مثل المناداة بأحادية الثقافة العربية ( بعد فصل الجنوب لا نريد كلام مدغمس ) وغيرها من مشاريع بنات أفكار السيد الصادق ولكن للمفارقة انقلب السحر على الساحر وظل شيخنا كالحمار الذي يحمل اسفارا وهو الذي حضر هذه الثلة من العفاريت وجن وسلمهم مصير الشعب السوداني ثم تم دفع الشيخ من على متن المركب في عرض البحر وظل يسبح في امواج متلاطمة في عملية اغراقه في بحر الظلمات تم إقصاء سحر الشيخ من جذوره ولم يحظ بشيء غير الجعجعة، ومهما يكن فأنه يبقى الآب الروحي للنظام لأنه كبيرهم الذي علمهم السحر. ولقد كان ليشكل تواجد تلك الأحزاب في تجمع كمبالا ( الفجر الجديد ) خلل مريع ينتفي معه مصداقية إعلان ذلك الجمع بما ينادي به في اسقاط النظام ولو لم يتنصل هولا من مما وقعوا عليه في وثيقة الفجر الجديد لابد أن يفضي ذلك إلى حرج كبير يصب في الجهتان الجة الأولى موقع تلك الأحزاب ومصالحها المعلقة بالمؤتمر الوطني في البقاء داخل السودان بين الأهل والعشيرة وأن يكف النظام الحاكم يده عنهم وعدم المساس بهم بسوء الجهة الثانية سوف يعرقل عمل أعضاء الوثيقة ولن ينجو من العثرات والمطبات الصناعية التي سوف توضع امامها بحكم تمسك قادة الاحزاب باللأرث التاريخي الطويل في العمل السياسي حيث هم يعتبرون كل الأحزاب والقوى الوليدة التي وقعت على تلك الوثيقة تلاميذ ولابد لهم الانصياع لأوامرهم أو على الأقل يكون لهم القدح المعلى في كل العمل . بالنسبة لنا نعتقد من غير اللائق ان يوقع حزب على وثيقة ثم ينكص عن عهده وبهذه يكون هو ونظام المؤتمر الوطني على نفس النهج والوتيرة وهو نقض العهود ومع ذلك نحمد الله أن ظهرت تلك الأحزاب على حقيقتها في الوقت المبكر قبل أن يشد الوثاق وينطلق الفرسان في ميدان المعارك أي قبل أن تدنو عليهم ظلالها وتذلل لهم قطوفها تذليلا، حيث يمكن ان يتحول الميثاق إلى إنزلاقات كارثية في هاوية الصراعات حول المناصب وخم الحقائب الوزارية واعتلاء منصة الحكم في المركز وكأنك يا ابو زيد ما غزيت . نعتقد أن ما حدث من تنصل عن الوثيقة من قبل تلك الأحزاب أمر جيد للقوى الوطنية الحديثة والصادقة في مسعاها لإسقاط النظام لكي تعيد ترتيب نفسها بطريقة يضمن لها تحقيق أهدافها بدون عوائق . ما يعرف بالأحزاب الكبيرة لم تعد تنفع الشعب السوداني بشيء وهي مجرد اسماء تاريخية لقيادات هرمت ولم يقدموا للشعب السوداني غير الدمار وهي نفسها التي عجزت عن مقارعة حزب المؤتمر الوطني بل وقعدت في حضنه كالديدان التي تأكل الفضلات بين فكي الحوت ومات ضميرها على رغم من علمها بما يقوم به هذا النظام من خراب وفساد وتعذيب للمواطن ويشاهدون السودان وهو يسبح في بركة دم أبناءه يسفكه هذا النظام الطاغية ولا يحركون ساكنا ولا حتى مجرد مجاملة خطبهم نحو ورسالة أخرى اراد هولا المتنصلين إرسالها للشعب السوداني ومفادها هو قناعتهم بأن الحزب الحاكم لقد حقق لهم المكاسب المرجوة وكل ما كانوا يتمنوه أن يتحقق من برامج يروها مرضية لهم ذلك ما اقنعهم في البقاء ضمن حلقة نظام المؤتمر الوطني وأن كان قد تسابقوا إلى كمبالا لحضور ذلك العرس الجماعي فهو أمر جديد من حيث المعنى والمضمون في استخدامهم من قبل النظام على طريقة القضب الثالث الناقل للإشارة على غرار العميل المزدوج فهم الأن لا يمثلون الشعب السوداني بل هم عملاء لنظام المؤتمر الوطني اوفدوا مناديبهم أو ذهبوا إلى كمبالا والغرض الأساسي هو إفشال أي تجمع يمكن أن يكون فاعلا نحو اسقاط النظام في الخرطوم وعليه يكون فحوى الرسالة أن تلك الأحزاب ضمن معسكر النظام تصنيفا فلا يرجى منها أي تجاوب مع الشارع السوداني . نعم هم أس البلاء أحزاب بكوادرها ليس لها فكر متجدد فهي مازالت عالقة في أفكار أبناء النخب وأسياد البلد بالوراثة دون غيرهم ولقد استطاع الحزب الحاكم أن يذيب قاعدتهم تماما ولم يعد لهم جماهير تذكر وسحب البساط من تحت ارجلهم فهم الآن يركضون هنا وهناك لتسجيل صوت وحضور فقط ليس إلا . اصبح السودان وطن فاقد الأهلية حيث يدار بشكل رئيسي عن طريق مجموعة من العملاء يقبضون مرتباتهم من حكومة المؤتمر الوطني التي هي الأخرى تقبض من بقاءها على السلطة نقدا ومساعدات من الصين وقطر وغيرها لتنفيذ مشاريع الصهيونية وتفتيت السودان على هوى تلك القوى العالمية وما الحروب الزائدة والمنتشرة على أرض السودان إلا اسباب لتأخذ ذريعة لتقسيم ما تبقى من السودان جبال النوبة جنوب النيل الأزرق دارفور والمؤسف تم تفريغ الوطن من المواطن وبقي فيه اصحاب المصالح والمأجورين .