الكلب في كندا له دار ويأكل أطيب الطعام وألذ أنواع الشراب ويلبس أحسن وأجمل الأزياء ، نعم والله رأيت كلباّ كندياّ يرتدي لباساّ لم يلبسه محمود محمد طه ولا أحمد فؤاد نجم ولا الجواهري أو عبدالرحمن منيف ، لم يلبسه سيد قطب ولا رياض الترك. في عام 1985 شاهدت الفيلم المصري " عضة كلب " بطولة حسين فهمي وسمير غانم وسهير رمزي ومن إخراج حسن الصيفي وموسيقى الراحل المقيم عمار الشريعي ، فيلم كوميدي أضحكني كثيرا ، فقط لأنه يدور حول الكلب ابن الكلب .!!! رأيت في كندا كلبا أو ربما كلبة ترقص ونبيحها غناء وضحك ، وكما قال الأعشى : غراء فرعاء مصقول عوارضها ، تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل ، تتبختر وتهز وسطها كما تفعل فيفي عبده ، رأيت كلاباّ في كندا ترى في وجوهها العز والجاه وويلك إن حاولت إيذاءها أو حتى مجرد إهانتها إذ سرعان ما تنطلق رصاصة في رأسك ، أو إهانة موجعة ، رأيت كلاباّ تمشي مع ستات وتنام على صدورهن تشتهي أن تكون محلها ، رأيت كلاباّ ترقد في المقاعد الخلفية لسيارات فخمة لم أشاهدها في حياتي إلا في كندا وتمنيت أن لا أحوز مثلها بل فقط أن يسمح لي أن أقترب منها وأحيي الكلب الجالس فيها ، رأيت كلباّ لم أشك لحظة أنه رئيس دولة عربية . علماّ بأننا في بلادنا نعامل الكلب على أساس أنه حيوان مكروه ونخاف منه ، وفي أغلب البلدان العربية الكلب يعيش مشرداّ لا تعرف له صاحباّ ، والغريب أننا نردد – عن جهل طبعا – صفاقة المتنبي : العبد عبد ولو طالت عمامته والكلب كلب ولو ترك النبيح وأنا اليوم أردد أن الكلب السوداني كلب ولو ترك النبيح .