بسم الله الرحمن الرحيم) http://www.tewfikmansour.net عندما تخرجنا من الجامعة (زمان)، تم تعيين معظمنا بالأقاليم .. فعلمنا وقتها بأن العديد من الأطر الشبيهة بنا، والقابعة بالخرطوم، قد ابتُعثت لكورسات متنوعة .. وكان الفيصل في الاختيار لمعظمهم ليس (الشهادة)، إنما الحظوة والتواجد بالخرطوم .. عندها تساءلنا هل الخرطوم نستنا أم تناستنا ؟!. ثم توالت السنون والاحباطات على من يعمل (في الخلاء) كما يقولون .. فأصبحت معظم الكفاءات (الخلوية) غير متابعة لما يجري من تطوراتٍ على مستوى عملها وعلمها، خاصة وأن مشهد تقنيات الاتصال في ذاك الزمن كان متخلفاً .. هذا وبعد أن (اغتربت)، بدأت أراقب الوجوه التي تشارك في كورسات المنظمات الإقليمية والدولية، وفوجئت بأن بعضها كالجوكر، فتجدها في دورة إحصائية، ثم معلوماتية، أو مؤتمر عن الأسماك أو النخيل !!.. وكمثالٍ أذكر هنا أحدهم الذي صحبته للسوق في بلاد الغربة، وكان ينوي شراء هدية للرجل الذي يرشحه دوماً، وكان يصر على أن تكون الهدية من نوعٍ كلما رآها ذاك المسؤول يتذكره، ومن ثم (يقنطر) له ترشيحاً آخر، وهذا ما قاله لي بدون خجلٍ وهو يضحك !. كذلك أذكر تلك الندوة التكنولوجية التي وكان من المفترض أن تقدم فيها الدكتورة (آمال رباح) من (مركز الأبحاث الصناعية) ورقة علمية، فلم توفق، وفوجئت الندوة بغيرها، وبلا ورقة و(لا يحزنون) !. وعندها تأسف القائمون على أمر الندوة بغياب السودانية التي وصفوها بالمتابعة والمتميزة!.. وهنا أقول بأن الخرطوم عودتنا بأن لا تشارك في فعاليات هامة، أو أن يأتي مرشحها متأخراً نسبة لبطء الإجراءات، أو أن ترشح ما لا صلة له بالفعالية، وأحياناً أن يصل المُرشح بعد انتهاء الفعالية، كما حصل بالفعل، مما حدا أحد العرب أن يعلق قائلاً (صاحبكم عامل زي اللي يذهب للحج بعد انتهاء أيامه)!!.. أما الآن فسأتطرق لأسوأ ما احتككت به، وقد وقع قبل عدة سنوات، وأذكره هنا للعظة والتدبر !.. فقد استلمت (منظمة إقليمية) خطاباً من وزارة ولائية طموحة، طلبت فيه تدريب ثلاثة أطر لثلاثة أشهر في مجال (النسيج). ردت المنظمة بأن نظامها يقتضي مخاطبتها فقط عن طريق الوزارة الاتحادية المعنية في الخرطوم. وعليه فإن الولائية خاطبت الوزارة الاتحادية في الخرطوم، والتي بدورها خاطبت حسب الأصول المنظمة المعنية، وطلبت منها النظر في إمكانية تدريب ثلاثة أطر في مجال النسيج في أي قطر عربي ولصالح تلك الوزارة الولائية . هذا وقد خاطبت المنظمة (سوريا) التي رحبت بتدريب الثلاثة أطر وعلى حسابها على أن تتحمل المنظمة قيمة تذاكر السفر .. وعليه فقد اتصلت المنظمة بالوزارة الاتحادية في الخرطوم مشيرة إلى تلك الموافقات الخاصة بالولائية. وبالفعل تم التحاق ثلاثة أطر بسوريا للتدريب، ولكن ما يجعل المرء يشعر بالغثيان هو أن من تم ابتعاثهم للتدريب كانوا من الخرطوم وليسوا من الولائية، وقبضت الولائية المجتهدة الريح !!. هنا وبهذا السرد المحزن لم نقصد اتهام أحدٍ أو جهة، وأيضاً سوف لن أكشف عن أية تفصيلات بخصوص ما ذُكر تحت أية حالٍ، لأن محاسبة شخص أو اثنين في مثل هذه الأمور الخطيرة لا تفيد كثيراً، إنما أرجو من المسؤولين أن يعيروا انتباههم لهذه المسألة القديمة والجديدة والمستفحلة ويضعوا لها الحلول الناجعة. فأمر الفعاليات الخارجية والتدريب لهو من الخطورة بمكانٍ . وكذلك تواجد الشخص المناسب في تلك الفعاليات يفيد البلاد ويشرفها. أما موضوع الابتعاث والدورات التدريبية بخاصة للوزارات الولائية والكفاءات المهمشة في (الخلاء)، فيجب دراسته بشكلٍ معمقٍ، وأن تُتخذ فيه قرارات من جهاتٍ عليا، وأن يُستحدث جهاز مركزي أو آلية فعالة للتنسيق في شأنه مع (جماعة الخرطوم) . وفي تقديري أن تشكيل لجنة من الوزارة الأم والولائية الشبيهة لتنسيق الترشيح وبصفة دورية لهو من الأهمية بمكان .. توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) http://www.tewfikmansour.net