رحم الله عميد اطباء العيون .. الدكتور عبد القادر حسن فى اعلى عليين .. اضحت كلمات الرثاء والعزاء تستعصم عنى كل حين ولا تفى الا بالنذر القليل منها تعبيرا عما يجيش فى النفس من حزن على رحيل الأخيار من اهل السودان الذين كان الفقيد العزيز الراحل من خيار خيارهم .. ومنذ اول لقاء لى به فى عيادته طلبا لعلاج ابصارى لشخصى الضعيف فى اواخر خمسينات القرن العشرين لا يزال ما تركه فى نفسى من انطباع انسانى فريد وآثار راسخه يتنامى ويزداد على مر الأيام الى ان اسعدنى الزمان بلقائه مرة ثانية فى الولاياتالمتحدةالأمريكيه من بعدما قارب نصف القرن من الزمان وكاننا لم نفترق...رغم تباعد المكان وتقادم الزمان .. شخصيته النادره الفريده على الدوام تنفذ الى اعماق نفوس مشاهديه و قلوب سامعيه من خلال كلماته التى تفيض ثقة فى الآخرين فضلا عما تحمله من علم وتجربة وخبرات متنوعه ليست فى مجال التطبيب واعادة البسمة والفرحة الى نفوس مرضاه فحسب ولكنها تجارب ودربة متنوعه فى كل مجالات الحياة مما ادى الى اختياره سفيرا للسودان لدى الأتحاد السوفييتى فى بدايات العهد المايوى فكان من الموطئين اكنافا والخارجين عن انفسهم الواهبينها لللآخرين فى داخل السودان وفى خارجه فى ديار االغربه .. فكانت سيرته العطره على لسان الكثيرين ممن سعدوا بالعمل معه وتتلمذوا على يديه من اطباء العيون او من الدبلوماسيين .ز فافاضوا فى تعداد مآثره وذكر مناقبه... قيادة ورياده وسعة افق وادراك لمتطابات كل عمل اوكل اليه لأدائه طبيبا او سفيرا .. داره العامره فى السودان او فى ديار الغربه كانت ملجا وملاذا للناس اجمعين .. تشد من ازره السيدة الفضلى المرحومه حرمه التى سبقته الى دار الخلود والقرار.. كان اخا كريما للكبار والصغار من الناس على حد سواء... رحيل الدكتور عيد القادر يجعل الأحزان تفيض فى جوانح وخلجات نفوس كل من عرفوه وهم شهود على حبه الناس وعلى حب الخير لهم اجمعين فوق تفانيه لخدمتهم واهتمامه بهم.. ولرحيله عن دنيا الناس آثار متعدده مثلما كانت حياته فيضا من العطاء والبذل وفيها من البصمات الخالدات فى كل موقع ومجال وفى حياة من عاشروه وزاملوه وتتلمذوا عليه القدر الوفير ..والموت سنة الأولين وألآخرين وفى رقاب بنى البشر فمضى النطاسى البارع الى رحاب ربه يجنى الخلد والأجر جزاء لما قدم وبذل وعالج ولم تبق منه الا الصورة والذكرى.. ولا نملك الا ان نرفع ألأكف مع اشرف وعزه واخوانهم واليروفسير مصطفى والسر وطارق وعموم آل المرحومين حسن وعمر ومحجوب وابراهيم عثمان اسحق وآل ابوسيف وكل زملاء واصدقاء ومعارف الفقيد العزيز الراحل ضارعين الى الله العزيز الغفار ان يتقبل الفقيد بوافر من رحمته ويكرم نزله ويلهمنا معهم الصبر وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون..