من المؤكد أن تاريخ البشرية حافل بالشخصيات القيادية، التي استطاع أصحابها أن يصيغوا بطابعهم تاريخ شعوبهم، فكانوا بمثابة شواهد حية، أنارت الطريق أمام من جاءوا بعدهم ، حقا ... إن مثل هؤلاء الرجال ، يدينون بالكثير للمجتمعات التي نشأوا بين أحضانها ، و ترعرعوا في كفها ، لكن عبقريتهم لم تكن مجرد أصداء للعقل الجماعي أو الذات الجماعية ، بل كانت نسيجا وحدها ، فكان من ذلك أن صار أصحابها قادة وزعماء و موجهين لشعبهم . إن الإنسان المقتدر، هو من يتجاوز بقوة الفعل حدود إنجازاته الشخصية، و مجال أهدافه الذاتية، ويرتفع بحياته إلى مستوى أعلى من المستوى المتعارف عليه والمحدد له من قبل الآخرين،ليقود مجتمعه, و القياده صبر وقوه وثبات وتنازل عن الرقبات الشخصية و التضحية من اجل العمل العام و قد وقيل عن ضعف القيادة : " إنه لا يوجد جنود ضعفاء، بل قادة ضعفاء ". و يظهر عادة القادة ، وقت الأزمات والكوارث والصراعات التي يمر بها المجتمع ، وقد كان ذلك في المجتمع السودانى ، إذ ظهر قادة حملوا لواء المقاومة ومعهم الشعب ، و قامو بالثورة التحريرية ، برز من خضم الأحداث ، ومن وسط الشعب ، قادة مخلصين ، ومهما يكن ، أن هؤلاء القادة ، قد ردوا الجميل لمجتمعاتهم بالمثل ، وبعبارة أخرى ، أنه إذا كان المجتمع ، قد أنجب قادة وأبطالا ، فإن هؤلاء بدورهم قد أسهموا في تحريره وتطويره و تكوينه و محاولة إلحاقه المتجمع بالتطور و حل ازمات السلطة. وسنتعرض في كتابتنا هذه لأحد هؤلاء القاده الأفذاذ و هو عبد الواحد محمد احمد النور رئيس و مؤسيس حركة و جيش تحرير السودان الذى كان دومآ مخاطبآ قضايا الشعب السودانى بشفافيه و طرح مشروع سياسي طموح يؤدى الى حلحلة مشاكل السودان التى سببها الاساسى الظلم المركب و الاقصاء الذى و قع على المجتمع السودانى. ومن اهم مواقف عبد الواحد نور استطاع ان يكسر حاجز الصمت لدى المجتمع السودانى مخاطبآ القضايا الجوهريه و طرح رؤية السودان العلمانى اللبرالى الفدرالى الحر الديمقراطى الموحد باعتبار الحل الامثل لكل مشاكل الدولة السودان فى وقت لا تستطيع فيه كثير من قوه المعارضه بطرح برامجها و خطابها السياسى. ايضآ كانت لهذا الرجل مواقف ثابته نحو القضايا المصريه منذ مفاوضات ابوجا الى يومنا هذا ظل يردد ( الامن اولآ لشعبى و تعويض النازحين و فرديآ و جماعيآ وطرض المستوطنين الجدد من ثم بناء نظام لبرالى علمانى يحترم التعدد و التنوع فى السودان). و قد تطور خطابه منذ عن اعلن البدايه الجديدة كنداء لكل الطامحين فى التغيير اما (بالانضام او بالتحالف او التنسيق ) و قد تمكن من انجاز كل الثلاثه محاور بأنضام عدد كبير من ابناء الشعب السودانى لحركة وجيش تحرير السودان و قد قام ببناء اكبر تحالف عسكرى و سياسى مع حلفائه على مر تاريخ الدولة السودانية (الجبهة الثورية) و (الفجر الجديد) و قد عكس في مبادئ التحالف اسس السودانى العلمانى اللبرالى و هذا كأن اكبر انجاز تاريجى يتفق كل القوه الرئيسيه فى المعارضه السودانيه على اسس الدولة اللبراليه. بل ظل الاستاذ عبدالواحد نور رافض لى اى تسويه مع النظام الحاكم بل حتى الجلوس مع النظام الحاكم و قد قال (التغيير يحتاج لى اراده حقيقة و الجلوس مع مجرم هو فى حدى زاته جريمه او اشتراك جنائي) و ظل يردد ليس هناك قوه فى الارض تستطيع عن تجبرنى بالجلوس مع النظام الحاكم فى السودان. اعتقد هذه ثقافة سياسيه جديده مفكرها و مؤسسها عبدالواحد نور اللا تفاوض مع النظام و اللا تساوم بقضايا الشعب مهما كلف الامر و هذا رمز للتضحية و النضال الحقيقى و مدرسة الشعوب انتجة بطل نعتز و نفتخر به و كل الشعب السودانى ينتظر الامل و الخلاص من القائد المناضل عبدالواحد نور والطريق طويل و التغيير يحتاج الى فعل و ثبات و قوة نأمل ان يتمكن القاعد عبدالواحد بأنجاز مرحلة الثورة و تغيير نظام الحكم فى السودان لكى يلبى طموحات الشعب الذى انتظر و لا زال ينتظر النصر لكى تشرق شمس الحرية للاطفال الذين يفترشون الارض و يلهفون السماء. بقلم \ صلاح الدين ابوالخيرات بوش