ورد في آخر أخبار زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسودان ، أن الرئيس السوداني عمر البشير قد منح مصر قطعة أرض صناعية بمساحة مليوني متر مربع وأكد البشير في كلمة ألقاها في جلسة المباحثات المشتركة حرص السودان التام ودعمه الكامل لاستقرار مصر واستعداد السودان لتسخير كافة مقدراته البشرية والمادية لتحقيق ذلك. لم يُشر الخبر ، المنشور بتاريخ 4/4/2013 ، إلى موقع الأرض التي منحها رئيس السودان لمصر لكنني وكمواطن سوداني أرى أن حكومة السودان لا يجب أن تمنح مصر متر مربع واحد في أي مكان في السودان قبل استرداد مدينة حلايب السودانية المحتلة من قبل مصر منذ أجيال لأن منح أرض جديدة للمحتل سيفسر من قبل المصريين على أنه إجازة ضمنية لاحتلال حلايب السودانية وسيتطلعون إلى الحصول على المزيد من الاراضي السودانية التي يعتبرها بعض المصريين كحديقة خلفية لهم! غني عن القول إن المصالح المشتركة بين الشعب المصري والشعب السوداني هي مصالح كبيرة وأزلية كما يقولون ولكن علاقة مصر والسودان تصبح مرفوضة وغير مرغوب فيها أصلاً إذا لم تكن علاقة الند للند فلا يجب أن يفتح السودان أراضيه لملايين الفلاحين المصريين لتعميرها ، كما يقول الأخوان السودانيون، بينما يقوم الجيش المصري في ذات الوقت باحتلال حلايب السودانية ، هذا أمر غير مقبول من حيث المبدأ بصرف النظر عن الدوافع السياسية الآنية لدى حكام مصر والسودان الحاليين وعلى جميع المصريين والسودانيين أن يتذكروا أن السودان قد انفصل عن مصر في عام 1956 لسبب واحد فقط لا غير وهو أن مصر الرسمية والشعبية آنذاك كانت تعتبر السودانيين مواطنين درجة ثانية وربما درجة رابعة في رواية سودانية أخرى! أيها السودانيون ، حسنوا علاقة السودان مع الجارة مصر لكن بشرط أن لا يكون السودان هو الطرف المتنازل أو الطرف المتهافت أو الطرف الضعيف! فيصل الدابي/المحامي