وكأن به (عمرو بن العاص) فى زمانه أصطف له المصلون فى مسجد المشير البشير فى ضاحية كافورى التى بنوها بمص دماء الشعب السودانى وتجويعه وتشريده،جلس مرسى بجوار شقيقه البشير ومن حولهما تلك الأسطورة (اللجنة العليا) من الجانبين يستمتعان ويستمعان باهتمام لتلك الخطبة التى حشد لها الشيخ(عصام أحمد البشير) عيون الكلم ودرر الشعر مدحا للمنحة الالهية التى وهبها الله لشعب وادى النيل (المختار) بأن ولى عليهم من يخافون الله فيهم،مغالطا للواقع الذى عاشها السودان فى ظل الحاكمين بأمر الدين ،وما يعانيه الشعب المصرى الآن فى ظل نظام الأخوان،بل ذهب الى أكثر من ذلك حينما بشر المرسى وعشيرته فى شمال الوادى بأن عشيرتهم فى حديقتهم الخلفية على استعداد لوهب اراضيهم وثرواتهم ومشاركتها لهم فى الشمال ،ولنا فى السيرة النبوية العطرة مثال عندما تأخا المهاجرين والانصار وهذا من عندى وليس من حديث امام السلطان وخطيب المراسم.. بعد الصلاة والتسليم تهللت أسارير الخطيب الهمام وهو يقدم الرئيس الامام (مرسى) بوصلة من المديح والوصف المليح فى شخص الرئيس أعقبتها الأحضان مع فخامة الرئيس (الممدوح) وتبادل الكلمات وفى كل تلك المشغوليات لم ينسى الخطيب الهمام بدعوة المصلين للجلوس وعدم الخروج للاستماع للفاتح العظيم محى بضم الميم الدين،والذى خاطب جموع المصلين شاكرا حفاوة الاستقبال وكرم العطاء دون حساب أو مساواة الذى تكلل بأن بشر شعب مصر من منبر مسجد البشير بالخير القادم من جنوب الوادى وختم حديثه بأن غدا لناظره قريب.. اذا لايعرف مرسى ان شقيقه البشير صعد للحكم بالبندقية وجثم على صدر الأمة السودانية بالتزوير والتزييف والتضليل وأنه وامامه ووزرائه من المؤلفة قلوبهم وبقية أفراد عصابته وجماعته لايملكون فى أن يبصموا له على بياض على تكامل منقوص لايرضاه الشعب ولايرتضيه..لالتكمامل مع مصر بهذه الطريقة أو غيرها لماذا؟؟ لانه لايستقيم عقلا ولا شرعا أن يقوم تكامل ومصر تحتل حلايب والشلاتين والحوض النوبى وجزء من جبل عوينات،ومصر لم تلتزم بأى اتفاقية أبرمتها مع السودان منذ الأذل ولنقل القريب وليس البعيد ولنبدأ باتفاقية تهجير وغمر المدينة الاثرية وادى حلفا لاقامة السد العالى والذى لم ينعم بتياره من ضحوا بأراضيهم فى شمال السودان ونعم به أهل الأردن وغيرهم ،ثم مراجعة اتفاقية وادى هيئة وادى النيل للملاحة النهرية والأمر الأهم والمهم هى نقل ملف العلاقات بين البلدين من المخابرات الى الخارجية المصرية بمعنى بلاش أن تكون العلاقة أمنية لأن السادة المسئوليين يعلمون أن حتى تلميذ الابتدائى السودانى فى مصر يحتاج لموافقة امنية للدراسة، أن تعى مصر أن الشعب السودانى لايقبل بهذا التكامل المنقوص الغير متكافىء ، ولكم عبرة فى اتفاقية الحريات الأربعة ،ومصر من حقها أن تحقق مصالحها بأقل الخسائر ما دامت قد وجدت امامه نظام ضعيف لايملك الا أن يبصم وينفذ توجيهات قطر التى لم تفى بوعودها للشعب المصرى حتى الآن التى وردت على لسان القرضاوى اذا انتخب المصريون مرسى منحتهم قطر 200 مليار دولار،فقطر والسعودية ودول الخليج التى تغنى بها الامام فى خطبته ماهى الا أدوات لاتملك من أمرها شىء وثرواتها فى أيدى من يرسمون لهم فقمة الدوحة التى امتدحها الامام والسوق العربية والاسلامية التى تغنى بها ما هى الا أضغاث أحلام ،والا اذا كان هذا حقيقى لحلت تلك الدول أزمة مصر والسودان وغيرها من البلدان وليس مثل تلك المخططات الدنئية التى تنفذ بأيدى من يسمون أنفسهم مسلمين ،فقطر ترسم وتخطط حسب التوجيهات وتجد من ينفذون دون خسائر. فهل سأل (المرسى) شقيقه البشير بدعم العرب والعجم لدولتى السودان بعد الانفصال الذى وعدوا به قبله حتى أضطر الجانبان لتوقيع المصفوفة فى أديس؟؟ أم جاءت ترتيب زيارة مرسى فى هذا الوقت لفك الضغط الذى يمر به فى مصر؟؟ أم هى لتمدد أهل القطاع فى أراضى سيناء والتعويض بأراضى شمال السودان؟؟ أم ان مرسى لايعلم أن أجهزته تكيل بمكيالين بين دولتى السودان؟؟ لهذا لايستقيم الظل والعود أعوج،لابد من اعتدال اعوجاج العلاقة بين السودان ومصر وتنظيف الملفات ذات الأتربة العالقة بين البلدين حتى ينعم الشعبين بعلاقة حقيقية متكافئة وليست علاقة القوى بالضعيف او الضعيف بالهزيل . حينئذ نسعد بالتكامل مع مصر حقيقة وليس كالذى أدمناها طول العقود الخمس الماضية من كون أن هذه الحميمية والخطابية لاتاتى الا فى المناسبات الرسمية واللقاءات العابرة والزيارات المتقطعة.. من وحى زيارة الرئيس الامام الى السودان الاحتفاء الذى قابلت به أجهزة الاعلام السودانية مرسى ولجنته العليا بأن اذدانت الشاشات بالأغانى المصرية واستضافة الشخصيات السودانية التى درست بمصر،لم نرى فى الشاشات المصرية على كثرة عددها أن اهتمت بزيارات المشير وأتباعه ووفوده المتتابعة لمصر بمناسبة وبدون مناسبة ،فشعب السودان ليس فى حوجة لتعريفها بمصر وثقافاتها التى يحفظها عن ظهر قلب فالمحتاج هو الشعب المصرى والذى لايوجد فى مناهجه التعليمية او برامجه التلفزيونية أو الاذاعية أى شىء يشير الى السودان،لهذا هو يجهل عن السودان وشعبه كل شىء للدرجة التى أوجدت خبراء للشأن السودانى فى مصر والامام يقول تكامل ووحدة ودون معرفة لاتستقيم هذه الأمانى والواقع... والله من وراء القصد عبد الغفار المهدى [email protected]