www.sudandailypress.net محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودان وتستمر ساقية الموت والدم والاحزان في الدوران في اقليم دارفور والازمة القديمة تنتج في كل يوم اشكال من الفتن والدمار اخرها حروب الاثنيات والعرقيات التي اطلت براسها بطريقة تهدد بالقضاء علي الاخضر واليابس وبطريقة ستلقي بظلالها علي اوضاع المتبقي من اقاليم السودان التي تعاني بدورها معاناة لاتحتاج الي شرح ووصف وانفجرت اوضاع دارفور مجددا في الوقت الذي لم يجف فيه الحبر الذي وقعت به اوراق مؤتمر الدوحة والذي اعتبرته حكومة الخرطوم وبعض الدوائر التي دعمت المشروع بمثابة مشروع مارشال مصغر سينهي الصراع والحرب ومعاناة اهل الاقليم المنكوب وذهب اغلب الناس معهم نفس الاتجاه نسبة لثقل القوي الاقليمية التي وقفت وراء هذا المشروع وتبنته واعني به الثقل الاقتصادي ولكن يبدو ان هناك خلل ما في العملية التي تمت علي طريقة وضع العربة امام الحصان ومعروف ان مثل هذا النوع من اختراق الازمات لايتم بالمال فقط وانما علي قاعدة اتفاق سياسي شامل يعالج القضية من جذورها الحقيقية وليس الافتراضية التي افرزت بعض القوي التي تستخدم معاناة اهل الاقليم لاغراض مختلفة لاعلاقة لها بالمشكلة ولم تكن واحدة من اسباب تفجيرها ولن تساعد في حلها وصعب من المهمة الادارة الهروبية الفاشلة من المجموعات الاخوانية التي تعاملت مع اوضاع دارفور منذ يومها الاول عن طريق حملات علاقات عامة فاشلة ومسكنات افرزت بدورها جماعات مصالح ظلت تتعامل مع حكومة الخرطوم علي طريقة دخلت نملة وخرجت نملة ثم تنقضي مهمتها وينتهي دورها وتدخل غيرها وهكذا بقيت الازمة في مكانها بسبب العلة المعروفة في العقل السياسي الحاكم في الخرطوم ولولا ان دارفور بلد مستعصية علي التقسيم والانفصال لتخلصوا منها كما تخلصوا من الاقليم الجنوبي في صفقة نيفاتشا المشبوهة الخاسرة, بينما ادارة ازمة دارفور عبر حملات التسكين والعلاقات العامة الخارجية والداخلية لاتتناسب اصلا مع التدويل الذي افرزته القضية والذي تسبب في وضع غريب لامثيل له في تاريخ الدولة الوطنية السودانية وهو ان يصبح رئيس البلاد ومن بعده وزير دفاعه مطلوبان امام محكمة اجنبية والامر في مجملة كان يستحق ادارة تتناسب معه وايجاد حل سياسي شامل واعادة الامور نصابها وعودة الحياة السياسية والديمقراطية عندها كان سيكون لكل حادث حديث وربما حدث اختراق للازمة بعد رفع الضرر وازالة الظلم وكنا سنستريح من روؤية قضية دارفور في سوق المزيدات الدولية الذي وصل اطوار خطيرة تجاوزت بخبث شديد النظام الاخواني الحاكم بتركيبته المعروفة التي تضم تمثيلا معتبرا لكل اقاليم واعراق وقبائل السودان وليس مجموعات عرقية معينة كما يزعم البعض من المتاجرين بهذه القضية في محاولة ساذجة لتصوير قضية دارفور كمشكلة اثنية وعرقية ولكن المتسبب في كل ذلك التعقيد الذي انتهت اليه مشكلة دارفور هو عمي البصر والبصيرة والعتو والعلو في الارض بغير الحق من جانب المجموعة الاخوانية الحاكمة في الخرطوم اما ماحدث اليوم الجمعة فهو تطور خطير وحدث جلل تتناولة في هذه اللحظات اجهزة الاعلام العربية والعالمية بطريقة واسعة واهتمام شديد لانه وحسب ما جاء في تقارير الصحافة الاجنبية الاولية انه التطور الاكبر والاخطر في قضية دارفور منذ عام 2005 وبدايات الازمة واكد اعلام المنظمة الدولية ان 50 الف لاجئ سوداني من دارفور عبروا في الساعات الاولي من صباح اليوم الجمعة الحدود الي دولة تشاد بعد اشتباكات قبلية في بلدة ام دخن واكدت مفوضية اللاجئين الدولية من مقرها في نيويورك ان هولاء اللاجئين معزولين من العالم وانهم يبعدون مسافة مائتي كيلومتر من المكتب الميداني للمفوضوية بطريقة تنذر بوقوع كارثة انسانية وهكذا يتوقع الناس الكثير من التركيز الاعلامي الخارجي علي مشكلات الاقليم واستمرار حروب الاستنزاف السياسية والاعلامية بينما سترواح الازمة مكانها وتنضم الي باقي مشكلات البلاد المستعصية والمعقدة التي يصعب ايجاد حل لها عبر المسكنات والحلول الجزئية نتمني ان يتواضع الناس علي حل شامل للازمة السياسية قبل فوات الاوان ونتمني ان ينفض الغبار الكثيف عن الاحزاب الرئيسية الكبري وان تصلح احوالها وتتحمل مع الناس المسؤولية في ايجاد مخارج للبلاد من محنتها وعلي نفس الطريقة جماعات اليسار شيوعيين وقوميين والاسلاميين ان استطاعوا الي ذلك سبيلا قبل ان تتحول شوارع المدن السودانية الي نسخ من الذي تشهده المدن السورية والمصرية واطراف وارياف البلاد الليبية وقبل ان تفتح ابواب السودان مشرعة امام الاحلاف العسكرية والجيوش الاجنبية.