[email protected] 1- مقدمة ! في يوم الأثنين اول أبريل 2013 ، دعي الرئيس البشير الي وفاق وطني مع المعارضة السياسية والحاملة السلاح ، وأقترح كبداية لهكذا توافق ، التفاوض حول دستور قومي جديد ، يشارك فيه الجميع ، بدون أقصاء لأحد ، ويلبي أشواق الجميع . 2- زيارة الرئيس البشير الي جوبا ! وجاءت زيارة الرئيس البشير التوافقية الي الخارج القريب ( جوبا - الجمعة 12 أبريل 2013 ) كتتويج وتوكيد لمبادرته التصالحية في الداخل ، وأستكمالا لها . ضغطت أدارة أوباما علي الرئيس سلفاكير لتطبيع علاقاته مع الخرطوم ، ليبدأ البترول الجنوبي في التدفق عبر أنابيب الشمال ، قبل أن يتم أعلان دولة الجنوب دولة مفلسة وفاشلة ، وفي خطوة أستباقية لتجنب تمرد محتمل من قوات الحركة الشعبية الجنوبية التي لن تستطيع صرف رواتبها اواخر شهر ابريل الجاري ، اذا أستمر الوضع المحتقن بين دولتي السودان . أكد الرئيس سلفاكير عند لقائه الرئيس البشير بأنه قد أصدر أوامره لفك الأرتباط مع الحركة الشعبية الشمالية ، وطرد حركات دارفور المسلحة من دولة جنوب السودان . وأكد المراقبون بأن الرئيس سلفاكير جاد فيما يقول وسوف يتبع القول بالفعل ، بعد أن هددته أدارة اوباما بسحب الدعم المالي والسياسي عن نظامه اذا لم يصل الي تسوية سياسية مع الخرطوم علي أساس بروتوكولات اديس ابابا التسعة ( أديس ابابا – سبتمبر 2012 ) ! سوف تجد الحركة الشعبية الشمالية أباطها والنجم ، وكذلك حركات دارفور المسلحة ، بعد زوال الدعم الجنوبي عنهم . مما يجعلهم لقمة سائغة وقابلة للحوار والوصول الي تسوية سياسية مع نظام الأنقاذ . دقت زيارة الرئيس البشير الي جوبا صافرة البداية لمباراة المصالحة الوطنية الشاملة في بلاد السودان ... والحكم أمريكاني . 3 - مبادرة الفجر الصادق ! في يوم الثلاثاء 2 أبريل 2013 وقبل زيارة الرئيس البشير الي جوبا ، التقط السيد الأمام القفاز من الرئيس البشير ، ودشن مبادرة الفجر الصادق ، التي تدعو الي كوديسا سودانية ... أي الحوار الذي يهدف الي أصلاح نظام الأنقاذ ( وليس الأطاحة به ) ، وأعادة هيكلته من شعر الراس الي أخمص القدمين ، برضاء الجميع ، ومن خلال الحوار الجاد الهادف بين نظام الأنقاذ وكافة مكونات المعارضة السياسية والحاملة السلاح ، بدون أقصاء لأحد . أستعرضنا في مقالة سابقة : + الأهداف العريضة لمبادرة الفجر الصادق . + المواقف الأقليمية والدولية من الحوار . + خطتا الطريق ( أ ) و ( ب ) في الفجر الصادق . + تداعيات قرار مجلس الأمن 2046 علي الربيع السوداني الصامت ( الأصلاحي ) . ونواصل في هذه الحلقة التعريف بالفجر الصادق . 4 - مستحقات الفجر الصادق ؟ كما يقول الفرنجة ( ليس هنالك غداء مجاني ) . هناك مستحقات يجب علي نظام البشير ، وبصورة أقل علي المعارضة المسلحة ، وبصورة أقل من ذلك علي المعارضة السياسية ، الوفاء بها لضمان نجاح الفجر الصادق . لن يكتب للفجر الصادق النجاح الا بتكامل جهود نظام البشير والمعارضة السياسية والمسلحة . دعنا نستعرض في هذه الحلقة والتي تليها المستحقات الواجب علي كل طرف القيام بها ، لضمان نجاح الفجر الصادق . 3 - مستحقات المعارضة المسلحة والسياسية ؟ يمكن أختزال مستحقات المعارضة المسلحة والسياسية في عدة نقاط أدناه : اولا : قرار مجلس الأمن 2046 ؟ يستغرب بعض المحللين من أن قادة الحركة الشعبية الشمالية يزايدون علي نظام البشير في قبول تفعيل بنود قرار مجلس الامن 2046 ، الداعية للحوار السياسي ( وحول أمور أنسانية ) بين نظام البشير والحركة ، ويتحدون نظام البشير في الجلوس معهم علي مائدة المفاوضات . هل نسي أم تناسي قادة الحركة بأن القرار 2046 يخدم مصالح نظام البشير ، ويدمر تماسك الجبهة الثورية السودانية ( تحالف كاودا ) ، ويدمر كذلك تحالف ميثاق الفجر الجديد ؟ كيف ؟ هاك بعض الأمثلة ، أن كنت من العادين : اولا : لا يعترف القرار بتحالف قوي الأجماع الوطني ، ولا يعتبر التحول الديمقراطي في السودان مسالة تستوجب التفاوض حولها مع نظام البشير ؛ ثانيا : لا يعترف القرار بحركات دارفور الحاملة السلاح ، ويعتبر أتفاقية ( البشير – السيسي ) المرجعية الحصرية لأحقاق السلام في دارفور ، وما علي الحركات المسلحة غير الأنضمام أليها ، خصوصا ومؤتمر المانحين ( الدوحة – ابريل 2013 ) سوف ياتي بالمعينات المادية لتفعيل الاتفاقية ، وقفل ملف دارفور . ثالثا : يدعو القرار الحركة الشعبية الشمالية للتفاوض الثنائي ( 4 عيون ) والجزئي ( حول ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حصريا ) مع نظام الأنقاذ . بهذه الثنائية والجزئية ، يصوب القرار رصاصة الرحمة لتحالف كاودا الثوري ، ولتحالف ميثاق الفجر الجديد . رابعا : أستجابت حكومة دولة جنوب السودان للقرار ، وبدأت في تفعيل ( فك الأرتباط ) بينها من جانب والحركة الشعبية الشمالية وحركات دارفور المسلحة من الجانب الأخر . في مؤتمره الصحفي مع الرئيس البشير ( جوبا – الجمعة 12 أبريل 2013 ) أكد الرئيس سلفاكير فك الأرتباط مع مكونات الجبهة الثورية السودانية ( تحالف كاودا الثوري ) ، والتنسيق الأمني والعسكري مع نظام البشير . وجرت تسريبات غير مؤكدة أن حكومة دولة الجنوب منعت القائد مني أركو مناوي من دخول جوبا ، وطلبت من قادة وجنود حركات دارفور المسلحة مغادرة دولة جنوب السودان ، تفعيلا لقرار مجلس الأمن 2046 . أذن كيف يزايد قادة الحركة الشعبية الشمالية علي نظام البشير في تفعيل القرار 2046 ، والقرار يصب في غير صالحهم في المحصلة ؟ ربما مضطرين ؟ والمضطر يركب الصعب ! ربما مضغوطين من الحركة الشعبية الجنوبية ؟ والمضغوط يقول لزوج أمه ( يا عمي ) ! ربما وربما وربما ؟ ولكن القرار 2046 ليس في مصلحة تحالف كاودا ولا في مصلحة تحالف ميثاق الفجر الجديد ! بل يؤكد شرعية نظام البشير ، الذي يصر علي عدم التفاوض مع الحركة لأسمها المستفز ولحملها السلاح . ولكن بدعوة الرئيس البشير التوافقية في يوم الأثنين اول ابريل 2013 ، سوف يتجاوز نظام البشير عن شروطه السابقة بأن تقوم الحركة بأجراءات قبلية قبل الدخول معها في مفاوضات . من هذه الشروط القبلية التي سوف يتم تجميدها ، يمكن ذكر شرطين أساسيين ، وهما : اولا : أن تغير الحركة اسمها ، وتشطب كلمتي ( تحرير السودان ) من أسمها الجديد ؛ ثانيا : أن تقوم الحركة بنزع سلاح جنودها وتسريحهم ، وتسكينهم في معسكرات لجؤ في دولة جنوب السودان ، أنتظارا لتسوية سياسية ، تدمجهم في القوات النظامية المسلحة والمدنية . لا يعول السيد الأمام علي القرار 2046 في تفعيل فجره الصادق ، وأنما يعتمد حصريا علي الشعب السوداني بجميع مكوناته ، أن كانت في المعارضة ، او مع المؤتمر الوطني . لا مكان في فجر الصادق الصادق للأستنصار بالأجنبي ، حتي لو كان مجلس الأمن ، أو الأتحاد الأفريقي ، أو دولة قطر ( الجامعة العربية ) ! يعمل فجر الصادق الصادق علي ( خصخصة ) المسالة السودانية وسودنتها ، علي أساس السودان للسودانيين ، مع أستبعاد الوصاية الدولية والأقليمية . السودانيون يحلون مشاكل السودانيين ! نقطة علي السطر !