من المعلوم أن مركز "مناظرات قطر" ، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمنظمة الوطنية الوحيدة للمناظرات في دولة قطر، قد تأسس في عام 2007م، بغرض نشر ثقافة المناظرة والحوار في دولة قطر ودول العالم العربي ودول العالم ، والارتقاء بمعاييرالمناقشات والمناظرات المفتوحة بين الطلاب المنتمين لمختلف دول العالم من خلال تحقيق رؤية منسجمة مع شعار (مناظرو اليوم قادة المستقبل) ، وبالإضافة إلى برنامج المناظرات باللغة الإنجليزية، يقوم مركز مناظرات قطر بتنظيم الورش التدريبية والمنافسات للمناظرات باللغة العربية، وقد قام المركز حتى الآن بتدريب حوالي “7000” طالب وطالبة في قطر وفي بعض الدول العربية وغير العربية، كما قام مركز قطر للمناظرات بإطلاق وتوقيع كتاب "المرشد في فن المناظرة" والذي يُعتبر أول كتاب (مترجم) باللغة العربية عن فن المناظرة، ويُعتبر إصدار هذا الكتاب الانطلاقة الحقيقية لتدشين برنامج المناظرة باللغة العربية في مركز مناظرات قطر بعدما قطع مركز مناظرات قطر شوطاً كبيراً في المناظرات باللغة الإنجليزية وحقق فيها العديد من النجاحات العالمية التي أشادت بها عدة منظمات سياسية وثقافية دولية معتبرة . خلال الفترة من 21–24 أبريل 2013 ، وتحت الرعاية الكريمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر- رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ، نظّم مركز مناظرات قطر البطولة الدولية الثانية لمناظرات الجامعات باللغة العربية، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات في الدوحة ، قطر ، والتي شارك فيها 43 فريقاً يمثلون 41 جامعة من 21 دولة عربية و6 دول غير عربية هي استراليا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وماليزيا وتركيا. في اليوم الختامي للبطولة ، والذي دارت فيه مناظرة ساخنة حول مدى نجاح أو فشل ثورات الربيع العربي ، فاز السودان ممثلاً بجامعة الخرطوم بالمركز الاول في البطولة الدولية الثانية لمناظرات الجامعات باللغة العربية وأحرز كأس البطولة ، فيما أحرزت سلطنة عمان ممثلة بجامعة السلطان قابوس المركز الثاني ، أما المركز الثالث فكان من نصيب الأردن ممثلاً بالجامعة الاردنية. من المؤكد أن مدافعة جامعة الخرطوم الناجحة عن شرعية ثورات الربيع العربي وتوقع نجاحها على الرغم من الخسائر المادية والبشرية التي تصاحبها باعتبار ذلك ضريبة ثانوية لا بد من دفعها من قبل الشعوب المطالبة بالحرية والخبز والكرامة والسلام وفوزها بكأس البطولة قد أثلج صدور كل السودانيين في دولة قطر أما أنا ، وبصفتي أحد خريجي جامعة الخرطوم ، التي يُطلق عليها في السودان لقب (جميلة ومستحيلة) ، فإننى أشعر بفخر أكبر وأتمنى أن يُستكمل هذا الفخر بتفوق جامعة الخرطوم في مجالات الفيزياء والكيمياء والرياضيات وتكنلوجيا المعلومات أيضاً لأن القوة الخلاقة في التفكير والقدرة الابداعية في التعبير تبلغ الأوج إذا تم استصحابها بالخلفيات العلمية والعملية المتطورة. في الختام لا يملك المرء إلا أن يقول: التحية والتقدير لمركز مناظرات قطر الذي هدف من تنظيم بطولة الجامعات الى توثيق الروابط التعليمية والثقافية بين جامعات الدول المشاركة وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ المثمر الذي ينتج المعرفة المفيدة ويُفسح المجال للاختلاف السلمي الحضاري الى جانب تشجيع المناظرات العربية عبر تشجيع حرية الرأي والرأي الآخر والنقاش المفتوح وسوف يظل شعار البطولة ، وهو عبارة عن شجرة ترمز أوراقها المختلفة الى اختلاف وجهات نظر الدول المشاركة ، راسخاً في أذهان الجميع فالحوار الهادئ البناء ، القائم على أسس عادلة، هو الطريق الوحيد لحل الخلافات بين الأفراد، والحكومات والشعوب.