الاستاذه امال عباس تحيه واحتراما وبعد كتب السيد صديق على صديق مساعد شرطة بوليس السكه حديد مقاله "تحيه وذكريات " فى باب صدى المقروء تحدث فيه عن ذكرياته مع شرطة السكه الحديد واشار لاسماء كان لها شان فى ذلك الحين وعلى راسهم القمندان مدنى مهدى سبيل الذى كان احد اكفأ واعدل وانزه ضباط الشرطه وهو رجل عصامى تدرج من الصف حتى وصل اعلى الرتب وللحق فقد كانوا كلهم عمالقه حسين حمو، ابارو عبد الوهاب ابراهيم ، عواض والقائمه تطول ونحن الذين عشنا ايام السودان القديم الحلوه تشدنا ويطربنا الحديث عن الماضى ويحرك فينا ذكريات ايام مضت ...... واعادنى صديق للستينات واشلاق الشرطه فى عطبره حيث كان اولئك الرجال الذين اوكل اليهم امن السكه حديد ذلك المرفق العملاق فاحسنوا اداء المهمه فى تجرد واخلاص والسكه حديد كان لها شان فى ذلك الزمان شان سياسى واقتصادى ..... سكنا فى حى الاشلاق الذى افلح ان يضم فى حنان تلك البوتقه من رجال الشرطه الذين وحد العمل والحى بينهم فاندمجو ا مع بعضهم واصبحوا اكثر من اهل فيهم الشمالى والهدندوى ومجموعه من جبال النوبه ومن كل ارجاء السودان وكان لايعرف الجار قبيلة جاره ولكنه يحبه كشقيق تماما بل واكثر ...كانت كل بيوت الحى عباره عن بيت واحد كسروا الحيط وكانت النفجات والطاقات كان اباؤنا يجتمعون فى ظل العصر ليتناولوا الطعام سويا ويوميا والضيف ضيف الكل ونحن الشباب نتناول ايضا الغداء الجماعى تحت ظلال الشجر وبعد مغيب الشمس تخرج امهاتنا واخواتنا امام المنازل للونسه وتناول العشاء سويا وكان الفرح فى بيت هو فرح الجميع والاحزان يتوزعها كل من فى الاشلاق فلا يوقد اهل الميت نارا لاسابيع فطعامهم على اهل الاشلاق ولا يخلو منهم منزل البكاءفيجتمعون فيه للتخفيف على اهل الميت وكان عندما يسافر رب المنزل يحل الجيران مكانه فى جلب كل احتيجات المنزل بل واذا مرض احد افراد الاسره يذهبون به للطبيب فلا تشعر الاسره ان ربها غائب واذا غابت الام تتوزع النساء اعمال الطهى والنظافه ...... ومن ياتى منقولا ينزل مع جاره لمدة اسبوع حتى يرتب اموره احببنا الاشلاق واحببنا هذه المهنه التى امتهنها اباؤنا وكانوا مخلصين فى ادائها ويتميزون بالنزاهه والتفانى فى خدمة الجمهور فنالوا احترام الجمهور وتمدد الاحترام حتى شملنا وغطت هذه المهنه المقدسه حنى على اسماؤنا فكنا نعرف فى المدرسه ب"ود البوليس "واذكر ان والدى زارنا فى بيت العزابه فى بحرى وسال عنى الحبشى الذى كان يعمل معنا فقال له ليس معنا هذا الاسم فاشار ابى لسريرى وساله امال دا سرير منو ؟ فرد الحبشى دا سرير "ود البوليس " فقال له ابى "انا البوليس ذاته " وقد تخرج من هذا الحى وزراء ومهندسين وقانونيين واطباء بارزين وكانوا دائما يشرفون المهنه التى انتموا اليها واتمنى على الذين امتهنوا الكتابه ان يتناولوا بالكتابه تلك الفتره الخصبه فى حياتنا وفيهم اقلام بارزه من امثال دكتور حيدر ابن عمنا ابراهيم على بابكر والياس فتح الرحمن وغيرهم والتحيه لذكرى اباؤنا ونسال الله لهم الرحمه والاحياء منهم نسال الله لهم طول العمر وعلى راسهم العم الجاك محمد ابراهيم والرشيد سيد احمد ومازال التواصل ممتدا رغم مرور السنين حسن جدله "ودالبوليس "