هل سينسى ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوداني الغبن الذي وقع عليهم وعلي مؤسستهم.. (الحيش السوداني) العظيم من ظلم ممنهج حط من كرامتهم وانسانيتهم واصبح اللواء خارج الخدمة سائق ( ركشة) والعسكري والضابط ماسح احزية وبائع متجول . اسمحوا لي في هذه النافذة ان احكي جزء من اوجاع ابنائكم ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوداني علي يد الجلاد عمر البشير ، الذي فكك المؤسسة العسكرية لانه يثق تماما انها لو كانت في حالة جيدة من امرها وامر افرادها لا يستطيع ان يفعل ما فعله بالامة السودانية ، من قتل وتشريد وحرق للقرى والمدن واغتصاب للنساء ، وما يحز في النفس ان قائد الجيش السوداني مطلوب للعدالة الدولية في جرائم ارتكبها ضدد شعبه وامته ، لا لشئ سوى انهم يطلبون العدالة والحرية والمساواة في المواطنة والعيش الكريم . دمر البشير الجيش لصالح المليشيات التي تخدم اغراضه واغراض جماعته الضالة التي تتاجر باسم الدين علي حساب الوطن وشعبه ووحدة ترابه . التقيت احد الاخوة الضباط وهو يعول اسرة وضاقت به الحالة كباقي اهل السودان ، ومصيبته اكبر لانه ينتمي للجيش السوداني ، ذكر لي بانه تقدم لعدد خمس وتسعين مؤسسة في السودان للعمل ، فيرفض طلبه برغم مؤهله للوظيفة وهو للعلم لم يتقدم لوظيفة كبيرة ، آخرها حرس في امن البترول وذهب بواسطة احد اقربائه لمسؤل تابع للمؤتمر الوطني ، مسؤل عن امن البترول فأقسم بالله انه حضر لمنذل هذا الرجل اكثر من ثلاثين مرة قبل صلاة الفجر واخيرا وعده بأن يذهب بمذكرة لاحد كهنة النظام ، ففي اول لقاء له بهذا الكاهن قال له : ( والله انتو ناس الجيش ديل ما عندنا ليكم شغل) . الآن كهنة النظام لديهم شغل لابناء المؤسسة العسكرية لحماية ملكهم الفاسد الفاجر والقاتل لشعبه ، والاسوأ انهم سيعملون معه ( مرتزقة ) بمعنى ان قانون المشاهرة هو عقد يتفق فيه الطرفان علي الاجر ولا توجد اي مستحقات بعد الخدمة او تأمين بأي شكل .. يعني مخالف للعرف الانساني .. ناهيك عن انسان ينتمي لمؤسسة وتشعره انه يعمل لديك كمرتزق .. يثق انه تربى علي قيم حماية امته وصون كرامتها وسيادته من عزتها وشموخها ويجود بروحه من اجل سلامتها . العمل بالمشاهرة دائما يكون في نطاق ضيق للغاية حسب حوجة الجيش ، لتخصصات نادرة في صفوفه ولكن من المستغرب ان تعلن الدولة المشاهرة للضباط وضباط الصف والجنود لاغراض الحرب فهذا يعتبر عرض للعمل بنظام (المرتزقة ) . النظام اصبح مكشوف ولا يدري معنى اي فعل يفعله فهذا الاعلان فيه اذلال للجيش السوداني بضباطه وجنوده ويشعرهم وكأنهم من نسيج آخر غير وطنهم وامتهم . فهذا الاسلوب استخدمه القذافي ولكنه استقدم عناصر الارتزاق من دول اخري ليقتل شعبه ، للأسف البشير فقد صوابه ويريد ان يستخدم ابناء الامة السودنية من ابناء المؤسسة العسكرية ، لقتل اهلهم وامتهم ، مقابل العمل بالمشاهرة ، ولكنه لم يفلح لانهم لو كانوا كذلك لظلوا معه وشاركوه في الابادة الجماعية ضد امته وشعبه . عندما كانت النعمة والاموال والبترول لا يمكن لاي فرد في القوات المسلحة ان يعمل حتي في الامن لحراسة البتول ولكن هيهات لقد نضب المال وجاء دورهم في ان يستردوا حقهم وحق امتهم من السارق الفاسد الذي يتسربل برداء الدين الاسلامي العظيم. من اعلن انه يريد ضباط وضباط صف وجنود بالمشاهرة نقول له انهم يريدون وطنهم ومؤسستهم العسكرية التي سرقت واختطفت وسيذهب صاحب هذا الاعلان الي الجحيم بأيدي من ظلمهم وانتهك حرماتهم وقسم وطنهم وامتهم . دام السودان عزيزا بجيشه وابنائه الاوفياء ...