بقلم / حماد صابون – القاهرة بدون استثناء لكل الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان منذ عام 1955 ( مدنية او عسكرية ) اذ نجد القاسم المشترك الاكبر بينهم والهدف الاستراتيجى الوطنى فى مخيلتهم هو كيفية حسم التمرد لضمان نجاح واستمرار شكل الدولة السودانية التى قامت على مفهوم ( الشعب العربى الكريم ) الذى سيساعد على تنفيذ مخرجات موتمر الخريجين عام 1938 التى حددت فيها دين الدولة وهويتها التى ارتباط بالعالم العربى والاسلامى دون النظر الى الواقع التاريخى السودانى القائم بتنوعه المعروف حتى لدى المنظومات الاقليمية التى انتسب اليه السودان بظروف استثنائية الى حين استكمال شروط الاهلية لأستحقاق بطاقة الأنتماء فى عضوية هذه الاسرية ( -------) ، ولذلك ذهنية الحرب التى ارتبطت بمفاهيم دينية جهادية وعرقية اصبحت سلوك مستقر بقناعات ايمانية تامة لدى كل النخب المدنية والعسكرية التى قامت بتقنين وتثبيت مفهوم استمرارية الحرب كهدف استراتيجى يساعد على تخلف الاطراف فى عالم الهامش لاتاحة لهم الفرص الابدية لاحداث تحولات ثقافية واجتماعية تربوية يساعد على تنمية مفهوم الطاعة لنخب ( الدينية والسياسية ) فى المركز . مفهوم التمرد او رفض الظلم والمطالبة بالعدالة الاجتماعية لكل السودانيين بغض النظر عن الدين والعرق اصبح جريمة لدى النخب الحاكمة فى المركز وهذا المفهوم اصبح منهج تربوي ذات مفاهيم جهادية تدرس و يفسر للاجيال بان الذى يتمرد على السلطان بسبب رفض الظلم قد خرج عن ( الثوابت الوطنية) قد اصبح معاديا للإسلام وجوب تكفيره ولو كان ملتزما باركان الاسلام ( الخمسة ) ، بما اننا نعلم علم اليقين ان السودانيين لم يلتقوا ذات يوم منذ عام 1955م فى موتمر دستورى للاتفاق والتوافق على ما يسمى ( بالثوابت الوطنية ) التى يجب عدم تجاوزها ، والاجابة على سؤال الهوية السودانية وجدلية كيف يحكم السودان . هذه القضيتان منذا عام 1955 تشكل معوق اساسى فى حل الازمة السودانية كما هو الحال فى القضايا العالقة بين دولتى الشمال والجنوب اللذان لم يصلا الى حل ازمتهم رغم التدخلات الاقليمية والدولية بسبب التبعاد وعدم التوافق ، و فى ظل مفاهيم الأصرار التى افضت ما نحن اليه الان قبل وبعد الانفصال من الصعب ايجاد حل لأستقرار السودان دون اعدام افكار او تصفية نظام الموتمر الوطنى الذى اصبح مهدد رئيسى لانهيار الدولة ، لان لا يمكن من غير ( موتمر دستورى يتوافق عليه كل السودانيين حول حكاية الثوابت الوطنية وتحديد نظام الحكم ضمن الأسئلة حول كيف يحكم السودان) لا يمكن ان يشهد السودان استقرارا لان لا احد من اقاليم السودان ان يوافق و يكون جزء من منظومة الدولة وهو لم يشارك و صنع وبناء شكل الدولة الوطنية الجامعة لكل السودانيين وهذا امر حتمى واى مبررات لتجاوز هذه المعضلة ستاتى خصما على الافكار الانتحارية التى تفكر فى ذلك . مفهوم الحسم النظرى لتمرد هو مفهوم بعبر عن عدم الاعتراف بحقوق الاخرين فى ادارة الدولة السودانية بشكل عادل واستمرارية هذا الفكر المجرب طيلة العهود المضت قد اسهمت بصورة ايجابية فى تطوير قدرات انسان الهامش من واعى معرفى لطبيعة الصراع وامتلاك ادوات المقاومة ( العسكرية والسياسية والمفاهيم المدنية وعلاقات مناصريين اقليميين ودوليين ) لمواجهة فرضيات المركز( العرقية والدينية ) التى تطورت من مراحل التطهير الثقافى الى التطهير العرقى المنظم ( الإبادة الجماعية ) ، وكان من اهم نتائج الاصرار على استراتيجية حسم التمرد قد افقد السودان جزء كبير من مناطق السافنا الغنية ( جنوب السودان ) الذى كان يعتمد عليه سلطة المركز لتغذية خزينة الدولة ، وتجدد الحرب فى المنطقتين وفشل الموتمر الوطنى بمكانياتة الذاتية و دعم اصدقاءه الاقليميين والدوليين لم يتمكن من منع تمدد وانتقال الحرب من فضاء قرى الهامش الى مدن المركز الذى شهد فيه الشعب السودان اول مرة منذ عام 1955 ( أثار الحرب ) وافلام النزوح النسبى الذى دشنة تلفزيون السودان بغرض تعليب الراى العام بان الجبهة الثورية ترتكب جرائم ضد المدنيين فى ابو كرشولا ، والسؤال متى سيشاهد الشعب السودانى افلام النزوح وتدشين الانتنوف فى مناطق المدنيين فى ( دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ) الذين خرجوا من ديارهم واستقرا بهم المقام داخل معسكرات تنتهك فيها حقوق المراة والطفل وتنعدم فيها ازمة الغذاء والداء والامن ؟ ومتى سيعودوا هؤلاء الابرياء الى بيوتهم ويعيشوا امنيين كما يعيشوا ( قوم كافورى ) ؟ وللامانة والتاريخ نحن فى عالم الهامش ملتزميين بعرض حجم الانتهاكات المصورة لشعب السودانى لابد ان يعرفوا ما جرى الماضى الخمسينات وما يجرى فى حاضر تجار الدين فى بلاده قبل ما يعرفة الجيران ، ومع العلم ان ما تعرض له السودانيين فى تلك المناطق التى خصصة السلطة المركزية كدار للحرب والدمار وتخلف لم يحدث حتى فى الحقب الاستعمارية التى اجتياحات السودان وكل هذا موثق فى انتظار انتهاء الجبهة الثورية من مهام تحضير مسرح العرض فى ( الخرطوم ) لأطلاع ( الام والطفل السودانى ) ما قام به الحكومات السودانية وبصورة فظيعة (حزب الموتمر الوطنى) الذى كفر بكل المواثيق ( الدونياوية والسماوية ) ودليل مطالبة راس النظام فى الجنائية الدولية و فقد مقومات الاستمرارية بضعف منظومته العسكرية واجهزتة الامنية الداخلية وضعف امكانياتة الاقتصادية الذى لايؤهلة ان يستمر ويمارس البطش ضد الشعب السودانى الذى توغل قواته على بعد 400 كيلو تقريبا لاعلان تدشين تحرير الخرطوم وترك مهام تنظيم وادارة الدولة لشعب السودانى اكثر تاهيلا من الذين استنجدوا بالاجنبى الفارسى والاسوى لقتل الشعب السودانى وخراب الديار باسم الدين والقبيلة .