منذ الصغر كنا بنحلم بالمستقبل والبيت وعربة شيفورليت وببترول مثل بترول السعودية والكويت وتزدهر البلد وتنتعش الحياة وتسهل كل متطلباتها ونأكل مما نزرع وكل ما تشتهي الأنفس زي باقي الشعوب المحترمة بعد أن حبانا الله من فائض نعمه وبمليون ميل مربع وأنعم علينا من فضله وكلها صالحة للزراعة والبناء ونصبح بشرعاديين ككل البشر بل وبكل هذه الموارد الضخمة نصيركالامراء نتبختر ونمشي الخيلاء ونعبد الله خير عبادة ونمشي في الأسواق دون أوامر وصلادة وغلاظة ونصيح برانا ونحن نتأمل ثرواتنا المهولة بكل إطمئنان وبملء افواهنا :هي لله ..هي لله ولا ولاء لغير الله وإنها من نعم الله ولكن فجأة الحلم تغير وتبدل هل تصدقوا صرنا بنحلم اليوم بمجرد توفيرالعمل الكريم والأمن المستديم بمجي هذا البترول!! لأنه جاء البترول وجاءت معه المجازروالدماء بدلاً من الرفاه والإزدهار والهناء. وليست المجازر من البترول لكن من طمع وجشع من جاء معه، ودامت المجازر بدوام من أمسك بتلابيب الملف وبالأنابيب والمعابر والمخافر وعابرات الصادر. ولكي نفهم المعنى المقصود من كلمة مجزرة وإرتباطها الغريب بالبترول دعونا نتأمل أولاً شبه الجملة ( لعنة البترول) التي حلت بأرض السودان وأصابت بتروله مبكراً جدا وبعد إستخراجه مباشرة في مقتل بعد أن أصابت بترول نيجيريا وجعلتها مكانك سر وتلف وتدور في سيرها وعبرت وملأت الآفاق وكأنها فيروسات معدية إنتقلت بالتأثير النفسي والقبلي عبر الأجواء والحدود والأثير. فلعنة البترول الخبيثة وخيلاء إستخراجه وإمتلاكه دون أهله في الجنوب المبتلي بادي زي بدء في مناطقه الملتهبة بالحرب المفروضة على الشعب جعلهم يتنمرون ويتوحشون ويعتبرونها غنائم حرب فيخمشون ويتكبرون ويتعالون ففقست إنقاذهم أٌمراء جاهليون قميئون مفترون ورأسمالية طفيلية زي السوسة والعافية في أحواض السباحة المنزلية مدسوسة ومافيا إخطبوطية بلاعة سماها البعض تمكينية وهي في الحقيقة نهش في اللحم الحي حتى العظم ، لذلك تقوقعوا في قوقعة فقه المستورة وفتاوي أحوال الطقس والنساء والكورة. فالنترك حلقة فقه الضرورات وفتاوي رضاعة الكبيروتزويج صغار البنات ولندخل مباشرة نتغلغل قليلاً في لعنة البترول الشديدة التي حلت وأدت للمجازر ومازالت وأفرخت في السودان ومنذ بداية إنتاجه سنة 1998م وفاقت لعنة نيجيريا وجعلت من الإنقاذيين شركة مضاربات ومصارعات حٌرة وشبكة مافيا ضخمة غير محدودة أخرجت الزيت الأسود من باطن أرض وسط ركام جثث الموتى ويسيل لعابها السام لكل هللة ودرهم وجنيه وريال ودينار ودولار فشفطت كل مليم بترولي وشربت الزيت في نهم مسعورفتحوروا وأصبحوا غيلان كسحاحيربلاد الغال وغاغول ساحرةألن كوارترمان. فتصارعت الغيلان فوق رؤوس الحملان لذلك قال الشاعرود بادي: بلدنا الربتك بالإنقلاب جازيتها قلبتها لا ورا ومن الوريد حزيتها كفاك يا المؤتمرجازيتها والله اذيتها يا الحاميها وحراميها ومطلع زيتها هذا الشعب متحمل وناسو يئنوا وإنتو خلفتوا فوق راسوا وبقيتو تغنو يا الإنقاذي هذا الشعب أحذر منو بكرة بيكسر أغلالو ويوريك جنو فتصارعت الغيلان وماتت الحشائش والعشب والحملان وصار الحشاش يملأ شبكتو فتكوم وتحور المؤتمرجي وتكور دائريا كأبو الدرداق على نفسه في أزقة ودهاليزالمال بتسلطه وكنكشته الدموية ككلاب لهب جائعة لاتشبع ابدا تنهب حتى الدواء ولبن الاطفال فأصبحت الثروة بترولية وذهبية في أيدي درداقيين بنسبة2% فقط من السكان فملكوا الثروات المهولة وحمامات السباحة المغسولة داخل فللهم وقصورهم في الداخل والخارج والجلوس تحت المظلة قرب النافورة وزادوا الغلاء وملأوا الشارع بالفقر المدقع وساهموا بأمراض فقر الدم والأيدز ودار المايقوما والمثليين وزادوا القتل جنوباً حتى نيفاشا ثم لم يتوانوا في إراقة الدماء مدرارا في دارفور وواصلوا المجازر في جنوب كردفان والنيل الأزرق وزادوا العصبية القبلية والفتن بالمال السائب في البلد الماعندو وجيع فزادت وتيرة مجازر حرب دارفوروج. كردفان والنيل الأزرق فقصفت القرى والحلال والفرقان بالطائرات وإنهمرت الدماء مدرارا فزاد بالمقابل دعم الحركات المسلحة وضغطوا في كل الجوانب وإتحدوا في كاودا ثم كمبالا فجراً جديدا وجبهة ثورية وقذفوا كادقلي ودخلت الجبهة بعد ذلك أبوكرشولا وأم روابة وهددوا الرهد والأبيض فوجدت الحكومة الفرصة سانحة مواتية لزيادة عمرها وطول بقاءها بالعناد فواصلت التمادي المعهود فقصفت بالطائرات. فالمجازر الإنقاذية الدموية والعك والحك وسيلة مناسبة للمطاولة والتطويل ولإطلاق اللسان الطويل وطق الحنك والتعويل بلخمة الشعب ووقوفه محايدا طويلا. فاليتوقف ضخ البترول ويزيد الغلاء وتتدفق وتندلق الدماء فما الفرق عندهم! إلا بأنها كرت رابح لطول بقاء.!! بإزدياد أموال البترول من 98م إلى 2005م وإختفاءأمواله المريب مع الصمت الرهيب عن تراكم أموال أطنان الذهب المستخرج في هذه الفترة فإزداد الهلع و الخوف من القلع فكلما يزيد التشبث بالكرسي يدفعوا أكثرمن أموال البترول للموت دفعاً فكثر الموت، آلاف الشباب قضوا في المتحركات المستعجلة جنوباً في بور وتوريت ونمولي و في الكرمك وقيسان والميل أربعين فسارعت دول الإيقاد وأصدقائها وأمريكا إغتنمت فرصة الدماء السودانية السائلة المنسابة لتجعل من منتجع نيفاشا وتقرير المصير والوحدة الجاذبة لعبة عرائس كرتونية إنقاذية لدولة منفصلة كاملة الدسم وشوكة حوت لاتنبلع ولاتفوت وبؤرة لدولة إفريقية من دول حوض النيل لزيادة إشعال حريق البترول بالماء العذب. ثم خرجت إشاعة بترول دارفور واليورانيوم وبحيرة الماء تحت رمالها الحارة فولعت وحرقت وقصفت قرى دارفوربالقنابل الحارقة والقصف المكثف وصورت العديد من صور الدمار والهلاك وإستعرضت لجان المحكمة الجنائية أفلام المجازر البترولية الدارفورية المستمرة بعد الجنوبية وعقد مجلس الأمن عشرات الإجتماعات الخاصة الساخنة وأصدر العديد من القرارات بخصوص السودان والوضع الملتهب والدماء المسكوبة في دارفور وتباكى المجتمع الدولي على الإبادة الجماعية. نلاحظ بكل بساطة وبسهولة ويسر تنامي اللعنة البترولية الإنقاذية بالنهم وزيادة الجشع والسعر والقتل من مستجدي نعمة ولن تتوقف فهي تستمد بقاءها من دماء الشعب وتتصاعد إلى نهم وحشي وسعر دموي مسموم قاتل لبلع كل مؤسسات ومشاريع وأراضي بكاملها لتختفي في جوف التماسيح العٌشارية فدوامة المجازرالبترولية مستمرة لن تهدأ ولن تهمد ولن يستريح الشعب إلا بخمود وهمود الإنقاذ وذهاب ريحها.