لقد أثار مشروع سد النهضة الاثيوبي على النيل الأزرق حفيظة المصريين وبدأت هذه الأيام ثورة البحث عن الذات المصرية وأساليب التغلغل في الدولة الإفريقية الماء هو الذي يصنع الطعام وهو شريان الحياة في مصر لذلك وجب على المصريين التنازل عن بعض العنجهية والتكبر على الأفارقة والتنازل عن اشياء كثيرة من أجل تحقيق مصالح لهم هي الأجدر بالاهتمام . في هذا الظرف أهم شيء صنع علاقات حميمة مع الأفارقة والمحافظة على تلك العلاقات طيبة ومثمرة مع جميع الدول الإفريقية لكي تستمر الحياة سلسة بسلاسة جريان مياه النيل يشق ارأضي مصر مندفعا من أعالي الهضاب الايوبية إلى الوادي حيث المصب لينعم الشعب المصري بحقه في الحياة والحصول على كفايته من الغذاء استدرك المصريين اهمية إعادة توطيد العلاقات مع الأفارقة متأخرين ولو حتى على مستوى الشعوب والقواعد وفي أحاديثهم لقد أعترف بعض المصريين بأنهم كانوا يتعاملون مع الشعوب الإفريقية بتعالي لذلك فأن الأفارقة أخذوا مواقف مضادة للمصريين لهذا السبب اصبح الأفارقة لا يرغبون في التعامل مع المصريين على كافة المستويات . اثيوبيا قررت بناء سد النهضة على النيل الأزرق نتيجة لحاجتها للتنمية وتوفير سبل الحياة والرفاهية والرخاء لشعبها وذلك أمر طبيعي يفرضه الواجب لكل حاكم وطني وهذا العمل ليس نكاية في مصر أو السودان أنما هو مشروع وطني بالنسبة لأثيوبيا لا تلام عليه بأي شكل من الأشكال بل حقها وعلى نفس القدر على الشعب المصري الا يعتبر ذلك تحديا لها بل على المصريين أن يبتدعوا من التدابير ما يحقق لهم المصالح المشتركة مع اثيوبيا في إدارة حوارات دبلوماسية بناءة تخدم مصالح الشعبين في كل الظروف بعيدا عن الصراعات السياسية وتضمن لهم تدفق المياه إلى أرض الكنانة. مصر تحتاج لجهود مضنية لكسب رضى اثيوبيا حتى تتمكن من إبرام اتفاقية جديدة لتمرير حصة من مياه النيل لمصر، الشعوب الإفريقية والشعب العربية كلهم ممتزجين في القارة والأفارقة منتشرين في كل الدول العربية في شمال وغرب القارة تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر فيها أكثر الأصول افريقية متواجدين كموطنين كذلك يوجد اعداد كبيرة من العرب منتشرين في جميع الدول الافريقية مما يعني أن الأخوة قائمة والتمازج قائم بين أبناء القارة يبقى على القيادات الحاكمة في تلك الدول الابتعاد عن انتهاج السياسات العنصرية والجهوية المقنعة والقبلية التي تعمل على تمزيق تناحر الشعوب مع بعضها وتفتت البلدان لأن مثل تلك الأنظمة والتي لا تحترم الإنسانية الديمقراطية تعزز استمرار الصراعات والنزاعات وانتشار الحروب الأهلية وعدم الاستقرار كما هو الحال في عدد من الدول ومن ضمنها السودان الذي يكاد ان يصبح اشلاء . الصحوة المصرية تجاه بناء العلاقات الطيبة مع الشعوب الإفريقية تطور تاريخي اجابي يعمل على تحسن في السلوك والمزاج العربي المصري باعتباره اعترافا بالأخر وتلمس للوسائل الايجابية المفضية للمصالحة مع الذات لاحتواء الفوارق بين الطرفين والتعامل مع القضايا الخلافية بعقليات متفتحة تنئ بنفسها عن الانسياق وراء مطامع الآخرين والدسائس الخبيثة. وبحكم الانتماء للوطن الكبير هناك مراجع لا يختلف عليها وهي ان المصريين لقد أهملوا توجيه سياساتهم الايجابية تجاه إفريقية منذ زمن طويل وعادوا الأن معتذرين عما مضى مستدركين حاجتهم لحضن إفريقية الأم السمراء المعطاء والأفارقة ابنائها طيبين لا يمكن ان يرفضوا حسن المقاصد والتعامل بأياد صادقة بيضاء . في حديث المصريين أنهم سوف يقدموا للأفارقة كل أنواع الدعم العلمي والفني والثقافي ولكن حذاري من الملابسات وعليهم ان يدركوا أن الأفارقة إذا شعروا بأن في ذلك عمل يهدف إلى طمس أو تحقير الثقافات الإفريقية أو فيها اهداف ترمي إلى الالتفاف حول مقدرات الأفارقة فأن النتائج سوف تكون كارثية على المصريين لأن معظم الأفارقة تعلموا جيدا وفهم قادرين على الحفاظ على حقوقهم وهناك أمثلة كثيرة تم فيها طرد أقليات عربية من بعد الدول الإفريقية نتيجة لاكتشاف بعض السلبيات في العلاقة بين الإنسان والإنسان. الصدق والأمانة والاحترام المتبادل ضمان لتحقيق المصالح المشتركة بدون عوائق .