وليد أيوب أبو الحسن أعتقدُ أن نظام الخرطوم أصبح مشروخ الأسطوانة الخطابية مع استمرار السقوط بسرعة الضوء سياسياً و اقتصادياً وعسكرياً ، مما خلقَ حالةً من التلفيق (الهضربة الكلامية) ، وعدم القدرة علي التركيز من قبل شهر .عندما تحول الصراع العسكري إلي الوسط أرتجف النظام حينما تقدمت الجبهة الثورية نحو الخرطوم ، بعد دخول أم روابة وأبو كرشولة ، وبعض المناطق الاستراتيجية ، حيث أصيب النظام بالهلوسة وإنفلات الخطاب العاطفي وازدواجية الخطابات العسكري والسياسي ، إستعادوا الشعارات الأولي للإنقاذ و الدروشة. ليس غريباً علي الأنظمة الثيوقراطية عندما تتزحزح أسسها و تتصدع آفاقها ، تكون في حالة جدب وعويل ، والإستنجاد بالميتافيزيقيا التي ينفض عنها غبار التجاهل والتناسي وكأن الحلبة السياسية لها بعد إلهي، بل هي مبنية علي الحقائق والمعطيات الموضوعية في الواقع . برز سقوط الخطاب التلفيقي بمواسم الخيبات والهزائم ، وفي الإعلام لا يجيدون إلا الشتائم ، وظهر رعن الجهاد وازرار الحور، باستخدام الشعارات القديمة التي انمحت في ذواكر الشعب وفقدت مصداقيتها بعد نيفاشا . هل الأدعية وقراءة القرآن في الساحات العامة (البدعة الجديدة ) في الحرب القديمة ( أزمة الدولة السودانية )؟ ليس بغريب علي الإكليريكس إستغلال نقاط ضعف المجتمع العزف علي أوتار القبيلة ، ولكن السقوط آني و النظام يعاني من كيفية ضرب الدفوف من جديد حتى يرقص مع الشعب من جديد الإرتباك والفشل والتلفيق في الأحداث وإفراغ الخطط الأمنية لإدارة الأزمة. عندما خرج عمر البشير من خلفه هتاف صراخي ، بما يشبه هتاف القذافي قبل السقوط - من أنتم- وهتاف البشير علي الجبهة الثورية ، حيث أصبح قائداً كما يقولون . وهذا الخطاب الجماهيري المرتبك وقبله – جلد الكديس .هل يواري ذاك الخطاب الحقائق المشاعة عن مصير النظام ، ونقل القوات من الأطراف إلي الوسط والتحول من الموقف الهجومي إلي الموقف الدفاع ، وهذا يكذب القدرة العسكرية علي الحسم . إما علي المنحى السياسي ، يعاني النظام العزلة الإقليمية والدولية ، وأيضا بعد سقوط الدكتاتوريات الداعمة إنهار النظام ، وعندما يكون البرلمان في حالة شذوذ خطابي وتحليل القضايا من منظور شهواني تعدد الزوجات وزيادة النسل ، حتى يكون لديهم القدرة على التصدي . ما أشبهه أداء البرلمان (بمولد العيادة) وعندما يتحدث غازي صلاح الدين عن شعبية المؤتمر الوطني نسأله ، أين شعبية هتلر؟ تراجع طبيعي لنظام محاصر من الشعب والجبهة الثورية. والصرف البذخي للأجهزة المعنية والتراجع بسرعة الانحدار في كافة الاصعدة ، غازي اصيب بالزهايمر ولكن الحقيقة الموضوعية للشعب السودانية من الاستنفار الجهادى والتعبئة الدينية أصبح لا يحرك ساكن ، اذهبوا أنتم والبرلمان وأسرة المؤتمر الوطني ولم تترككم الجهة ،والشعب السودانية متهيئة للتغير عندما يتحدث صاحب مصطلح الحزام الأسود عن حكومة انتقالية ، من قام بتأويل المشروع الحضاري؟ انتظروا المصير والانهيار المكوكي للنظام مما يجعل المصير أقرب من بشار الأسد ، والحديث عن الصلاة في كاودا هل يمكنهم الآن الصلاة في خمسة اتجاهات والسادسة هل المساحة تسعكم مع الشعب ؟ وهل التقوقع في العاصمة وحفر المتاريس الرملية الوهمية والاعلام الأصفر. الحقيقة لا تحتاج إلى إعادة تأسيس بل تحتاج القدر الذى يطال فهمها ، والوعى (النقدي) اليومي سلاح المجتمعات في مواجهة الدكتاتورية ، مما جعل الصف الآخر أقوى و الصمت أبلغ ، المصير ما بين ( زنقة زنقة) و( أرحل ) والبكاء الشديد في وسائل الاعلام لا يعني إلا فرفرت مذبوح وغداً لناظره قريب. وليد أيوب أبو الحسن Email: waleeudayuob@yahoo. Com