حديث المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة..تفاعلا مع أسهم حركة تمرد المتصاعدة ،والتى بفضل سيطرتها على أجواء المشهد السياسى فى مصر وتداولها فى كل قطاعات المجتمع المصرى على مختلف درجاتها،على المضى قدما نحو هدفها الذى عرف بيوم (30) يونيو،والذى سبق وقد أشرنا لقدسيته بالنسبة للاسلاميين عموما ففيه أنقلبوا على السلطة الشرعية فى السودان،ولكن فى مصر أستلم فيه الأخوان السلطة بانتخابات حرة ونزيهة قدم فيها الشعب المصرى أصواته للمرشح الأخوانى،ولكن هاهو الشعب نفسه يستجيب لحملة تمرد التى قادها شباب واعى رأى أن الرئيس مرسى لم يحقق طموحاته ولا أهداف ثورته التى جنى ثمارها على تضحيات زملائهم من الشهداء ورفقائهم من الثوار ،فأرادوا أن يعبروا عن رفضهم للرئيس ولسياسته فى الذكرى الأولى لتنصبه كأول رئيس مدنى منتخب لمصر،والسبب فى ذلك هو انتمائه لجماعته أكثر من الشعب المصرى ومصالحه ،وتقليب مصالح وأهداف جماعة الأخوان المسلمين على مصر وطنا وشعبا باعتبار أن هذا التنظيم دولى ولاحدود له،فجاء رد فعل الأخوان تجاه تمرد صادما خصوصا وأنهم فوجئوا بشعبيتها وقوتها وقدرتها التنظيمية ،على خلاف القوى السياسية الأخرى والتى فشلت فى كبح جماح التمدد الأخوانى وتغلقه فى أعماق الدولة المصرية بما يعرف بعملية (الأخونة) فى مصر وكانت مرادفتها فى السودان تسمى (التمكين) لهذا لاعجب فى رد فعل المستشار القانونى الواضح الصريح بأن للرئيس مرسى جماعة بامكانها حمايته،،فللبيت رب يحميه...ولمرسى جماعة تحميه،،وبما أن الأشقاء فى مصر دوما ما تدخلوا فى شأننا الداخلى بل فى أدق تفاصيله وجعلوا لنا من شأنهم خط أحمر ونحن دولتان شقيقتان تنسقان مواقفهما مع بعضهما البعض كما فى حديث مسئول الملف الخارجى فى الاهرام صباح اليوم أن كان من واجب وزير الخارجية المصرى أن يسبق زيارته الى أثيوبيا بزيارة للسودان للتنسيق حتى لايؤثر حد على السودان بدعم مالى وكدا ...فى قناة سى بى سى ،يعنى الراجل ملم حتى بظروف الدولة الاقتصادية،،لكن من واقع خبرتنا المتواضعة كسودانيين تجربة وطأة الحكم الاسلامى والتى تجرعنا ثمارها انفصالا وحروبا أهلية وفتنا قبلية وتشريدا جماعيا ولازالت أثارها ووقائعها تجرى وتدور ومصر صامتة تتابع المشهد من على البعد،،الا أن وقع الأمر فيها وتمثل لها نظاما سويا لايرى فى الوجود شريك له أومن له الحق بالحكم والامارة والدين أكثر منه،،لاشك أن تمرد ابتكار عبقرى من شباب أثبت واقعيا وعمليا قدرته على القيادة بدلا من ركنه على شماعة جيل المستقبل وحتى مماته يرى الرمز يتهاوى بين المواقع الهامة ويتساقط ويكرر الأخطاء شباب قرر أن لايكرر المأسأة التى فعلها بنا أخوان السودان واسلاميها من الحكام. كل سودانى تابع المشهد المصرى منذ اندلاع ثورة 25 يناير الى الآن كان يعلم تماما ودون شك بأن ما يجرى فى مصر الآن من أحداث ووقائع عايشها قبلا وشاهدها وسمع بها،وفيهم من تطوع وتناول المسألة الاأنه لم يجد أذنا مصريه صاغية.. فى سوريا تم تحويل ثورتها الى حرب طائفية قذرة بين السنة والشيعة ،وكان لدول الربيع العربى دورا بارزا خصوصا وأن الربيع العربى حصده الاسلاميين وغاب عن مشهده صناعه الحقيقين والذين تاهوا بين دهاليز الرموز السياسية فى المنطقة المترددة والفاقدة للرؤى الابداعية رغم وجودها الدائم فى جميع المشاهد،ومن واقع تجربتنا فى السودان أتبع الحزب الحاكم نفس أساليب الانقاذيين فى اضعاف دور المعارضة أما باحراجها وحرقها سياسيا كما حدث فى الحوار الوطنى ،أو بالاغتيال المعنوى لقادة المعارضة وترويج الاشاعات عنهم،وفى حالة تمرد التى شغلت الرأى العام المصرى وحشدته ليوم 30 يونيو للدرجة التى أنستها طقوس شهر رمضان ومباهج استقباله كما يحدث فى كل عام كل مصرى يستعد لهذا اليوم وكأنما مصيره أرتبط به،،وبلا شك أن حرب الجماعات الاسلامية لحملة تمرد اعلاميا بدأت وقد تابعت تقرير على قناة الناس يبث السم فى الدسم بأن جماعة البلاك بلوك التابعة للكنيسة والممولة منها تستعد لهذا اليوم وأن يوم الأحد هو لحشد المسيحين لتصوير مظاهرات يوم 30 يونيو على أنها حرب طائفية وليست مظاهرات سلمية كما أكد عليه متحدثى الحملة وممثليها على أجهزة الاعلام فى وجود ممثلى حملة تجرد المضادة لها،،مثل هذه الأفكار ومثل محاولة اشغال الرأى العام الداخلى بقضايا بعيدة عنه تماما ولاتمثله وليست فى وقتها المناسب أو بعد فوات أوانها فى التجربة السودانية عايشناها كثير للدرجة التى جعلت الحزب الحاكم يدبر العديد من الكوارث للفت انتباه الرأى العام عن الحقيقية. فى السودان كما فى مصر مر الشعب بسياسية الترهيب والتحشيد والوعيد مع فارق أن فى مصر الشعب أصبح لايؤمن بنظرية السيد والعبيد.. من واقع تشابه تجربة حكم الأخوان فى السودان فطريقتهم فى مصر تتطابق مع طريقتهم فى السودان تأكد لى تماما أن هذا التنظيم دولى شقيق رضع من ثدى واحد.. وحفظ الله مصر لشعبها،وأعاد السودان لشعبه وأهله من قوى البغى والعدوان (الكيزان) عبد الغفار المهدى