! ياسر قطيه ....................... ولنأخذ وبشىء من الجديه هذه المره معضلة صغيره هامشيه لا تمثل وزناً ولا هماً يؤرق مضاجع المركز فى وسط زحام وزخم الأجنده الهائله وجملة التحديات الكبيره والمصيريه التى تأخذ بخناق صناع القرار وتستنفذ مواردهم وساعات صحوهم ومنامهم وهى من الكثره بمكان إمكانية عدها وأحصاءها . وفى خضم هذه اللجه من المههدات تبرز معضله صغيره لا يقيم لها أحد وزناً وهى معضلة مياه ولاية شمال كردفان بصفه عامه ومشكلة مياه الشرب فى مدينة الأبيض بصفه خاصه . هى عله مزمنه باتت كالحماقه وأعيت من يداويها ومنذ عشرات السنين تكبر هذه المشكله وتدحرج مثل كرة الجليد الى أن بلغت الأن ذروتها وغدت جبلاً لا يمكن لأي عين مراقب أن تخطئه وتطورت الأزمه وتفاقمت وباتت حديث وهم الولايه بأسرها . ولما كنا نعى وندرك أبعاد هذه الأزمه الأخذه فى التصاعد ونرقب تفاقمها لحظه بعد أخرى ويوماً بعد أخر فلم ندخر وسعاً فى التماهى معها لدرجة إنها قد باتت من ضمن أجندة أعمالنا الصحفيه الثابته يومياً إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تبلغنا العشرات من الشكاوى وتبلغ مسامعنا العديد من الإحتجاجات الأخذه بدورها منحى أخر متطور تبلور لتظاهرات باتت شبه يوميه يقوم بها المواطنين فى أحياء المدينه المختلفه وكانت دائماً ما تصل الى مقر الوزاره وأحياناً الى عتبات أمانة حكومة الولايه وفى كل تلك الحالات كانت المشكله تُحل فعلاً ولكن بالوعود .. !! الوعود فقط وهى التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وبمعسول الكلام لتنتهى المظاهره فى حينها ومن ثم تعود للإندلاع غداً ! إنسكب مدادنا مدراراً وتدفقت أحبارنا أنهاراً معبرةً عن شح إمدادات المياه فى هذه المدينه المنكوبه وفى فصول الله الأربعه ! فى الخريف والصيف فى الربيع الذى لا يوجد وفى الشتاء المعضله باقيه باقيه والأزمه مستفحله والمشكله هى ذاتها وسوف تظل طالما ظلت هذه الإداره العقيمه عاطلة المواهب والقدرات باقيه على سدة أمر إدارة هذا المرفق الحيوى الإستراتيجى . دبجنا عشرات المقالات ، كشفنا كل الخافى والمستور فى أمر المياه ، سردنا من الحكاوى والقصص ما يفوق الخيال وأشرنا بلا لبس أو وجل ، خوفٍ أو خنوع لمافيا مياه الشرب ، كارتيلات الدوانكى والأحواض الهائله السعات المنزليه اباطرة مياه الريف وبارونات مياه المدن الذين فاقت ثرواتهم المكتسبه من تعطيش المدينه وخلق الندره فى خدمة إمدادات المياه كل ثروات تجار المخدرات والعمله وتهريب البشر وسماسرة الأراضى ! ( مبروك السياره الكلك يا عثمان !! ) .... يفعلون ذلك لتنشيط السوق الأسود الموازى والذى تنشط فيه عربات الكارو وتناكر المياه والمضخات والدوانكى حيث تحقق هذه الفئات مبيعات هائله تدر على مهندسى صفقاتها عشرات الملايين من الجنيهات يومياً !! هذا الحديث محوره محيط مدينة الأبيض عاصمة الولايه وليس الولايه بأسرها .... المعاناة التى يعيشها سكان ومواطنى حاضرة الولايه فى طريقها الأن للتصاعد يساعد على ذلك القرارات الإداريه التى تغلب عليها المصلحه الشخصيه البحته إذ لا يكاد يوجد أحد يتبوأ مركزاً متقدماً فى مياه المدن بولاية شمال كردفان لا يسعى لوضع الكوادر التى تخدم مصالحه الخاصه وفائدته الشخصيه ويعمد للثراء من وراءها دون الوضع فى الإعتبار ردود الأفعال التى قد تنجم من قبل المواطنين المأذومين من جراء هذه الأنانيه ، ولكن لأن الشغله برمتها عايره وأدوها سوط فلتحرق روما وروما هى الأُبيض . وغداً عندما تحترق المدينه ويتصاعد دخانها ليعانق عنان السماء ويختلط فيها الحابل بالنابل وقتها على نيرون الذى يجلس ويعتلى سدتها أن ينشد ويغنى ( ظلمونى الناس !!) وما ظلمناكم ولكن أنفسكم تظلمون . المواسير المشتراة من الصين وبمبالغ ضخمه بالدولار والمرصوده كإحتياطى للخط الناقل للمياه من بارا تم بيعها فى سوق الله أكبر دون أن يتساءل أحد لا السيد الوزير ولا السيد الوالى ولا نيابة المال العام ولا حتى الأمن الإقتصادى المسؤول الأول والأخير عن الحفاظ على ممتلكات الشعب والدوله ! وكل هذه الجهات على علم بذلك . ! عقودات الصيانه وشراء الطلمبات والبلوفه والمواسير لا يراجعها أحد تُشترى وتباع فى سوق الله أكبر شأنها شأن الطماطم والبطيخ ولا أحد يسأل ولا أحد يدقق وعندما يأتى مواطنون يشتكون من عدم أنسياب المياه فى مناطق سكنهم تكتب لهم الهيئه قائمه طويله عريضه أقلها مواد للتوصيل بمبلغ عشرين مليون ( لدى مستندات عن ذلك ) وعندما يجمع المواطنين المبلغ مثل دم الحجامه يُفتح بلف واحد فتنساب المياه ! أوليست هذه جريمه ؟ الوالى يعلم بذلك ونائبه كذلك والسيد الوزير خالد عبدالله معروف الوزير المختص وكل البلد تعرف وتعلم ولكنها ولاية على كيفك !ّ يحمل مواطنى المدينه شخص واحد إنصبت عليه لعناتهم كالمطر وهو لا يبالى ولا يأبه لذلك يحملونه كامل المسؤوليه فى الأزمه المستديمه للمياه فى الأبيض وهو المهندس عبدالله أدم الشهير بأبو حليمه لأنه المسؤول عن التوزيع منذ عشرين سنه ولو سألت أي مواطن فى مدينة الأبيض عن سر الأزمه الطاحنه التى تعانى منها الأبيض فى مجال المياه لقال لك بلا أدنى تردد السبب أبو حليمه ! فهل أبو حليمه هو السبب فعلاً ؟ .... أبو حليمه جزء من الأزمه شأنه فى ذلك شأن كل عامل ومهندس وإدارى فى مرفق المياه ولكنه ليس السبب .... السبب الساده اللى فوق الذين يمهرون بتوقيعاتهم الصفقات ، صفقات المشتريات والمبيعات والفواتير والأذونات وكل عمل ذى صله بمدخول المياه البالغ عشرين مليار جنيه فى السنه !! عشرين مليار جنيه دخل المياه ولا مياه ؟ أين تذهب هذه المليارات ؟ ... المهندس ميرغنى صديق حامد مدير قطاع المياه فى وزارة التخطيط العمرانى والمياه والطاقه الرجل الذى صمت دهراً وترك الحبل على القارب لسيدنا على قسم الله مدير مياه المدن الرجل المركب مكنة كوز مجاهد وعندما أُحتلت أبوكرشولاء سافر للإسكندريه وعاد منها بعد تمشيط جبال النوبه بالكامل ... على قسم الله هذا والذى عُهد إليه بقص أجنحة النقابه التى كانت تقف بالمرصاد لكل التجاوزات وعُهد إليه بتدجينها فنجح الى حدٍ كبير فى ذلك مما جعل الأمور فى قطاع المياه تمشى بطرق ملتويه ويتم النهب المنظم لموارد وأيرادات الهيئه بلا حسيب أو رقيب بعد خضوع النقابه ميرغنى صديق هذا صحى فجأه ليكتشف إنه المدير وليس سيدنا على ! فقام فوراً بعد إكتشافه المذهل هذا بإتخاذ قرار خطير يأمل من وراء تطبيقه فى السيطره على المشكله المتفاقمه لأزمة المياه .... أحال أبوحليمه من التوزيع لمهندس ( قاعد ساكت ) أي بلا أعباء وعين العامل ( إيدام ) مسؤول توزيع المنطقه الغربيه لمدينة الأبيض ذات الكثافه السكانيه الأعلى فى المدينه وبالتالى ذات الصوت الأعلى فى الإحتجاجات . ! إتخذ سعادة المدير العام لقطاع المياه هذا القرار الثورى دون مشاورة أحد ودون الأخذ فى الإعتبار الهرم الإدارى فتجاوز مدير مياه المدن فى بادره أثلجت صدرى بشكل خاص وأعادت لميرغنى صديق هيبته المهدره فى نظرى وبالتالى تجاوز كذلك مدير مياه الأبيض وأيضاً المدير الذى يليه وهو مدير التوزيع مولانا المهندس حسبو !! لغرابة القرار ولأزمه طاحنه ضربت المدينه اليوم فى شأن أمداد المنطقه الغربيه بالذات جهة أختصاص إيدام فرس رهان المدير العام وعلى أثر إتصالات هاتفيه عديده تلقيتها على مدار اليوم تجأر بالشكوى وتطالب بعرض أزمتها عبر وسائل الإعلام عسى ولعل أن تصادف مسؤولاً يعرف القراءه والكتابه والذين لطول أمد طناشهم مما نكتب ولكأننا نؤذن فى مالطا بتنا نخالهم دفعة ( الكاشف أخوى ) فى الجامعه التى درست فيها ( عائشه الفلاتيه ) ... توكلت على الحى الذى لا يموت وعلى ضوء هذه الخلفيه أجريت إتصالى الهاتفى إنابةً عن هذه الجموع العطشى بالسيد المدير العام ميرغنى صديقى والذى ذكر بإنه الأن فى الخرطوم ولما نقلت الى سيادته رأي الشارع العام فى القرار الذى أصدره منذ يومين وأبنت له عدم إنسياب المياه حتى هذه اللحظه إحتد الرجل وعلى نحو مفاجىء فى أجابته ودافع بشراسه لا مبرر لها على قراره هذا مؤكداً إنه لن يتراجع عن هذا القرار ( تعيين إيدام ) حتى ولو تدخل ( رئيس الجمهوريه ) !! أبو الزفت !! على بالطلاق عمك سخن ويبدوا إن ( الكادوك ) بتاع مدير مياه ال ........ قد إنتهى مفعوله !! نعم ميرغنى صديق لن يتراجع عن قرار تكليف العامل إيدام المناط به القيام بإعباء المهندس عبدالله أبو حليمه حتى ولو تدخل رئيس الجمهوريه !! يكون قاصد ( مرسى ؟؟ ) ... ماهو مرسى بقى الحيطه القصيره اليومين ديل لكن أن يكون المهندس ميرغنى صديق حامد يقصد ( عمك ذاتو ) غايتوا دى الله أعلم ! اللهم إلا إذا اراد الرجل ركوب التونسيه بمحض إرادته او يقصد توريط إبن أخيه السيد الوالى شخصياً مع مؤسسة الرئاسه والأخير لديه من المشاكل والهموم ما هو كفيل بزعزعة إستقراره على كرسى الحكم فى الولايه . ميرغنى صديق الذى طلب منى وعلى نحو حاسم أن ( أطلع من الموضوع ده ) لربما حسبنى أحد عامليه وكما إن فرار السيد الرئيس لا يلزمه على الإطلاق فى التراجع عن قرار تعيين أيدام فبالتالى فليفهم سعادة السيد المدير العام إنه لا يملك حق أصدار مثل هذا الأمر بالنسبه لى إذ أن مهنتى كصحفى تبيح لى التدخل فى كل الشؤون العامه ذات الصله والعلاقه بالمواطنيين ، ينجح إيدام أو يفشل فذلك ليس شأنى لأن الذى يهمنى فلا ذلك هو الفشل أو النجاح وليس الشخص الذى نجم عنه ذلك ، يوقف ميرغنى صديق أبو حليمه ، يحيله للتقاعد ، يعيده لذات منصبه ، يأمر بترقيته نائب اول لمعاليه ذلك ليس شأنى على الإطلاق ما يهمنى فى كل هذه ( الكيته ) هو إمداد المواطنين بالمياه النقيه والصالحه للشرب وفى جدولها الزمنى الموضوع لها تماماً دون أبطاء أو تأخير ذلك ... لأن راتب سيادته وبدلات السفر والحوافز المليونيه التى يتقاضاها والسياره الفارهه التى يمطتيها والأبهة ورغد العيش الذى يهنأ فيه ويتمرغ وحاشيته وبنيه إنما يُمنح له من سواعد وكدح هؤلاء الفقراء الغلابه وهو كدهم وعرق جبينهم فى الوقت الذى ينتظرون فيه بالمقابل أن يمنحهم ماء الحياة الخدمه التى عجز تماماً عن توفيرها لهم حتى الأن ... أما بقية مادار حديث ينى وبين سيادته ولخصوصيته المطلقه ووصمنا بالمحرشين كقوله ( قل لهؤلاء الذين يملون عليك هذا الكلام ... !! ) فهذا حق شخصى يخصنى وأنا أصفح عنه فيه صفحاً كريماً للعديد من الإعتبارات التى يجىء على رأسها الإحترام الشخصى الذى أكنه للرجل بحكم السن والعشره التى جمعت بيننا . فيما خلا ذلك فحقوق هؤلاء المواطنين الغلابه والمساكين ، المساس أو الإخلال بها ، إستفزاز مشاعرهم ، ممارسة الساديه عليهم والفوقيه هو شأن بالنسبه لى يمثل خط أحمر وواجب مهنى مقدس لا سبيل ولا وسيله على الإطلاق لإثنائى عن القيام به . وليكن هذا معلوماً للجميع . ومياه الأبيض سيدتى الفاضله الحكومه هى كعب أخيل هذا البلد وهى حصان طرواده النظام لأن المعاناة قد بلغت أوجها والعطش فى المدينه الأن هو سيد الموقف واللهم إنى قد بلغت فأشهد .