منعم سليمان عطرون عمر حكم الإستعمار الجلابي- المصري في السودان 57سنة حتى اليوم ؛ أي من 1956-2013 ف حيث ؛ لم يحدث إستقلال للسودان بل ما حدث هو عملية إنتقال سلطة من يد قوى أجنبية إلى نخبة شمالية محلية صنعت خصيصا للامر ؛ إنتقال داخل النظام الإستعماري ذاته . يحتمل حين يكمل نظام الجلابي-المصري في قصر غردون 61 سنة قد ستكتمل الثورة السودانية شروطها الكاملة للتغيير وستقوم ثورة سودانية وذلك مثل ما حدث ضد الإستعمار الترك-المصري بين 1820-1881ف . وحدث أيضا في الإستعمار الإنكليزي -المصري بين 1898-1956ف . في الإستعماريين أمضت كل واحدة القوى الإستعمارية الأجنبية 61 سنة ؛ وحدث تغيير كبير في النهاية أي حقبة أي إستعمار تبديل أساس الحكام في صورته باسم التحرر أو الإستقلال. مع إعتبارات كثرة لظروف تلك التغييرات التي وقعت خلال تلك السنوات في السودان بعوامل الزمان ؛ والظروف العالمية المحيطة ؛ والتي يمكن تلافيها في التغيير القادم حتى يكون تغييرا جذريا شاملا ومكتمل لصالح شعوب السودان . إحتمال أن يكون للمبجل آمون سر في ال61 سنة عند الأمم الزنجية من شعوب السودان !! لماذا مصر في كل مرة ؟ في مشكلة السودان الحالي ؛ فإن أي تحليل لإزمة النظام الحاكم بمعزل عن أزمة نظام الحكم في البلاد منذ 56 يكون التحليل خاطئ وناقص ويترتب عليه نتائج خاطئة في حلول جزئية . كذالك في الوضع الحالي فإن أي قراءة لأزمة الحكم في السودان بمعزل عن دور مصر في السودان منذ 1820ف تكون القراءة ناقصة وغير دقيقة ولابد ان الحلول النهائية تكون مشوهة. فمصر ظلت تقدم وتدعم صورة السودان المزيفة للمجتمع العربي كما يرسمها حكام السودان المزيفين؛ وهي صورة ترسم بمساعدة مصر كراعية لسلطة قصر غرودن كراعية لمصالح مصر وخفيرة امينة لمياه مصر. على أي حال التوصيف الدقيق لمشكلة السودان هو إستعمار داخلي ؛ تمثله وجود نظام فصل عنصري على غرار مشكلة جنوب إفريقيا ابان حقبة الأبرتهايد . الأمم الزنجية سكان الأرض الأصليين الضحايا ؛ هم في تعامل هذه الدولة عبارة عن عبييد برهن إرادتهم ؛ أو في وضعية السوود في جنوب إفريقيا ؛ ويمرون بمرحلة إبادة الهنود الحمر ومحارق الهليكوست لليهود . مصر بوعيها شريكة و قصر غردون في الجريمة ؛ جميع منظومة جامعة الدول العربية ؛ وهي منظومة عنصرية بوعي وبدون وعي شريكة في الجريمة الحل ؟ تفكيك سلطة الإستعمار الجلابي وتحرر السودانيين ؛ وذلك حتى يتمكن سكان البلاد من الامم الزنجية من الإنتقال إلى وضع يمكنهم من إدارة أنفسهم ودولتهم و؛ وهم ليسوا عبييد بالطبع سيتحررون من الأفكار والمفاهيم المستلبة للشرق الاوسط والمستوطنة في بلدهم . أو ستستقل الأقاليم السودانية واحدة تلو الأخرى ؛ وقد أستقلت جمهورية جنوب السودان ؛ وستأتي جمهورية البجا في الشرق ؛ وجمهورية دارفور ؛ وجمهورية جبال النوبة ؛ وجمهورية النيل الازرق و دولة القضارف وعلوديا . ودولة الجلابة الشمالية اقل من مثلث حمدي . في الحالين تحرير السودان موحدا او استقلال الأقاليم فان السودان سيتبدل وعلى مصر أولا أن تبادر بتغيير سياستها نحو السودان ؛ ولن يكون هناك السودان الذي في مخيلة المصريين . كذالك لابد من تغيير العلاقات جذريا مع دول منظومة الجامعة العربية ؛ فالسودان لم يكن عربيا ولا يمكنه أن يكون أو يستمر في صورة التابع لمنظومة لا يوجد من يجمعه معها ؛ وهو في كل الاحوال محتقر في نظره أو غير موجود في ذهنيته . في النهاية سوف ينهار الإستعمار الجلابي-المصري وإلى الأبد في هذا القرن وسيتحرر السودان نهائيا . Mr. Moniem Suliman