الحلو والحقد المُر بقلم : راشد عبد الرحيم ا تحدث الأخ العزيز والي جنوب كردفان أحمد هارون عن نائبه في الولاية عبد العزيز الحلو إلا وكان حديثه طيباً هيناً يغلفه الاحترام والتقدير وأمنيات التعاون والعمل المشترك لأجل إنسان الولاية والشراكة النافعة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. ولم اسمع كلمة خير من (الحلو) في حق هارون طوال عهده في (النيابة) حتى إذا استعرت نيران التنافس وتكشفت الأغطية وبات الفوز قريباً من هارون إلا وأستل الحلو لسانا مرا حادا. وليته اللسان فقط ولكنها نية السوء التي بانت من حديث التنافس وخوف الهزيمة وكان حديث بشاعة واستغلال بشع تذكر فيه الحلو اتهامات الجنائية الزائفة ولم يتوان في استخدامها سلاحا سيرتد عليه بإذن الله إذ لا يحيق المكر السيء إلا بأهله. لسان الحلو لم ينطق إلا المرارة وبانت نتنة في قوله: إن هارون (سئ السمعة) وكأنما الرجل أكتشف هذا اليوم، وفي خضم التنافس غير الشريف من جانبه. ظل هارون كبائع الورد يضوع شذاه على الولاية وأهلها في كل خطوة وعمله الذي تسبب في عودة الشرفاء من نتن الحركة إلى ساحات الشذى الفواح. ليس غريباً أن ينحو مرشح الحركة الشعبية هذا النحو فهذا سلوك معتاد من الحركة الشعبية وقادتها فكم طعنوا المؤتمر الوطني وكم استعانوا على حربه بكل القوى الأجنبية والمحاكم الجنائية والأباطيل. ينالون الذي عجزوا عن نيله في السابق عبر الشراكة مع الوطني، ولكنهم كنافخ الكير لا ينتظر منه خير سريعا ما ينقلبون عليه. الطعن في الظهر خصلة يجيدون تدويرها دوما لا فرق بينهم من كان في جوبا أو أبيي أو كادوقلي . وما سيأتي من خير بعد أن تلفظهم جنوب كردفان سيكون خيرا يعم السودان إذ به تتكشف آخر بؤر الخيانة وبها تستبين خيانتهم للمنطقة وأبناء المنطقة من أبناء النوبة. هذه الحركة باعت السودان كله لتبلغ مبتغاها من الإنفراد بالجنوب وليس بمستغرب أن تبيع ولاية لأجل فوز فرد منها. ما يجري في الولاية من أحداث ليس جديدا وفي فبراير من العام 2009 اصدر أبناء الولاية بيانا كشفوا فيه المؤامرات التي تقوم بها الحركة في المنطقة والذي أحدثوه فيها أطفأ نيرانه هارون قبل أيام. زورت الحركة الشعبية استفتاء الجنوب وهي تسعى لزعزعة جنوب كردفان حال هزيمتها القادمة والواضحة فيما يسعى به ويتلفظ به مرشحها. سيتعافى السودان من هذا الداء العضال بعد أن تذهب الحركة عنا فهي مشروع فاشل أنتج تقسيما للسودان وتعقيدا لمشكلاته وتأجيجا لنيران صراعاته وتسويقا خارجيا لقضاياه. وأبشع ما قدمت الحركة لأبناء النوبة أنها استخدمتهم في الحرب لنقل الذخائر وحراسة الشخصيات الجنوبية وزجت بهم من بعد في السجون. وفي كادوقلي ستكون المقبرة وعسى أن يعلم المؤتمر الوطني أن الشراكة التي أنتجت الخراب لن تنفع السودان في مستقبله بعد أن أضرت بحاضره. و على أحمد هارون أن يعلم أن آماله في شراكة وتعاون يستمر بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في المنطقة بعد الانتخابات، وفي حال فوز المؤتمر الوطني ما هو إلا الوقوع في شراك جديدة عنوانها: الخيانة والتربص، والأفعى لا تعرف غير نشر السموم.