عرفت الأخ الأستاذ أدم أركاب لأكثر من ثلاثين عاماً ، عرفته صحفياً مهتماً بقضية البجا بصفة عامة ، والتراث واللغة البجاوية ، بصفة خاصة إهتماماً لا حد له ، وله إدراكه الخاص لهذه القضية وهو مؤمن إيماناً عميقاً لا يكاد الشك يتطرق إليه ، فيما يري من رؤية ، قد تخالف ما عليه الأخرون جميعاً وله حججه على ذلك وله شواهده من الأمثال والشعر والقصص. ولكن الذي يميزه حقيقة هو صدقه .. وصلابته .. وإصراره على توصيل رؤاه الى الأخرين .. وهذا يكلفه الكثير الذي لا قدرة له عليه فيصدر النشرة تلو الأخرى وهي تتضمن توجيهاته في القضايا المختلفة وكثير ما يكون هو في جانب والأخرون في جانب آخر .. مما يعرضه لمشكلات مع غيره وأحياناً يكون هذا الغير أقرب الناس إليه .. وهذا لا يهم بل الذي يهمه حقيقة هو أن يوصل رؤاه التي يراها .. في هذا الوقت الذي أصبح فيه ديدن الأغلبية الغالبة هو تحقق المصلحة الفردية مهما كان الثمن .. بل أنهم لشديد الأسف لقد عاد عندهم الحق هو ما يحقق مصالحهم هذه ، وبالباطل هو ما عدا ذلك في هذا الوقت العصيب .. لا زال الأخ أدم أركاب وهو لا يملك ما يملك غيره ممن يسلمون أمورهم الى الغير رغباً ورهباً ، يقف شامخاً مرفوع الرأس أبي النفس يقول الحق الذي يراه وإن غُلت به القدور .. حسب تعبير عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز وهو يخاطب أباه عمر بن عبدالعزيز يدعوه الى أن يلتزم الحق الذي يراه. وهذا النموذج الفريد الذي يجسد القيم التي كدنا نفقدها هو ما نحتاجه اليوم والتي يمثلها أدم أركاب إتفقنا معه في رؤاه أو إختلفنا معه فيها .. وقد عاد الى الوطن بعد غيبة طويلة وهو يعاني أمراضاً عدة أضعفت سمعه ..(كلام قديم للباحث الأكاديمي والمؤرخ محمد أدروب أوهاج ) وقد تطوع بعض الإخوة وعلى رأسهم شيبة ضرار وعثمان علي دورا وصحيفة أمواج بتبني نفرة علاج أدم أركاب بالخارج ..فرأيت أن أشيد بهذه الخطوة وأتوجه بالنداء الى الجميع وفي مقدمتهم المسئولين المتنفذين بالولاية ولنتخذ العبرة بما يقوم به الأخرون من حولنا حيث إبتعثت الدولة سيد أحمد الحردلو وكل مرافقيه للسفر الى الخارج على نفقة الدولة .. وكذلك المجتمع المدني الأمدرماني إبتعث محجوب شريف ومرافقيه للعلاج في الخارج .. إن أدم أركاب يستحق منا في ولاية البحر الاحمر أن نفخر به ونقوم بواجبنا نحوه وهو إن إختلف مع الحكومة إلا أنه يمثل ركيزة أدبية تتجمل وتزدان بها الأداب والثقافة البجاوية التي هي بدورها كيان أصيل داخل بوتقة كيانات السودان المتنوعة ... ومن جهة نظرنا في بجا كلشر فإنه في ظل مناخ التجاهل والتعتيم تتعرض له الثقافة والأداب البجاوية فإن مشروعية قومية ثقافات السودان المتعددة تفقد مصداقيتها وعدالتها !!.. علي أداب بجا كلشر - إستراليا