وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    بورتسودان .. مسيرة واحدة أطلقت خمس دانات أم خمس مسيّرات تم اسقاطها بعد خسائر محدودة في المطار؟    مصطفى تمبور: المرحلة الحالية تتطلب في المقام الأول مجهود عسكري كبير لدحر المليشيا وتحرير دارفور    حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الممارسات فورًا والعمل على محاسبة منسوبيها..!    تصاعد أعمدة الدخان من قاعدة عثمان دقنة الجوية عقب استهدافها بمسيرة تابعة للدعم السريع – فيديو    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنرال دانيال كودي:9 يوليو، قد لا يأتي بانفصال الجنوب! حول الندوة وما جاء بها من تصريحات بقلم د. محمد بدوي مصطفى عميد تأسيس جامعة نهال الأوربية بالسودان

الجنرال دانيال كودي:9 يوليو، قد لا يأتي بانفصال الجنوب!
حول الندوة وما جاء بها من تصريحات
بقلم د. محمد بدوي مصطفى
عميد تأسيس جامعة نهال الأوربية بالسودان
http://www.nihal.org/
على مقربة من بحيرة زيورخ البديعة وعلى مرأى من سلسلة جبال الألب الساحرة بجليدها السرمدي بأبديوته الخلابة.
قام الأخوة بتنظيم ندورة للحوار الراقي البناء، وتمت كل التجهيزات على يد الدكتور البارع بمهنته، د. على كوبا وحصبه من بني السودان. ندورة سياسية إرتكز النقاش فيها على أسس حضارية تمسو بحضارة البلد الذي يعيشون به وكان ضيوفها من الأعلام البارزة في حقل السياسة السودانية الأخطبوطوية. منهم تجدون السيد الجنرال دانيال كودي والسيد وزير الثروة الحيوانية بجنوبيّ البلاد، جلاب. تجدون طي هذا المقال مسار الحوار والنقاشات المستفيضة، التي دارت أولها وآخرها عن مشاكل االهامش وتورط المركز فيها، لا سيما قضية إنفصال الجنوب الشائكة في أطرها العامة والخاصة. فكانت لكل منهم مداخلاته وقد أطلق الجنرال دانيال كودي جملة "قنبليّة"، انبثق من بارودها عنوان هذا المقال، الذي هو بين أيديكم.
ففي هذا الأخير تجدون تفاسيرا لآراء هؤلاء السادة، تختص بمشكلة تهميش المواطن التي كانت العود الموقد لنار الحرب الإهلية المتعلقة بدسترة وأدلجة المساطر التشريعية بالبلاد منذ حقب ليست بالقصيرة، سيما بعد الإستقلال.
لقد شهدت الندوة (راجع مقالي الأول عن الندوة بالمنبر: الجنرال دانيال كودي ...) مداخلات وزير الثروة الحيوانية بحكومة الجنوب. كما شهدت وجود قوى فاعلة من حركة العدل والمساواة ومنظمة حركة دارفور. وهذه الأخيرة حسب ما ذكرة فاعليها، أنها توجه نفسها في دور الوسيط للمنظمات الكبرى، من أجل دعم مسيرة التطور والإزدهار بأقليم دارفور. إذ أن من أهدافها الأساسية الدفع من قيمة العمل التقني وتطوير البيئة بدارفور. بالإضافة للتنسيق وإقامة دورات توعوية وتعليموية للمواطنين بالمنطقة. ومن المشاكل التي ذكرت هو عدم وجود الإعلام الكافي لتغطية مشكلة دارفور. يقول: السيد الأخ المتحدث باسم حركة العدل والمساواة السيد جبريل حامد: "الأمم المتحدة اسم كبير لكن أعمالها لا تذكر". المناخ السائد: فقدان المراعي؛أكثر من 2٪ (عشرون بالمئة) من الأسباب المهمة التي أدت برفع نسبة الوفيات، لا سيما في الفئة التي تتراوح أعمارها بين السنة والخمس عشر سنة؛ تعذى لانعدام الدواء وشح المعالجات الطبية بيد أن بعض المنظمات تقوم بتوفير قدر يسير من الدواء وإقامة بعض المستشفيات المتنقلة.
السبب الأساسي الذي يراه السيد المتحدث باسم حركة العدل والمساواه يكمن في تورط الحكومة في تفاقم المشكلات الحياتية بدارفور؛ إذ أنه يقول: "إن مؤسسات المؤتمر الوطني تشوش عمل المنظمات الخيرية الأخرى وتعاكس في عرقلة عمل كل المنظمات التي لا تنضوي تحت أعرافها ولا تمتّ للمؤتمر الوطني بأدنى صلة.
يقولون أن السودان سلة العالم للغذاء ويرفعون رايات وشعارات من هذا المنطلق. لكن كيف ذلك ولم يقدر شعب دارفور أن يسد رمقه بلقمة من العيش الكريم؟
ما يحتاجة الإنسان السوداني هو الحماية الكاملة لنفسه وبيئته، بأن يوفر له مناخ معاف من أمراض الحرب والإضطهاد والتهميش. إن.30٪ من كلّ شعب دارفور قد أصابته من جراء هذه الحوادث مرض التراوما (صدمة نفسية). "

يقول: أن من الحلول لمشكلة السودان عموما ومشكلة دارفور خصوصا هي الإعتماد على مبدأ محاكمة الفرد بالإرتكاز على مبادئ دستورية لكل فرد. هذا يعني أن المنتمى لحركة ما يجب أن يحاسب بهذه الطريقة والدعوة إلى دستورية حزبية إنفك منها السودان منذ عهود بعيدة.
لقد تحدث الناطق باسم الحركة بسويسرا عن المناطق المهمشة وطرح سؤاله قائلا: أين دارفور؟
وأجاب عليه قائلا: هو قلب الهامش.
وتحدث عن مشاكل الحراك الشعبي ومدى التهميش المستمر من قبل المؤتمر الوطني ومنذ أن رأت دولة السودان النور: "التهميش هو تهميش إقتصادي، سياسي، صحي بكل ما تحمل هذه الكلمات من معان. تهميش بكل أنواعه: "نحن محاربون سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ليس لنا مناصب. ففي الشمال ليس لهم شيئا آخر، غير إيرادات البلح وتأجير الصحراء. ويقول: كل القادة وعلى غضون السنين المنصرمة بل وإلى الآن تجدهم من ابناء الشمال.
ونحن لا نوافق على الإنفصال لأنه تكتيك حزبي لاغير. كان الشعب السوداني وما زال يعمل من أجل تغير جذري في المناخ السياسي والإجتماعي العام بالسودان. والحركة الشعبية كان همها الشاغل الإنفصال، ذلك أنهم لم يجدوا تحفيز ملموسا من قبل المؤتمر الوطني لإيجاد حلولا ناجعة لمشكلة الجنوب. بيد أن ذلك لا يعتبر سببا وجيها للإنفصال المصيريّ وما يترتب عليه من سلبيات تنعكس على أهل السودان جلته.أن كل الحركات الفاعلة تقول: الوحدة ثم الوحدة، بل والوحدة الإندماجية. علينا أن نلتزم كسودانيين بقانون واحد، دستور واحد وجيش واحد.
ثم جاء دور السيد وزير الثروة الحيوانية اسماعيل سعيد جلاب الذي علق موطأ لمقولة السيد جبريل حامد (ثلث سكان دارفور مصابون بمرض التراوما النفسي. فتسآءل ما هو المعيار في ذكر هذا النسبة دونها؟ فهو يقول أن "كلّ" سكان دارفور مصابون بهذا المرض النفسي، ذلك أن كل الأنظمة التي حكمت السودان لم تع لحماية المواطن السوداني بتعدديتهة وثقافاته المتباينة تباين أعراقه. لكنها شرعت، وعلى العكس، في حماية أنظمتها القمعية: إن أجهزة الأمن منذ استقلال السودان عملت ضد مصالح المواطن وكان شغلها الشاغل البقاء "الديمو على الكراسي". فهو يقول: شارك الجيش السوداني في حروبات عديدة في الخارج، في المكسيك، الشرق الأوسط، حفظ السلام بجزر القمر، لكن كل الحروبات الأخرى كانت ضد المواطن السوداني. كل هذه الممارسات التي تزعر المواطن وتعمل على بقاءه في إطار اللأمن. هذه الأنظمة كلها مرفوضة. يقول: نعم لتغيير هذا النمط التسلطي بالحكم ونعم لكل للتسامح والمساواة بين أبناء الشعب الواحد.
لقد طرق السيد الوزير محاور عدة منها السودان ما وراء الإستفتاء. يقول: "بالجنوب. 98٪ صوتوا لصالح الإنفصال. هم من الجنوبيون وليسوا حركة شعبية فقط. لماذا لم يصوتوا للوحدة؟ مشكلة السودان مستمرة منذ عهد الإستقلال والمشكلة تكمن في الآتي: لا يوجد دستور يعمل به وقد أجمع عليه الشعب السوداني بأكمله. لقد تم تشريع الدساتير من قبل حفنة معينة من الحكام وحاولت تلك الحفنة تلبيسه للشعب وهذا هو من الأسباب الوجيهة للصراع المستميت بالسودان."
يقول: "قبل الإستقلال بدأت المعضلات ترى النور مع بداية الحرب الأهلية عام 1955 وقبل 56 سنة. منذ ذلك الوقت لا أمن، لا استقرار، لا احترام للآخر. وكان السلاح هو الفيصل لمجابهة الأنظمة المضطردة على حكمه. سيما وأن انفصال الجنوب قد جاء في هذا الإيطار اللأمني المجحف.
هل يحصل إتحاد بين الشمال والجنوب (هذا من ينشده عامة أهل السودان) يقول: ربما، بعد تحسن الأوضاع بالشمال بالصورة التي تتيح الإتحاد معه على أسس "الفيزافي" (مصطلح فرنسي يعني الوقوف بمثابة الحلفاء بالتساوي).
ولكن ماذا عن التجارب التي شهدتها الساحات الأروبية في أنموذج الألمانيتين؟ في مسائل دمج القوى السينيرجية بين الحلفاء للسير قدما في طريق مستقبل زاهر؟
جاء طرح سؤال من قبل الحضور: الحركة الشعبية هي التي نادت بالإنفصال، هل هذه الورقة الأولى والأخيرة لمبادئ الإندماج الكلي لأبناء البلد؟ يقول: جاءت المشكلة حديثا عندما طبقت الشريعة الإسلامية كمسطرة للتشريع بالبلاد. لم يسأل أحدا ولم تشرع الحكومة في عمل استفتاء شامل لإدراج التشريع الإسلاموي كمصدر أساسي للتشريع بالسودان. يقول: "هنا حصل إستقصاء للديانات الأخرى، لماذا؟ أين حق الأقليات الدينية والعرقية بالبلاد. فكانت كل الأنظمة التي جاءت تركز على معيار تعريب السودان، تلك طريقة كل الحكومات. ووجود مشاكل هذه الأقليات المهمشة أو بالأحرى وجود الهامش كان هو السبب الرئيسي لوجود المشاكل المعضلة بالبلاد والتي يعيشها أهله واقعا ملموسا كل يوم.
بعد أن تم السيد الوزير مداخلاته المذكورة أعلاه بدا الحضور يتأهب لمداخلة المستشار دانيال كودي.
تربع هذا الأخير على عرش الندوة، حاملا عصاه الأبنوسية، صامتا طيلة النقاشات والمهاوشات، منتظرا لحظة الإنقضاض، إلا أن جاء دوره. لقد تلكم بلسان بيّن، باسطا أوجه المسائل الشائكة بكلامته، وبطريق سلسة تشد المستعم إليه. لا سيما فهو ينتهج منهجا في عرض الحقائق.
ومداخلة الجنرال دانيال كودي: بدأها بجملته التي إشرأبت لها الرقاب متساءلة... "9 يوليو، قد لا يأتي بانفصال الجنوب!!!!!!!"
يقول كودي: مشكلة الإنفصال متشعبة وأيتما تشعب ومعقدة وأيما تعقيد، لجان لا تحصى، أمنية، إستراتيجية، إقتصادية، حدودية، الخ. فللإنفصال خطوات يجب أن تتبع وعندما بدأت الفكرة في التبلور أدى هذا ل"شوك" (إصطلاح الجنرال) أي صدمة، حسب قوله، بلغت أوجاعها من لبّ المؤتمر الوطني ما بلغت. حسب تصريحاته، أن المحللين السياسيين قدروا نسبة نجاح الوحدة بنسبة 75٪ والحركة الشعبية تراجعت إلى نسبة 50٪، لكن بعد إحلال النتيجة، (دون الدخول في قضية مجريات الإقتراع وسلبياتها وإن كانت مجحفة لمجموعة دون الأخرى وتزكي فئة دون الأخرى) كان وقع النتيجة كالفأس على الرأس. يرجع كودي لأطروحته، التي تحمل عنوان المقال ويتسآءل: أين دولة الجنوب؟ قاصدا ما هي مقومات رسم الحدود. ففي الجنوب نجد أراض تنتمي للشمال وبالشمال هناك بقع تنتمي للجنوب. ضرب مثال أريتريا واثيوبيا ورجع مداخلا في قضية أبيي المعقدة قائلا: "ده يا جماعة بارود جاهز". وطرح المسألة بوجه نظر عقلانية معقبا: كيف نفك الإرتباطات بين الدولتين؟ كيف نجد حل لمشكلة دارفور؟ كيف يمكن القضاء على عدم الإستقرار الداخلي بالجنوب؟ قاصدا الشربكات المتعلقة بتصدير المليشيات إلى ومن الجنوب. ومن أهم النقاط التي تجلت في وجاهة طرحها وموضوعية معالجتها، هي المشكلة الأمنية. فهو، كما نعلم، عضو في لجنة الترتيبات الأمنية.
يقول:بعد أن ذكر بأنه جاء لتوه من المشاورات باديس أبابا:
لا معنى لكل اللجان الأخرى إن لم تصل لجنة الترتيبات الأمنية إلى حلول مقبولة لدى الطرفين. هذه اللجنة يرأسها الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، السيد ثامبو مبيكي، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي العليا للوساطة ما بين الطرفين. وطرح كودي أنموذجا حيا لبعض المعضلات والمشاكل التي تجابه لجنة الترتيبات الأمنية، منها:
- إيجاد حلول مقبولة للطرفين فيما يتعلق برسم الحدود بين البلدين؛
- وجوب الفصل بين الجيشين والحدود عبر قوى ثالثة محايدة تابعة لهيئة الأمم المتحدة؛
-حل مشكلة قوات الحركة الشعبية المتواجدة في شمال البلاد؛
- الفصل في مسألة مصير الجنود والضباط الجنوبيين في القوات السودانية؛
- تأطير تشريع سلمي وأسطرة بنود بيّنة بشأن أمن الحدود بعد التاسع من يوليو؛
- وضع نسق حقيقي لصلاحيات القوات الدولية، إن وجدت، بعد التاريخ المشار إليه أعلاه؛
يقول كودي: لقد وجدنا أهمية هده اللجنة في تحمل مسؤولية ترسيم الحدود. فترسيم هذه الأخيرة شئ لا بد منه وعلى ضوءها تضع الترتيبات الأمنية بين الدولتين. بمعنى آخر، فإن كل اللجان من الطرفين دون لجنة الترتيبات الأمنية لا تحرك ساكن دونها وليست لها أي أهمية إن لم تخرج الأولى بتوصيات واضحة ومقبولة لدى طرفيّ النزاع.
أن مسؤولية خبراء هذه اللجنة تكمن في الآتي، حسب أدلاءته:
- فك النزاع القائم حول المناطق الآتية: أبيي، كنجي وحفرة النحاش؛
- دفع قوى قوات الطرفين من بين بعضهما البعض.
وجود رؤى صادقة يمكن العمل بها لإحلال القوى الثالثة المحايدة وتحديد صلاحيات عملها في المنطقة العازلة.
يقول لقد توصلت اللجنة في اجتماعاتها ومشاوراتها الأخيرة مع الخبراء (المجمتع الثالث) إلى الآتي:
- إلى خلق وإيجاد منطقة عازلة تمتد 10 كيلومترات جنوبا و10 كيلومترات شمالا. أي منطقة إنتصافية، تتواجد بها قوات الشرطة، الجمارك، الهجرة، المياه البرية وأمن الحدود. يجري العمل بها بمبدأ المناصفة في المهمات. يقول كودي: إن وجود قوات من الطرفين يؤدي وقد أدى بالفعل، كما هو معلوم، إلى صدامات وتوترات عديدة، ذلك يعزى لوجود مليشيات بين الشمال والجنوب. أذا، وجود طرف ثالث في غاية الأهمية. "
شرح كودي ما صُرّح به من قبل المؤتمر الوطني، بأن هذا الأخير قادر على تحقيق السلم وحل المشكلات. يقول الجنرال، لقد أبدينا قلقنا تجاه التصريحات والمواثيق العديدة مع المؤتمر الوطني. لم يفعلوا شيئا منذ بداية الإتفاقية، لم يكونوا محل ثقة للعهود المبرمة. لذلك قلنا لهم لابد من وجود قوات محايدة، تصحى على أمن الحدود والسلام بين الدولتين. والتجربة بأبييي ومنطقة شمال الواحدة، يقول، تقف خير شاهد لهذه المناورات والتحديات.
ويرجع مرة ثانية مؤكدا تعقيد مشكلة الحدود. وقال: أمبيكي ووفده قد ذهبوا إلى الخرطوم ولم يتوصلوا إلى أي نتيجة. وكما ذكر، من جهة أخرى، أن البشير قد وعد مسبقا، بتسريح أبناء الجنوب المنضمين للقوات المسلحة وأعطاءهم حقوقهم. وتوجد الآن من هذه القوات حوالي 20 ألف جندي، يدربون في مناطق عسكرية كمنطقة الجبيد. أعلن كودي عن أهمية مشكلة هؤلاء الجنود قائلا:
لقد حارب هؤلاء الجنود في صفوف القوات المسلحة السودانية ضد جيش الحركة، فكيف لنا استيعابهم: حاربونا ويأتوا الآن ليكونوا فرقة في جيش الحركة، أهل هذا من المنطق؟ يقول هذه القضية ما زالت تبعث الشك في قلوب الكثيرين من ابناء الحركة وهي قضية غير متفق عليها. أذ أن المؤتمريين طلبوا منا أن نحضر لهم كل قوات الحركة الشعبية والقوات الحرّة بالمنطقتين وأنهم يمكن لهم أن يُدربوا من قبل القوات المسلحة السودانية. وهو يقصد هنا هؤلاء الذين حاربوا من أجل قضية الجنوب دون الإنضمام لجيش الحركة؛ من الأفراد الذين حملوا السلاح بمحض إرادتهم وحاربوا مدة كم وعشرين سنة من أجل هذه القضية.
لكنه يصرح بأن السيد الرئيس البشير تعامل معنا كلعبة في يديه، لا سيما ينشد غرز عناصر جنوبية بتوجيه شماليّ إلى عقر عرين الحركة لزعزة أمنها وسلامتها.
يقول: إضافة إلى هذه المسائل الشائكة، تبقي قضية "المشورة الشعبية" التي تضم شعوب جبال النوبة وشعوب منطقة النيل الأزرق. ويسأل: هل هذه الإتفاقية ناقصة دون الوصول إلى حلول في مسألة المشورة الشعبية؟
يصرح كودي قائلا: لا تكون إتفاقية نفاشا سارية المفعول ومعمول بها على المناخ السوداني خاصة والعالمي عامة، إلا بعد الإنتهاء من فصل قضية المشورة الشعبية. حينئذ تكون هذه الأخيرة سارية المفعول.
ثم يطرح معضلات أخرى:
- مناطق طلعت من اتفاق تقرير المصير من مواثيق 1956
- مشكلة وجود صيغة مطاطية لقضية المشورة الشعبية؛ ألخ، ألخ.
وهذه بدورها شرارة موجودة وأمر خطير وربما تندلع الحرب من جديد. أذا ماذا بعد 9 يوليو؟
فهذا اليوم قد لا يأتي بانفصال الجنوب!
بعد إنتهاء الندوة التي طالت بالحديث عن قضايا الأخوة وعن الإنفصال، تجمع كل السودانيين،بمحبة وكرم دفاق، يشربون كاسا من الشاي باللبن، شاي العصر بمدينة السحر، ثم ذهب بعدها كل منا جهته. وهل من ملتقى؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.