كلام الناس نور الدين مدني اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى *لسنا من أنصار المعارك غير المبررة وسط قبيلة الصحفيين ونستغرب لماذا يفتعل البعض هذه المعارك الكيدية التي لا تخدم للوطن ولا المواطنين قضية. *بل تزداد الحاجة هذه الأيام خاصة إلى أن يتوجه كل الاهتمام للقضايا المصيرية التي تواجه الوطن والمواطنين؛ لكن لأن الأمر يتعلق بصحيفة "السوداني" وبالصديق العزيز الأستاذ محجوب عروة وجدت أنه من واجبي التصدي بما أعرف. *للذين لا يعلمون من جيل الشباب تمتد علاقتي بالأستاذ محجوب عروة منذ سبعينات القرن الماضي عندما إلتحقنا سوياً ضمن من أسماهم الراحل المقيم الدكتور جعفر محمد علي بخيت الكواكب الاربعة عشر بصحيفة "الصحافة". *الأمر الثاني الذي دفعني للتصدي للدفاع عن محجوب عروة هو أنني حُبست معه في ذات الأيام التي أثيرت ضده إتهامات الجهاز ولكنني حُبست لمجرد أنني سالت لماذا هذا القرار الرئاسي ضد "السوداني" وأين المؤسسية رغم وجود المؤسسات.؟ *أذكر أنه ضمن التحري معي كانت هناك أسئلة عن زواره من الأجانب وكانت إجابتي- وكنت صادقاً فيما قلت- أنني لم أر من زواره إلا محمود جحا و أحمد عثمان مكي عليه رحمة الله وحسن مكي. *أما الحديث عن المستندات التي وجدت بحوزته وتم التحقيق معه بشأنها هو الخطاب الذي لم ينكره محجوب عروة وهو خطاب موجه إلى وزير الإعلام السعودي للتصديق له بتوزيع "السوداني" في السعودية والخطاب يحتوي على إفادات شخصية عن نفسه يؤكد فيها أنه لم يعد محسوباً على الجماعة التي إستولت على الحكم في السودان ومازال الرجل على موقفه، ضد الانقلابات بغض النظر عن الذين يقفون وراءها ومع التطور الدستوري الديمقراطي ومع الإقتراع وضد العنف والنزاع. *حضرت المناسبة التي شهدت مخاشنة لفظية بين رئيس جهاز الامن والمخابرات الوطني في ذلك الوقت الفريق صلاح عبد الله وبين الاستاذ محجوب عروة؛ وكنت وقتها أيضا عائداً من مباني الجهاز بعد التحقيق معي حول نشر "الصحافة" لمقال كتبه الدكتور علي الحاج رد الله غربته وعندما حان موعد إطلاق سراحي مساء يوم من أيام شهر رمضان المعظم، قال لي ضابط الأمن ممازحاً يللا يا "شعبي", في إشارة لحزب المؤتمر الشعبي فقلت له بطريقتي العفوية: ربنا يسألك أنا الشعبي ولا أنت.؟! *المهم خرجت من مقر الجهاز إلى الإفطار الرمضاني ولكنني لم أحضر ما دار في ذلك المساء؛ ومهما يكن من أمر فإنه من الطبيعي أن يتهم جهاز الأمن أي شخص ، فهذا جزء من عمله، ولكن لا يعني هذا أن هذا الإتهام صحيح إلى أن تثبت التهمة ووقتها يقدم المتهم للمحاكمة وكل ذلك لم يتم للاستاذ عروة. *أيها الناس اعْدِلُوا هو أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. ------------------------------------------ صحيفة السوداني إدارة التحرير